الطبيعة البشريّة في إدراك شخصيّ مباشر
تتأسّس هذه المعالجة على زعم فرضيّة مفادها أنّ الأبحاث التي تتناول الطبيعة البشريّة تنطلق، أساسًا، من إدراك شخصيّ مباشر لهذه الطبيعة، أي من تجلّياتها في وعي من يهتمّ بالتعرّف إليها من خلال ملاحظة سلوكه، وملاحظة الأحاسيس والمشاعر والأفكار التي تسبق وترافق وتلي هذا السلوك، وذلك بهدف فهمه أو عقله. أمّا ما يمكن أن يلي هذه الملاحظة الذاتيّة من مراقبة سلوكات النظائر عبر استخدام تقنيّات متخصّصة (إحصاء، تجارب، روائز، وغير ذلك)، فإنّما يهدف إلى تدعيم فرضيّات نتجت عن التأمّل الذاتيّ بهدف تثبيتها وتعميمها ونسبتها إلى الطبيعة البشريّة. ولكنّ هذه الأبحاث، وإن انطلقت من الإدراك المباشر، فإنّها راحت تبتعد، أكثر فأكثر، عمّا يؤدّي إليه هذا الإدراك بحيث بتنا أمام نظريّات، بعضها ينفي وجود طبيعة بشريّة (الماركسيّة، المدرسة السلوكيّة، المدرسة الوجوديّة)، وبعضها يؤكّدها ويدافع عنها، بعضها يقزّم دور أحد مكوّناتها (الجسد)، وبعضها يضخّم هذا الدور، بعضها يقزّم دور الاستعدادات الموروثة، وبعضها يضخّمها. والقول نفسه ينطبق على دور المجتمع في صوغ الشخصيّة الإنسانيّة، ودور الميول والدوافع مجسَّدةً على مستوى الوعي برغبات ونزوات وشهوات.
وعلى هذه التناقضات والاختلافات تبنى تناقضات واختلافات في النظر إلى الحرّيّة والمسؤوليّة والأخلاق والدين والسياسة وكلّ الأنشطة الإنسانيّة الأخرى….تحميل البحث
المقالات المرتبطة
هل يمكن للعقل أن يعرف الله؟
يبدو أن الإجابة عن هذا الموضوع تحتاج للبحث في أصل المعرفة وإمكانها. فقد ورد في مباحث الحكمة أن معرفة أي شيء تكون بأحد وجهين: إما بذاته، وإما بغيره. وأن معرفة الشيء بذاته
مشاريع فكرية 5 | الشيخ الدكتور عبد الكريم بهجت پور
الشيخ بهجت پور المواليد: 1965 م مدينة دزفول في محافظة خوزستان الدراسة الحوزوية: 1980 في دزفول، قم، وطهران أساتذة الخارج:
السؤال، والنقد – الإيماني
حدّثني أحد الأصدقاء عن أوّل لقائه بزاهد طاعن في السن، مستغرق في حب الله سبحانه، لما رآه ذاك الزاهد سأله عن اسمه فأجاب، ثم قال له: “هل تعرف نفسك؟”، فما كان منه إلّا أن قال ودون تريّث، نعم. تبسَّم الزاهد وتمتم، لقد ادّعيت شيئًا عظيمًا.