الصراع حول سوريا
إنّ إشكاليّة سوريا الحاليّة المعقّدة، عادة ما يجري ابتذال إدراكها في المواقف السياسيّة الوجدانيّة، الأمر الذي وجد ويجد انعكاسه في اختزالها بثنائيّة بسيطة ومباشرة هي صراع وتناقض السلطة والمعارضة. ومن ثمّ جعل كلّ منهما إمّا “حقيقة الحقائق” أو ما يناقضها، أو “فضيلة الفضائل” أو ما يناقضها. ولا تخلو هذه المعادلة من مقدّمات وأسس واقعيّة، لكنّها شأن كلّ حكم سياسيّ أو إيديولوجيّ جازم عادةً ما يصنع نقيض ما يدعو إليه. ومن ثمّ الدوران في حلقة مفرغة هي عين ما أدعوه بتوليد الزمن الراديكاليّ، أي زمن بلا تاريخ، الأمر الذي يجعل من الضروريّ تحديد الإشكاليّات الكبرى والعامّة ومن خلالها أو عبرها النزول إلى الإشكاليّات الخاصّة للحالة السوريّة من أجل البحث عن بدائل واقعيّة وعقلانيّة للكلّ السوريّ، أي للمجتمع والدولة والنظام السياسيّ.
إنّ أحد المظاهر الجليّة للحالة السوريّة الحاليّة تقوم في تحوّل سوريا إلى ميدان للصراع الإقليميّ والعربيّ والعالميّ، الأمر الذي يعني من بين أمور عديدة أنّ لسوريا خصوصيّتها في “الحالة الثوريّة” العربيّة الأخيرة؛ وبما أنّها حالة لم تنته ولن تنتهي في مجرى العقدَين القادمَين كحدّ أدنى، من هنا يمكن النظر إلى الحالة السوريّة باعتبارها إحدى اللحظات الكبرى العاصفة في الصيرورة الجديدة للعالم العربيّ….
المقالات المرتبطة
مناهضة العولمة النيوليبرالية: التيارات الأساسية
التفاوتات الطبقيَّة والمصاعب الاقتصاديَّة الناشئة عن السياسات التجاريَّة والماليَّة، والانحياز لفكرة الانفتاح على حساب فكرة التنمية… ، ولا تخلو الأدبيَّات الناقدة للعولمة من إدانة تعصُّبها لقوانين السوق، الذي أدَّى إلى ركودٍ في مداخيل الغالبيَّة العظمى من السكان، إ
قراءة في مقتل الإمام الحسين لابن خلدون
كثيرة هي المعارك والثورات والنهضات، التي اندثر تأثيرها مع الزمن، إلّا معركة وثورة ونهضة الإمام الحسين (ع)…
نظرية روح المعنى عند الإمام الخميني (قدّس سرّه)
إنا لا نتقيد بالصدق اللغوي أو لزوم تحقق الحقيقة اللغوية في هذه الحقائق الإلهية، بل الميزان في هذه المباحث هو صحة الإطلاق ووجود الحقيقة العقلية