المعاد الجسماني – إنسان ما بعد الموت
تحقيق: حسين السعلوك
قد يكون من الممكن التسليم بأن الإطار النظريّ الاستدلاليّ لبحث موضوع المعاد قد بلغ حدًّا من الغنى يدفع الباحثين إلى الإعراض عنه والاكتفاء بتناوله مع التسليم إمّا بوقوعه أو بعدمه، كلّ بحسب ما أملته عليه معرفته؛ ولكن ذلك لا يعني أن الاستفادات العلميّة التي يمكن اكتسابها من تناول هذا المبحث قد تقف عند حدّ، ذاك أنّ المسائل المرتبطة والمتعلّقة بموضوع كموضوع المعاد لا تنحصر في إطار الإثبات والنفي فقط، بل هي تذهب أبعد من ذلك.
وانطلاقًا من ذلك نقول: إنّ تناول موضوعة المعاد الجسمانيّ في كتابنا المقدّم له هذا متيقّنة التجاوز للتقليديّ من العلاج، مطلّة بوجهها على ميادين علميّة متعدّدة ليس أوّلها موضوع التأويل وموقعيّته في القراءة الصحيحة للنصوص الدينيّة وليس آخرها مباحث متعلقة بالنفس البشريّة وكيفيّة تمظهرها في نشآت الوجود المختلفة، وذلك ما ستراه في الكتاب.
ثمّ إنّ مؤلّف الكتاب إنّما انطلق في بحثه هذا من أرضيّة النصّ الدينيّ المقدّس، فقرأها بذهنيّة جامعة للمناهج حاوية للوسائل، ليقدّم بناءً عليها رؤيةً فلسفيّةً تأسيسيّةً لموضوعة المعاد في الفهم الإسلاميّ، ذاك ناهيك عن استعراضه وتناوله لآراء كبار فلاسفة الإسلام كالشيخ الرئيس والملّا صدرا وغيرهم، ثمّ وقوفه عليها موقف المعالج الناقد.
إنّه ليصحّ منّا أنّ نقول إنّ الكتاب هذا يشكّل إضافةً هامّةً وقيّمةً للمكتبة الإسلاميّة والفلسفيّة على حدّ سواء، بل الكتاب هذا يعود ليفتح الباب أمام بحث المعاد ممهّدًا الطريق نحو طروحات أخرى قد يمكن تناولها فيما يلي من الزمن، فالكتاب هذا خطوة في درب طويلة يبعد أمدها.
ولا يفوتنا في هذه العجالة أن نشير إلى أنّ الكتاب هذا هو ثمرة جهد مبارك لأحد طلّاب معهد المعارف الحكميّة للدراسات الدينيّة والفلسفيّة، تولّى مهمّة تقرير البحث وتحقيقه وتنسيق مباحثه بالصيغة التي ستجدها في الكتاب، ونال على إنجازه إجازةً في “الإلهيّات والأديان” من المعهد المذكور. كما وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا البحث هو مشروع التخرّج الأوّل الذي يتبنّاه المعهد ويوصي بنشره، ولن يكون الأخير.
إنّا في ختام الكلمة نشكر كلّ من ساهم في إنجاز الكتاب ونسأل الله أن يفاد منه كلّ طالب للمعرفة إنّه سميع مجيب.
المقالات المرتبطة
أصلحُ الناس وأفسدُهُم في نهج البلاغة
◀️ يحتوي الكتاب على تقرير لمجموعة من الدروس الأخلاقية التي قدمها آية الله اليزدي والتي حاول فيها أن يستجلي صفات
العلاقات الأميركية السعودية بعد الحادي عشر من أيلول
يتناول الإصدار الجديد لدار المعارف الحكمية “العلاقات الأميركية السعودية بعد الحادي عشر من أيلول” للباحث الدكتور بلال اللقيس طبيعة تلك العلاقة في أسسها منطلقًا من المحطات البنائية لكل من الولايات المتحدة والسعودية موضحًا أوجه الشبه في تلك البنى، قبل وبعد حادثة البرجين في 11 أيلول.
زاد المسير
إسم الكاتب: الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي
تدوين وتحقيق: السيد كريم السبحاني
ترجمة: السيد عباس نور الدين
عدد الصفحات: 615
تاريخ الطبعة: 2018 م
ISBN 978–614–440–097–5
حياكم الله ووفقكم على هذا الموقع وبارك في جهودكم أنا متابع للموقع وأجد فيه متعة المطالعة المفيدة