بداية الحكمة- المرحلة السابعة- الدرس الثاني

الفصل الثانيّ: في انقسامات العلّة

تنقسم العلّة من حيث توفّر عناصرها اللازمة إلى:

  • علّة تامّة: تتوفّر فيها كلّ العناصر اللّازمة لإيجاد المعلول. وهي أيضًا العلّة الفاعلة.
  • علّة ناقصة: أي توفّر جزء من العلّة وباقي الأجزاء غير متوفّرة وهذا الفارق بين العلّة التامّة والناقصة. وتسمّى أيضًا العلّة المعدّة أي العلّة الطبيعيّة.

وتنقسم أيضًا إلى الواحدة والكثيرة.

وتنقسم أيضًا إلى البسيطة وهي ما لا جزء لها، والمركّبة وهي بخلافها؛ والبسيطة إمّا بسيطة بحسب الخارج كالعقل المجرّد والأعراض وإمّا بحسب العقل وهي ما لا تركيب فيه خارجًا من مادّة وصورة ولا عقلًا من جنس وفصل وأبسط البسائط ما لم يتركّب من وجود وماهيّة؛ وهو الواجب عزّ اسمه.

وتنقسم أيضًا إلى قريبة وبعيدة والقريبة ما لا واسطة بينها وبين معلولها والبعيدة بخلافها كعلّة العلّة.

وتنقسم العلّة إلى داخليّة وخارجيّة. والعلل الداخليّة وتسمى أيضًا علل القوام هي: المادّة والصورة المقوّمتان للمعلول. والعلل الخارجيّة وتسمّى أيضًا “علل الوجود” وهي الفاعل والغاية وربّما سمّي الفاعل “ما به الوجود” والغاية “ما لأجله الوجود”.

وتنقسم العلّة إلى العلل الحقيقيّة والمعدّات. وفي تسمية المعدّات عللًا تجوّز، فليست عللًا حقيقيّة وإنّما هي مقرّبات تقرّب المادّة إلى إفاضة الفاعل.

الفصل الثالث: في وجوب المعلول عند وجود العلّة التامّة ووجوب وجود العلّة عند وجود المعلول  

وجود العلّة التامّة يقتضي وجود معلولها، ووجود المعلول كاشف عن وجود علّته.

إنّ المعلول لا ينفكّ وجوده عن وجود علّته، كما أنّ العلّة التامّة لا تنفكّ عن معلولها. وإنّ حاجة الماهيّة المعلولة إلى العلّة ليست إلّا حاجة وجودها إلى العلّة وليست الحاجة خارجة من وجودها بمعنى أن يكون هناك وجود وحاجة بل هي مستقرّة في حدّ ذات وجودها. فوجودها عين الحاجة والارتباط؛ فهو “وجود رابط” بالنسبة إلى علّته لا استقلال له دونها، وهي مقوّمة له.


لا يوجد تعليقات

أكتب تعليقًا
لا يوجد تعليقات! تستطيع أن تكون الأوّل في التعليق على هذا المقال!

أكتب تعليقًا

<