الهوية من منظور فلسفة الأديان

الهوية من منظور فلسفة الأديان

تحميل الدراسة 

نطرح مسألة الهوية (كإحدى مكونات شخصية أي شعب) أما استنادًا على مقياس إقليمي قومي، أو أممي ديني. وهذا الطرح المعاصر يصبغ  هوية أي شعب بتاريخ هذا  الشعب أو ذاك، محددين هذا التاريخ بعناصر الخصوصية والتميز والأصالة، وكل هذه العوامل تختزن عند المفكرين المعاصرين في الذات الجمعية بعد إعادة بعث مكونات حضارتها التى قد تكون غارقة في القدم. الهوية القومية تستند إلى التاريخ لتحدد تميزها وتفردها وأصالتها، ولكن دومًا ما ترتبط الهوية القومية بالافتخار بالجنس القومي، فإذا ما أصبحت هذه الدولة قوية عسكريًا فإنها تفتح لنفسها مجالًا حيويًا من الأفكار والأرض فتحاول إثبات تميزها فتنشر فكرها أو تطلق لجيوشها المجال في توسعة رقعة أرضها تمهيدًا لإثبات نظرية التفوق القومي العرقي، فتندلع الحروب كتلك التي حدثت في الحربين العالميتين الكبيرتين، كما أن إطلاق الهوية الدينية من جانب  القوي المهيمنة على اعتبار إقليمي أو أممي فإنها تطلق لنفسها العنان لفرض دينها وإلغاء الأديان الأخرى، فتشتعل الحروب، كتلك الحروب الصليبية التى انطلقت بعد أن أشعل البابا أوربان الثاني الدول الأوربية عام 1095 الحرب ضد الشرق المسلم بصيحة تحدد هوية المقاتلين المنضمين الذين ذهبوا وقود الحرب التي دامت مائتي عام، وحدد البابا رؤيته لهذه الحرب في مقولته “الرب يريد هذه الحرب” ولكن الإسلام والإسلام وحده هو الذى حدد وصاغ ذات الإنسان وهويته على مفهوم إنساني، يمكن إرجاعها إلى الفطرة التي يولد الإنسان عليها والقرآن الكريم صاغ هوية ذلك الإنسان عندما مزج بين الممكن والمثال، بين الطموح البشري والضمير الإنساني، هذا المزج القرآني هو الذي كيّف حياة الإنسان المؤمن والكافر عندما منح الله جل شأنه حرية الاختيار للإنسان المكلف بالخلافة على الأرض، هذه الحرية الاختيارية هي هوية الإنسان العالمية كما جاءت في القرآن الكريم. هوية الإنسان إذًا في القرآن هوية مثالية، المثالية فيها قد لاترتبط إلا بالمؤمنين الصالحين من البشر، ولكنها عند غير المؤمنين فطرة فطر الله الإنسان عليها ترفض الظلم، والاستعلاء، والاستبداد، والقهر، وكبت الآراء، ومن خلال هذه الفطرة تأتي آيات القرآن الكريم لكي تحدد نوعين من الهوية هوية إنسانية عالمية، وهوية إيمانية خصوصية. يأتي هذا البحث في كيفية صياغة الهوية من منظور قرآني، ويركز البحث على العناصر التالية:

أولًا: عوامل بناء الهوية في القرآن الكريم.

ثانيًا: الهوية في المنظور التوارتي.

ثالثًا: الهوية في المنظور الإنجيلي.

رابعًا: الهوية في القرآن الكريم.

خامسًا: هوية الأمة المؤمنة كما جاء في القرآن الكريم.

 


لا يوجد تعليقات

أكتب تعليقًا
لا يوجد تعليقات! تستطيع أن تكون الأوّل في التعليق على هذا المقال!

أكتب تعليقًا

<