مراكمة الانتصار: تعدد الجبهات والعدو واحد

مراكمة الانتصار: تعدد الجبهات والعدو واحد

عجلة التاريخ تسير بسرعة، وتعتمد في صناعة أحداثها على تفاعل المحيط المُكوّن من الإنسان وتدافعاته الفردية والاجتماعية الناشئة من الظروف المعاصرة له. وهذه التدافعات سواء كانت سلبية أو إيجابية، تفرض وجودها بقوة في صناعة الحاضر وتشخيص المستقبل. وينطبق ذلك على كل الأزمنة، ومنه راهننا، هذا الراهن المعاصر لمجموعة من  الأزمات وأيضا الانتصارات.

وما يختلف في عصرنا رغم كثرة أزماته وضبابية مشهده، هو انطلاق مسيرة الانتصارات بعد نكسات متتالية للعرب والمسلمين، بدأت هذه المسيرة منذ اتخاذ قرار مواجهة الاحتلال الصهيوني في فلسطين ومن ثم في لبنان.

لكن ما ميز انطلاقة المقاومة من لبنان، هو توفر عناصر مهمة فيها وهي:  ترشيد مفهوم المقاومة وتنهيض الفكرة خارج النمطية السائدة والمرتكزة قي ذهنية الشعوب، حيث التصور كان يرتكز غالبًا على حمل السلاح والمواجهة حتى الاستشهاد.

ولكن في منظور تجربة المقاومة اللبنانية المقاومة مفهوم ينطبق على مصاديق كثيرة، وأن محاكاة الزمان مهمة في معرفة الآليات الصحيحة في تحقيق النصر وفق الاستطاعة المتاحة ماليًا وبشريًا، وحينما نقول بشريًا فنحن نعني البعد الروحي والعقلي، والقوة الكامنة في كل منهما وكيف يكمل بعضهما البعض. فانطلقت بهدوء مقاومة ملتزمة بخيارات عليا قيميًا ومبدئيًا، وحسمت أمرها في عدم التنازل عنها حتى لو كلفها ذلك حياة كل منتسبيها، لأن انطلاقتها كانت لأجل هذه المبادئ والقيم العليا، والتي تبني إنسانا لا ينتمي لأخلاقية الهزيمة، إنسانًا يؤمن بإنسانيته وحقه في الانتماء لحرية حقيقية، حرية وطن وإنسان.

هذه المقاومة التي اعتبرت النضال ثقافة تمتد لكل الجبهات، العسكرية والإعلامية والثقافية والفكرية والسياسية والاجتماعية، مقاومة آمنت بضرورة بناء الداخل والانطلاق في ذات الوقت لتغيير الخارج. انتشرت في كل الساحات تقاوم، لترسم معالم جديدة لمفهوم المقاومة ومساحات تطبيقه.

هذه المقاومة  وضعت في أولوياتها عدوًا وحيدًا هو الكيان الصهيوني، وبدأت تخطط وتعد وتنفذ وتصور ما تقوم به من إنجازات ضد هذا المحتل، وتوثق ومن ثم تباغت في ساحات القتال، وفي ساحات الفضاء الإعلامي، الذي بدأ يُظهر كذب الكيان الصهيوني ومن ثم زيف حقيقته، التي صنعها في ذهنية الشعب العربي كونه الجيش الذي لا يقهر.

هذا فضلا عن تكثيف وجودها المقاوم في الساحة السياسية الداخلية، ثم تطورت مع مراكمة الانتصارات والخبرات، إلى لاعب إقليمي محوري ورقم صعب في التوازنات العالمية والإقليمية، وهو ما يؤكد متانة القاعدة التي انطلقت منها، وفق أسس أصيلة وطورت عناصرها المتحركة وفق ظروف كل حقبة تاريخية ومعطياتها الميدانية وتحدياتها. فعمدت المقاومة اللبنانية لتظهير حقيقة العدو الصهيوني للجمهور، وإعادة رسم واقعه الحقيقي في ذهنيته، حتى تمهد بعد الإعداد الذهني، لحركة فعلية على الأرض تعتمد على بناء إرادة جديدة للأمة تنهض نحو التحرير.

