سنن القيادة الالهيّة

سنن القيادة الالهيّة

لشراء الكتاب

تحميل الكتاب

كلمة المعهد 

يقول الله تبارك وتعالى في محكم كتابه: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا}[1].

لقد أوكل الله الإنسان أمانة الكون بأسره، وفوّضه حيّز القيادة، واستحقّ السجود من طرف الملائكة، كما ترتّب له من جرّاء ذلك حقوق وواجبات.

والمستخلَف على الأرض ليس شخص آدم بل الخلافة للنوع الإنسانيّ ككلّ بغية إنشاء مجتمع أو أمّة عابدة لله موحّدة له تعالى.

وهذه الأمانة التي كُلّف بها الإنسان – اختيارًا وتكريمًا من الله تعالى – تسير وفق مسارات محدّدة المعالم وشروط خاصّة باعتبار المستخلِف؛ فإن اختار المستخلَف طريق الخير ترتّب على ذلك آثار، وإن سلك طريقًا غيره ترتّب على ذلك آثار أيضًا وفقًا لسنن تاريخيّة تحكم حركة التاريخ في خطواتها العامّة وهي ذات طابع علميّ يتميّز بالإطراد كما يعبّر الشهيد السيّد محمّد باقر الصدر في كتابه السنن التاريخيّة في القرآن الكريم.

وهذا الكتاب الذي بين أيدينا سنن القيادة الإلهيّة في التاريخ للشيخ محسن الآراكي يجيب عن بعض التساؤلات التي يطرحها ويفترضها الذهن من بعض المواقف التي حصلت في تاريخ البشريّة من آدم إلى نوح فإبراهيم وعيسى عليهم السلام والرسول محمّد صلّى الله عليه وآله وما حدث في عهود متتالية مع أئمّة أهل البيت عليهم السلام لا سيّما سكوت الإمام عليّ عليه السلام عن تولّيه الخلافة، صلح الإمام الحسن وثورة الإمام الحسين عليهم السلام وغياب القائم المهديّ عجّل الله تعالى فرجه الشريف.

كما ويبيّن أنّ التاريخ الإنسانيّ واحد يتكرّر بأحداثه وشخصيّاته بلبوسات مختلفة إلّا أنّه لا مبدّل لكلمات الله ولن تجد لسنّة الله تبديلًا.

وكيف أنّ على هذه الأمّة – أمّتنا – مسؤوليّة جمّة وعبئًا ثقيلًا بغية استعادة وسام عودة القائد الإلهيّ إلى المعترك السياسيّ حاضرًا غير غائب، حاكمًا ربّانيًّا يجسّد بشخصه الخليفة الإلهيّ وتكون أمّته الأمّة المستخلَفة كما أرادها الله ويكون المهديّ وارثًا لآدم ونوح وإبراهيم وعيسى ومحمّد وعليّ والحسن والحسين والتسعة المصعومين من ولد الحسين عليهم صلوات الله جميعًا. ونكون نحن الوارثين للأرض والأمّة الخليفة وخير أمّة أُخرجت للناس.

سكينة بو حمدان

[1]  سورة الأحزاب، الآية 71.

آية الله الشيخ محسن الآراكي

آية الله الشيخ محسن الآراكي

آية الله محسن الأراكي مجتهد وعالم دين إسلامي، من مواليد 1956م، الأمين العام لمجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية، ومؤسس "المركز الإسلامي في إنجلترا"، عضو سابق في مجلس خبراء القيادة في إيران، وأحد أبرز علماء الدين الإيرانيين؛ وهو من تلامذة المرجع الديني والمفكر الإسلامي "الشهيد محمد باقر الصدر"، ومن الذين أستفادوا من الحوزة العلمية في النجف والحوزة العلمية في قم على حد سواء. من مؤلفاته: الولاية الإلهيّة وولاية الفقيه (۱۹۹۱م). مدخل إلى منهج المعرفة الإسلاميّة (۱۹۹۷م). المعرفة الإسلامية، منهجًا وتصورًا. أساس الحُكم في الإسلام. الصحوة الإسلامية المعاصرة، أدوار وروّاد.


لا يوجد تعليقات

أكتب تعليقًا
لا يوجد تعليقات! تستطيع أن تكون الأوّل في التعليق على هذا المقال!

أكتب تعليقًا

<