المعرفة من وجهة نظر صدر المتألهين

by الدكتور عبد الله شكيبا | ديسمبر 24, 2015 9:42 ص

تتوزع هذه المقالة على قسمين: الأول ويتناول عقيدة الفلاسفة الآخرين في الوجود الذهني، والثاني يتناول حصرًا عقيدة صدر المتألهين في هذا الموضوع. وبادئ ذي بدء، لا بد من الإشارة إلى جملة نقاط مهمة يقتضيها البحث، هي:

وأما ابن سينا فيذهب في التعليقات بأن إمكانية معرفة ذاتيات وحقائق الأشياء خارج عن ساحة وقدرة الفكر البشري، وبالتالي لا يبقى في متناول المعرفة إلا بالمعرفة بخواص ولوازم وأعراض الأشياء. ويعتقد الشيخ شهاب الدين السهروردي بأن التعريف بالحد غير ممكن، وجميع التعاريف المتداولة محدودة بظواهر الأشياء، وبالتالي فإن التعريف الواقعي هو التعريف بالرسم. من جهته، أوقف القرآن الكريم إمكانية المعرفة البشرية على حدود ظواهر العالم، قال تعالى: {يعلمون ظاهرًا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة عم غافلون}. هذا وجاء في سورة الملك أن العلم بحقائق وكنه الأشياء مختص بالذات الإلهية المقدسة حيث إنها خالقة لتلك الأشياء: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}. نعم أولئك الذين يعتبرون أنفسهم عالمين بكل شيء، وينزهون معارفهم عن الخطأ، هم في واقع الأمر، لا علمًا حقيقيًّا عندهم وأفضل ما يقال لهم: “حفظت شيئًا وغابت عنك أشياء”.

Source URL: https://maarefhekmiya.org/1513/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b9%d8%b1%d9%81%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d9%88%d8%ac%d9%87%d8%a9-%d9%86%d8%b8%d8%b1-%d8%b5%d8%af%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%aa%d8%a3%d9%84%d9%87%d9%8a%d9%86/