حقوق الإنسان من وجهة نظر الإمام الخامنئي

حقوق الإنسان من وجهة نظر الإمام الخامنئي

لشراء الكتاب 

تحميل الكتاب

تمهيد 

كثُر الحديث في المحافل الدوليّة والوسائل الإعلاميّة عمّا يُسمّى بحقوق الإنسان، وقد تصدّى البعض لهذه القضايا حاملًا هموم البشر للدفاع عنها. وبالرغم من كلّ ما قيل ويُقال، فإنّ هذا المصطلح يحتاج بدايةً إلى تعريف، إذلم يقدَّم حتّى الآن تعريف دقيق لحقوق الإنسان يكون مقبولًا عند العموم، وهذا الأمر هو بحدّ ذاته مشكلة هامّة على مستوى التنظيم الدوليّ.

إنّ التعريف الذي طُرح يمكنه أن يكون صورةً كلّيّةً ومبهمةً عن ماهيّة هذه الحقوق. على كلّ الأحوال، لقد قَسّمت الكتابات الحقوقيّة المعاصرة حقوق الإنسان إلى ثلاث مقولات مستقلّة:

  1. الحقوق المدنيّة والسياسيّة
  2. الحقوق الاقتصاديّة، والاجتماعيّة، والثقافيّة
  3. الحقوق الجمعيّة والفرديّة

تسويغ الفكرة

تعتير حقوق الإنسان في العصر الراهن واحدةً من أهمّ المواضيع في مجال الحقوق الدوليّة المعاصرة، حيث تظهر الحساسيّة المتزايدة إزاء رعاية هذه الحقوق. وتشير الوثائق الدوليّة المختلفة إلى جهود قد بُذلت لتدوينها، وأُسِّسَت في الكثير من الدول مؤسّسات ومنظّمات وظيفتها متابعة هذا الموضوع، وتمّ في بعض الدول إنشاء وزارة تحمل عنوان “حقوق الإنسان”.

كما أنّه في الأمم المتّحدة تمّ تأسيس شورى لهذه الحقوق، وذلك في أيّام كوفي أنان – الأمين العامّ السابق لمنظّمة الأمم المتّحدة – فكانت هذه الشورى بمثابة أحد أركان هذه الأمم، وأصبحت، إلى جانب مجلس الأمن، بمثابة هرمَين أساسيَّين لتطبيق قرارات الأمم المتّحدة، عدا عن أنّها تمتلك خيارات أوسع ممّا كان يتمتّع به السلف (لجنة حقوق الإنسان).

ثمّ بدأت الضغوطات والاتّهامات الغربيّة تطال الثورة الإسلاميّة منذ السنوات الأولى لانتصارها عام 1357هـ.ش.، بقيادة الإمام الخميني، من الذين جعلوا من مسألة حقوق الإنسان مستمسكًا لهم ضدّ الجمهوريّة الإسلاميّة التي كان لها اهتمام خاصّ بالتعاليم والقيم الإسلاميّة.

وعلى الرغم ممّا تقدّم، فإنّ خطابات الإمام وخلفه الصالح آية الله العظمى الخامنئي حفظه الله تعالى مليئة بالمواقع المبدئيّة لإيران حول حقوق الإنسان في الإسلام وحول ما يجري في هذا الإطار في الغرب.

وبما أنّ هذه المطالب قد طُرحت في فترات زمنيّة مختلفة، وفي مواجهة مسائل متعدّدة، ولم يجرِ العمل على تقديم مواقف الإمام القائد بشكل منظّم ومنسجم حول قضايا حقوق الإنسان، لذلك قرّرت “مؤسّسة الدراسات الثقافيّة للثورة الإسلاميّة” أن تحمل على عاتقها إعداد نصّ تحت عنوان حقوق الإنسان من وجهة نظر الإمام القائد. وقد تولّى الأمر جناب الدكتور منوجهر محمّدي، ويعاونه على ذلك السيّد مصطفى الموسوي.

 

آليّة العمل

بدايةً، ينبغي أثناء مطالعة هذا الكتاب الالتفات إلى النقاط الآتية:

  1. عملنا على نظم المطالب المستخرجة بشكل منطقيّ من دون الإلتفات إلى زمانها، لذلك قمنا برعاية تقدّم وتأخّر المطالب تحت العنوان الواحد.
  2. وحفاظًا على الأمانة في نقل المطالب، حرصنا على أن لا تتجاوز الصياغة حدود الشكل وامتنعنا عن أيّ شكل من أشكال تأويل وتفسير النصّ.
  3. وبما أنّ المطالب التي اعتمدنا عليها قد وردت في محاضرات مختلفة بحيث قد لا نجد تفصيلًا لبعضها، لذلك قدّمنا في الهامش تعريفًا وتوضيحًا لبعض المفاهيم المستعملة.
  4. إنّ العمل الذي بين أيدينا هو عبارة عن جهود أوّليّة كان هدفها استخراج وتوضيح مواقف الإمام القائد في مسألة حقوق الإنسان. ونأمل أن يبادر المحقّقون أصحاب العلاقة بهذا البحث إلى الخطوات اللاحقة وإفادة المؤسّسة بآرائهم وأفكارهم.

 

مؤسّسة الدراسات الثقافيّة للثورة الإسلاميّة

حفظ ونشر آثار آية الله العظمى الخامنئي مُدّ ظلّه العالي

خريف العام 1368هـ.ش.


لا يوجد تعليقات

أكتب تعليقًا
لا يوجد تعليقات! تستطيع أن تكون الأوّل في التعليق على هذا المقال!

أكتب تعليقًا

<