عن اللحن الذي لم يُعزف بعد…

by الدكتور محمد عليق | أبريل 21, 2021 2:56 م

﴿الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ﴾[1][1].

.. فلندخل في صلب الموضوع، عفوًا… اسمحوا لي قبلها، ودفعًا لشبهة مفترضة وسوء تفاهم شبه مؤكد، أن أتوجّه بكل محبة وتواضع، بالتحية والتقدير والدعاء لكل من عمل ويعمل جاهدًا في ظروف شديدة التعقيد والصعوبة، لخلق أعمال فنية إسلامية وثورية وإنسانية ملتزمة بقضايا الحق والحرية و… في سبيل الله والتكامل الحقيقي. وما سيأتي من خربشات أفكار متناثرة وملاحظات بريئة أو جريئة، ليس سوى محاولة عفوية واحتجاج طفولي، لدعم حركتهم الفنية المجاهدة، بل لفتح بعض آفاق جمالية وعملية نحو الإبداع والفن الراقي المطلوب، المتناسب مع عظمة الفكر الإسلامي المحمدي الجميل، والقيم الحضارية السامية للحياة الطيبة، والتضحيات الإعجازية لأشرف الناس وشهدائهم ومضحيهم العظماء.

الكلام هنا عن واقع التجربة الفنية الإسلامية المواكبة للنهضة والمقاومة وسبل الارتقاء الإبداعي لهذا المضمار الحضاري الهام وشديد الخطورة، وتكفي الإشارة من حكيم هذا العصر ورائد الحضارة الإسلامية الجديدة الإمام الخامنئي “بأن كل فكرة أو قضية لا تتشكل في قالب فني، لن يكتب لها الخلود والبقاء”. لا بأس من التحذير بأن كل الانتصارات العسكرية والسياسية والدماء الطاهرة، معرّضة أن تذهب هدرًا فيما لم يحصل استنفار فكري وحضاري كبير، يتمثل في استنهاض فنّي وأدبي وعلمي، نظريًّا وعمليًّا، يحفظ الإنجازات الكبرى، ويقدّم النموذج، ويحلّ الآفات، ويبشّر بالسعادة والتكامل المعنوي والمادي المنشود.

ما هي أهم المشاكل والعوائق، وما العمل لتجاوزها وصولًا للارتقاء الإبداعي بالفن الإسلامي الجامع بين الأصالة والعمق والمعاصرة والإبداع والنفع وخدمة الأهداف الكبرى واللذة الفردية والجمعية معًا، نحو جعله سبيلًا وأسلوبًا أساسيًّا للتكامل والتربية وصناعة الإنسان الحقيقي والمجتمع القوي السعيد؟

هنا إشارات أولية مختصرة، لا تحدّد أولويات ومناهج، بل مجرد مساهمة عامة في قضية هامة متشعبة الأبعاد:

نحن نلاحظ أن التجارب الناجحة للفن الثوري والملتزم إسلاميًّا أو وطنيًّا على مستوى فلسطين أو إيران أو اليمن أو كوبا وروسيا مثلًا، قد ولد من رحم الألحان والأنماط الأدبية الشعبية العريقة والتراثية… أجمل أناشيد المقاومة الفلسطينية مثلًا وأكثرها تأثيرًا في روح الجماهير ومعنوياتها هي تلك المنبثقة من “العتابا” و”الميجانا” وأغاني الحصاد والأعراس، وقس على ذلك في “الزوامل” اليمنية و”الأبوذيات” العراقية، والقوالب التراثية المتعددة في أنحاء إيران والتي تجلت في استمرار إبداعي في الفن الديني “الطقوسي” كاللطم والتمثيل العاشورائي، أو في الغناء العرفاني والثوري والأوركسترالي الحديث، وصولًا إلى قصص الأطفال قبل النوم و”الحداء” (الهدهدة) المشهورة. فيما نلحظ شبه قطيعة على مرّ السنوات والمراحل مع التراث المحلي الشعبي بقوالبه المتنوعة مع الأعمال الموسومة بالفن الإسلامي والمقاوم.

هذه بعض ملاحظات ورؤوس أقلام وقليل من عناوين عامة، وغيرها الكثير مما يحتاج كل منها إلى بسط وشرح وتوسعة وتحليل ونقاش مستفيض، يستحق إنشاء مراكز أبحاث وتخصصات علمية جادة في الجامعات والحوزات العلمية والمؤسسات التربوية والإدارات الثقافية.

وهنا يُسجل لمعهد المعارف الحكمية، كعادته، نبل المبادرة وشرف المحاولة، والأمل كبير ووفير بجيل الشباب الحيوي والناشط المرتوي من فكر الولي الرائد والعلماء الحضاريين لتشرق شمس الفن الإسلامي الساطعة، وتنير الحياة الطيبة في كل ساحاتها ومساحاتها.

 

 

[1][5] سورة الرحمن، الآيات 1- 4.

[2][6] على سبيل المثال لا الحصر، الكلمة الهامة لسماحة الإمام الخامنئي مع لجنة مؤتمر “فقه الفن” في 13 -1-2016

https://www.leader.ir/ar/speech/14046[7]

 

[3][8] ورقة بحثية إلى ملتقى “فنقاوم” جمعية رسالات. في 11-1-2015.

[4][9] أنسي الحاج، “العريس مهدي ياغي”، جريدة الأخبار. السبت 5 تشرين الأول 2013.

 

Endnotes:
  1. [1]: #_ftn1
  2. [2]: #_ftn2
  3. [3]: #_ftn3
  4. [4]: #_ftn4
  5. [1]: #_ftnref1
  6. [2]: #_ftnref2
  7. https://www.leader.ir/ar/speech/14046: https://www.leader.ir/ar/speech/14046
  8. [3]: #_ftnref3
  9. [4]: #_ftnref4

Source URL: https://maarefhekmiya.org/12708/islamicart-3/