مصطلحات عرفانية | الجزء 14

مصطلحات عرفانية | الجزء 14

بطون

– البطون: التجلي بمقام البطون من الأوصاف القدسية، وهو متأخر عن البطون الذي في حضرة الحقيقة الغيبية الأحدية. (مصباح الهداية، خميني، الصفحة 10).

– الباطن: التجلي بمقام الباطن من الأسماء الإلهية والربوبية، وهو من أمهات الأسماء الحقيقية. وهو متأخر عن الباطن الذي في حضرة الحقيقة الغيبية الأحدية. (مصباح الهداية، خميني، الصفحة 10).

– غيب الهوية والذات الأحدية لا يظهر لأحد إلا في حجاب التعين الإسمي ولا يتجلى في عالم إلا في نقاب التجلي الصفتي، ولا اسم له ولا رسم بحسب هذه المرتبة ولا تعين له ولا حد لحقيقته المقدسة، والاسم والرسم حد وتعين، فلا اسم ولا رسم له لا بحسب المفهوم والماهية ولا بحسب الحقيقة والهوية لا علمًا ولا عينًا وليس ورائه شيء حتى يكون اسمه ورسمه. سبحان من تنزه عن التحديد الاسمي وتقدس عن التعين الرسمي. والعالم خيال في خيال، وذاته المقدسة حقيقة قائمة بنفسها، ولا تنكشف الحقيقة بالخيال، كما هو قول الأحرار من الرجال. (شرح دعاء السحر، خميني، الصفحة 71).

– الهوية الغيبية الأحدية، والعنقاء المغرب المستكن في غيب الهوية، والحقيقة الكامنة تحت السرادقات النورية والحجب الظلمانية في عماء وبطون وغيب وكمون، لا اسم لها في عوالم الذكر الحكيم ولا رسم، ولا أثر لحقيقتها المقدسة في الملك والملكوت ولا وسم؛ منقطع عنها آمال العارفين، وتزل لدى سرادقات جلالها أقدام السالكين، محجوب عن ساحة قدسها قلوب الأولياء والكاملين، غير معروفة لأحد من الأنبياء والمرسلين، ولا معبودة لأحد من العابدين والسالكين الراشدين، ولا مقصودة لأصحاب المعرفة من المكاشفين. (مصباح الهداية، خميني، الصفحة 8).

– قال أشرف الخليقة أجمعين: ما عرفناك حق معرفتك، وما عبدناك حق عبادتك. وثبت ذلك في مدارك أصحاب القلوب حتى قالوا: إن العجز عن المعرفة غاية معرفة أهل المكاشفة. (مصباح الهداية، خميني، الصفحة 8).

– الهوية الغيبية الأحدية: غيب مصون من الظهور، مستور غير مكشوف عن وجهها حجاب النور. (مصباح الهداية، خميني، الصفحة 9).

– الهوية الغيبية الأحدية: الباطن المطلق، والغيب الغير المبدأ للمشتق. (مصباح الهداية، خميني، الصفحة 9).

بقاء

– دائم البقاء: بقاء سرمديًّا لا كبقاء السيالات زمانيًّا إذ لا امتداد ولا تدريج ولا كم هناك إذ لا حالة منتظرة ولا كم لمقربي حضرته من العقول النورية فضلًا عن ذاته بل تلك السيالات لو لوحظت بما هي الوجود الذي هو لا جوهر ولا عرض ولا كم ولا كيف له أو بما هي مضافة إليه تعالى وتجلياته ينقلب أحكامها بغلبة أحكام الوجود والوجوب عليها ويصير تفاوت الشئون كتفاوت أطوار شخص واحد فالتجلي الذي هو الآن بعينه التجلي الذي هو في زمان الطوفان والمراتب العرضية للإنسان الكبير كمراتب الأسنان العرضية للإنسان الصغير والطولية كالطولية ﴿ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة﴾، ولكن حيث لوحظت الجهة النورانية في مراتب الإنسان الكبير يرجع ذلك البقاء إلى بقاء وجه الله المتفرد بالوحدانية والثبات لا إليها (شرح الأسماء، سبزواري، الصفحة 613).

