بناء الوعي وتشكل القيم
لقد قامت التجارب والتأملات والدراسات بجهود واسعة وعظيمة لبحث واقع العقل وحقيقة الذهن بفاعلياتهما الإدراكية والمعرفية.
وصُنّفت هذه المباحث ضمن أطر الفلسفة والعلم والتربية، حتى انقسمت حولها تيارات واتجاهات ومذاهب تكاد أن تكون متناقضة في أصولها ومنطلقاتها ما بين مثالية في الطرح تُغلِّب الذهن على المحيط والبيئة المجتمعية والطبيعية، إذ تعتقد أن الذهن أو العقل هو المنتج للواقع المحيط. وما بين مادية تعتقد أن العقل أو الفكر هو انعكاس للواقع الخارجي والبيئة المحيطة.
هذا وفي الوقت الذي انغمست فيه هذه المباحث بمقولات ومنهجيات تجريدية نظرية، أو تقنية أداتية أحيانًا كثيرة. فهي وإن لم تلحظ الشأن الإنساني في المعالجة بشكل مباشر، لكنها كانت محكومة بتصور قبلي أو بعدي حول الإنسان في حقيقته ودوره وموقعه من الوجود. والملفت في نتائج مثل هذه المباحث أنها قد أفرزت جملةً من قيم الترابط بين الذات وما خلف الذات أو بعدها، أثمرت تحولات حقيقية في سمات التشكل المجتمعي والحضاري.
بناءً عليه، لا يمكن فصل أي مبحث يتعلق بشكل أو بآخر بالإنسان، عن مندرجات قيم وانتظامات حياته النفسية والعقلية والمادية. وللسبب نفسه فإن البحث في الإنسان وقيمه لا يمكن فصله عن البحث في الدين، إذ الدين بطبيعته يتجه من الله إلى الإنسان أو من الإنسان نحو الله، وهذا التوجه في حركيته يقع فيه الإنسان موقعًا مركزيًا يُبنى عليه، ويُؤسَّس بموجبه.
لذا فإن أي محاولة لقراءة شؤون تتعلق بالإنسان هي قابلة للتشكّل ضمن شبكة استفادات علمية وفلسفية ودينية ومعرفية تقع على أرضية القيم الإنسانية وما يتولد عنها.
وبهذا الصدد فإن الكلام حول الوعي يدخل في صميم مثل هذا التشابك الذي أسلفناه إن من حيث المصدر أو منابع البحث أو تشكّل القيم أو غير ذلك… تحميل البحث
المقالات المرتبطة
الشيعةُ الاثنا عشرية
تسمّى ثاني أكبر طائفة من المسلمين بـ”الشيعةَ الاثني عشريةَ”. ويستمدّ هؤلاء قواعدَهم الدينيةَ وإلهامهم المعنوي، منْ بعدِ النّبي، منَ الأئمةِ الاثني عشرَ من ذريته.
المفهوم الأخلاقي للحياد ومفاعيله السياسيّة والحواريّة
في خضمّ صراع المحاور الحضاريّة والاقتصاديّة وما يدور حولها من مسارات جيوسياسيّة، يطرح البعض “وضعيّة الحياد” كموقف رسميّ للدولة اللبنانيّة
البصيرة.. مخرز في عين التطبيع
من المعروف أن التغيير الثقافي يبدأ بتغيير المناهج التعليمية في المدارس والمعاهد والجامعات خاصة بالمضامين المتعلقة بمادتي التاريخ والجغرافيا بشكل أساسي، وباعتبار أن المناهج التربوية والثقافية تبني منظومة المعارف وسلوكيات الشباب الذين نعتمد عليهم في بناء المستقبل،