الدين، العلم، المنهج إشكالية المصطلح
تتوقف مقاربة السؤال عن المنهج المؤهل للتعاطي مع الدين، على تحديد ثلاثة مصطلحات: الدين، العلم، المنهج.
وتتضح دخالة مصطلح العلم، مما يأتي، كما يتضح تقدمه على “المنهج”.
وما أقدمه هنا هو تساؤلات جادة في هذا المضمار، وإثارات مكثفة لمخطط البحث فيه، مع وقفة على مشارف النتائج.
الدين
وأكتفي بتساؤلات عدّة من شأن الإجابة عليها تصويب مسار البحث.
أولًا: أيّ دين نريد؟
وهل ثمة وحدة حقيقية – بين المصاديق المتعددة لمفهوم بالغ التشكيك- تسوِّغ الشمول حتى السلة الواحدة؟
أم أن الوحدة الحقيقية المفترض قيامها تحتم تعدد سبل المقاربة التي قد يعبر عنها بالمناهج، كما يحتمه التباين بين بابين من حقل معرفي واحد كاشتراك سبيلي المسح والإحصاء، والبحث التاريخي في تحديد ظاهرة اجتماعية، وكاشتراك البحث الرجالي، والفقهي، والأصولي في دراسة نص حديثي واحد.
أم أن الوحدة ليست قائمة أصلًا وليس الحديث عنها إلا ضربًا من تسييس المطارحات الفكرية – ولو عن غير قصد – إمعانًا في الإنغلاق باسم الانفتاح، وإصرارًا على الإلغاء للذات قبل الآخر باسم الحوار، وتلكم هي أخطر لوثات الفكر التنويري المدعى.
ما أتبناه في هذا المجال هو أن الوحدة بين ما سلم من الأديان من التحريف قائمة بكل جلاء، مع توكيد ملاحظتين:
الأولى: أن الوحدة داخل كل حقل معرفي لا تلازم وحدة سبيل البحث فيه وارتياد آفاقه.
الثانية: أن التمييز بين ما سلم من التحريف وما لم يسلم، هو العقبة الكؤود التي تجعل محاولة مقاربة الدين ككل بمنهج واحد – لو فرض إمكانه – تغري برميها بالتسييس، وإن لم تكن كذلك….تحميل البحث
المقالات المرتبطة
الحق والحقيقة
البحث عن الحق والحقيقة غاية إنسانيّة، ما زال الإنسان يسعى نحوها جيلًا بعد جيل، بحيث إنّنا لا نكاد نجد فترة
“حول أطروحة الميتافيزيقا البعدية” المثنّى أم علاقة التناقض؟!
كتبنا سابقًا عن دعوة المفكّر الدكتور محمود حيدر- في محاضراته وكتاباته – إلى التأسيس لمشروع حضاري وثقافي بديل للمشروع الثقافي الغربي…
العلم اللّدنيّ في التّصوف: النشأة والدّلالة
في عصرٍ بات تحصيل العلمِ سهلٌ يسير حيث يتلقّف المرء المعارف من كل حدبٍ وصوب، طُرح سؤال حول نوع وقيمة العلم الحديث وحاجتنا لعلم مقدّس (محاولة حسين نصر)…