– يبقى ويفنى كل شيء: لا منافاة بينه وبين قوله تعالى: ﴿كل شيء هالك إلا وجهه﴾، وقوله: ﴿ويبقى وجه ربك ذي الجلال والإكرام﴾؛ إذ إن الوجه داخل في صقع الربوبية، فهو كالمعنى الحرفي لا حكم له على حياله، فبقائه ببقائه لا باستقلاله. وأحد معاني الوجه نفس الشيء كما في القاموس. وقد جاء بهذا المعنى في الدعاء المخصوص بتعقيب صلاة الصبح أو المشترك بينه وبين المساء بتبديل أصبحت بأمسيت وهو هذا: “اللهم أني أصبحت أشهدك وكفى بك شهيدًا وأشهد ملائكتك وحملة عرشك وسكان سماواتك وأرضك وأنبيائك ورسلك والصالحين من عبادك وجميع خلقك فاشهد لي وكفى بك شهيدًا إني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدًا عبدك ورسولك صلواتك عليه وآله وأن كل معبود مما دون عرشك إلى قرار أرضك السابعة السفلى باطل مضمحل ما خلا وجهك الكريم فإنه أعز وأكرم وأجل وأعظم من أن يصف الواصفون كنه جلاله أو تهتدي القلوب إلى كنه عظمته، يا من فاق مدح المادحين فخر مدحه، وعَدا وصف الواصفين مآثر حمده، وجل عن مقالة الناطقين تعظيم شانه، صل على محمد وآل محمد وافعل بنا ما أنت أهله يا أهل التقوى وأهل المغفرة”. والمراد بإشهاد غيره تعالى: إشهادهم المنطوي في إشهاده؛ لجامعية العلة وجود المعاليل، ولذا تقول: “وكفى بك شهيدا”. وجه آخر: جامعية الإنسان كما ورد ما مضمونه أن من أراد أن ينظر إلى الأنبياء في صفاتهم العليا فلينظر إلى علي بن أبي طالب (ع). والمراد بكل معبود: قاطبة الماهيات الجائزة والوجودات الممكنة بما هي مضافة إليها.. إن لكل موجود نصيبًا من المعبودية. والمراد بالعرش: الوجود المنبسط الذي هو مستوى الرحمن وما دونه عالم العقل. والمراد بالبطلان والاضمحلال: الهلاكة الذاتية للممكن دائمًا لا في وقت مترقب دون وقت. والوجه هنا الذات بدليل التعليل بالأجلية من الوصف والاكتناه (شرح الأسماء، سبزواري، الصفحة 253).

بلاء

– أما الابتلاء من الله – سبحانه – فهو إظهار ما كتب لنا أو علينا في القدر، وإبراز ما أودع فينا وغرز في طباعنا بالقوة بحيث يترتب عليه الثواب والعقاب؛ فإنه ما لم يخرج من القوة إلى الفعل لم يوجد بعد وإن كان معلومًا لله – سبحانه -، فلا يحصل ثمرته وتبعته اللازمتان، ولهذا قال – سبحانه -: ﴿وَلَنَبْلُوَنكُمْ حَتى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ﴾، وأمثال ذلك من الآيات. أي نعلمهم موصوفين بهذه الصفة بحيث يترتب عليها الجزاء، وأما قبل ذلك الابتلاء فإنه علمهم مستعدين للمجاهدة والصبر، صائرين إليهما بعد حين. (عين اليقين، الفيض، 1: 422).

بهج – ابتهاج

– ابتهاجه بذاته: الابتهاج إنما يكون على قدر قوة المدرك وشرفه، وتمامية الإدراك وشدته، وخيرية المدرك وملاءمته. وهو سبحانه أجل مبتهج بذاته؛ ابتهاجًا منزّهًا عن الانفعال متعاليًا عن الحدوث والحد والمثال؛ لأنه مدرك لذاته على ما هو عليه من البهاء والجمال، وهو مبدأ كل جمال وزينة وبهاء، ومنشأ كل حسن ونظام ورواء، فهو من حيث كونه مدرِكًا أجلّ الأشياء وأعلاها وأشدها قوة، ومن حيث كونه إدراكًا أشرفها وأكملها وأقواها، ومن حيث كونه مدرَكًا أحسنها وأرفعها وأبهاها. فهو إذن أقوى مدرك لأجل مدرك بأتم إدراك بما هو عليه من الخير والكمال.

– ابتهاجه بلوازمه وآثاره: وإذ ثبت ابتهاجه سبحانه بذاته، ثبت ابتهاجه بلوازمه وآثاره التي هي موجودات العالم بأسرها؛ إذ كل من أحب ذاتًا متصفة بالبهاء والكمال فلا محالة يحب ما يصدر عنه وينشأ منه بذاته من الآثار واللوازم من حيث إنها تصدر عنه وتنبعث منه. ولما لم يكن للفاقرات حيثية أخرى سوى كونها أثرًا من آثار ذاته ورشحًا من رشحات فيضه وجوده، فلا يمكن أن يتعلق بها ابتهاج ومحبة منه سبحانه إلا من جهة ابتهاجه بذاته ومحبته لها، فابتهاجه بها منطو في ابتهاجه بذاته، بل هو هو بعينه. ومن هنا قال بعض أهل المعرفة عند سماع قوله تعالى: ﴿يُحِبهُمْ وَيُحِبونَهُ﴾: “بحق يحبهم، فإنه ليس يحب إلا نفسه، على معنى أنه كل الوجود وليس في الوجود غيره، فهو كمن لا يحب إلا نفسه وأفعال نفسه وتصانيف نفسه، فلا يتجاوز حبه ذاته وتوابع ذاته من حيث هو متعلق بذاته. فهو إذن لا يحب إلا نفسه”. انتهى كلامه.

– ترتب الابتهاج بحسب الأقربية: ولما كان الابتهاج عبارة عن نفس الإدراك، وإدراكه سبحانه للأشياء وعلمه بها على نحو من الترتب، كما أن صدورها عنه كذلك، فابتهاجه بها إذن إنما يكون على الترتيب؛ فكل ما هو أقرب منه وأشرف وأكمل في سلسلتي البدو والرجوع فهو أحب إليه، وهكذا متدرجًا إلى الأحب فالأحب حتى ينتهي إلى أخس الموجودات وأنجس العاصيات، وهو إبليس من الأحياء، والمادة الجسمية من الأموات. (عين اليقين، الفيض، 1: 359).


الكلمات المفتاحيّة لهذا المقال:
مصطلحات عرفانية

المقالات المرتبطة

قوى النفس والخلق العظيم لا إفراط ولا تفريط

كما أن للإنسان صورة ظاهرة حسنها بحسن الجميع واعتداله، وقبحها بقبح البعض فضلًا عن الجميع، فكذلك الصورة الباطنة لها أركان

ماذا.. ما بعد الغرب؟ معضلة الإستئناف الحضاري

لقد كشفت تقنية ما بعد الغرب الكلاسيكي عن مسار عام يسير نحو نزع الإنسانيّة، وانحطاط قِيَمِها وتهافُت معاييرها.

حوار مع سماحة الشيخ ماهر حمود: السلفية المعاصرة

مَنْ هم التكفيريّون وما هي عقيدتهم؟ هل لهم منطلقات مذهبيّة أم أنّهم مجموعة لديها تقاطعات سياسيّة ضيّقة.

لا يوجد تعليقات

أكتب تعليقًا
لا يوجد تعليقات! تستطيع أن تكون الأوّل في التعليق على هذا المقال!

أكتب تعليقًا

<