تحقق انتصار تاريخي في عام ٢٠٠٠م. في جنوب لبنان على يد المقاومة ، وكان نصرًا عزيزًا كونه الأول منذ الاحتلال في تحقيق هزيمة موجعة ومذلة للكيان الصهيوني، لم نشهد لها مثيلًا من قبل، خاصة بعد تواطئ كثير من الدول العربية مع الكيان الصهيوني. كان الانتصار الأول لمقاومة عربية دون اعتماد على قوى أجنبية، وبسواعد لبنانية استطاعت بالدم والنضال تحرير أرضها المحتلة من براثن الكيان الصهيوني.

ماذا يعني هذا في حسابات القوى العظمى؟

يعني كسر هيبة وشوكة الكيان الصهيوني، وفتح نافذة أمل عند الجمهور العربي الذي أنهكته الهزائم والمؤامرات وتواطؤ كثير من الأنظمة عليه، وقد كان ذلك جليًا حينما تظاهرت كثير من الشعوب العربية في دولها احتفالًا بالنصر، وتوافدت على لبنان أفواج المهنئين للمقاومة بهذا النصر العظيم، وأعادت انتفاضة الشعب الفلسطيني في كل الأراضي الفلسطينية لمواجهة الجيش الهش، الذي اعتقدوا لعقود بعدم قدرتهم على مواجهته لتحصيناته العالية.

توحدت الشعوب بكافة انتماءاتها تحت مظلة المقاومة، فهنأ المقاوم السني نظيره الشيعي، دون النظر لمذهبه بل بالنظر لعقيدته المقاومة، وهو ما يعني تشكيل مظلة وأرضية تجتمع عليها الشعوب بكل مذاهبها وطوائفها بعقيدة جامعة هي المقاومة، وضد عدو واحد هو الكيان الصهيوني، وتوحدت الجبهات.

إذًا فنفوذ القوى العالمية بات في خطر، وكراسي كثير من الأنظمة باتت مهددة، وهو ما يعني استنفار كل هؤلاء بكل طاقاتهم لكسر هذا النموذج المقاوم بكل ما يملكون من قوة وأدوات.

اغتيل الرئيس رفيق الحريري كخطوة متقدمة في صراع كسر الإرادات، بعد ٥ سنوات من التحرير أي في عام ٢٠٠٥م. وتم توجيه الإعلام الداخلي في لبنان والخارجي باتهام حزب الله المقاومة وسوريا، طبعا مما يعني اتهام محور المقاومة الذي استطاع قلب موازنات المنطقة بانتصاره التاريخي، وحان الآن وقت تسديد فاتورة هذا الانتصار ومعاقبة حزب الله وتشويه صورته، وهذا لا يمكن أن يتم إلا إذا تم الترويج للاغتيال على أساس مذهبي، وتزييف سيناريوهات مذهبية تفك الارتباط بين قوى المقاومة على نفس الأساس، فالمرحلة الأولى هي بفك الارتباط بالتفتيت المذهبي ثم الثانية تكون بالانقضاض على المقاومة في لبنان وتشويه صورتها.

فشلوا في جر المقاومة للخندق المذهبي، لكنهم إلى حد كبير نجحوا في فك الارتباط الداخلي في لبنان،  فذهبوا لحرب تموز ٢٠٠٦م. الكونية على حزب الله، وتسارعت الأنظمة المتضررة من الانتصارات والعميلة للصهاينة، لمحاصرة حزب الله ورميه بالجمرات بعد شيطنته بالفتاوى الإقصائية.

 وكانت الحملة الإعلامية العالمية على وعي الجماهير قد أتت أكلها في تشويه صورة المقاومة ومذهبتها وشيطنتها، لذلك كان تفاعل الجماهير مع حدث الحرب أقل بكثير من تفاعلهم مع حدث الانتصار، رغم أن الحرب كانت عالمية على فئة صغيرة في أرضها تقاتل وغير معتدية. لكنها حرب لم تستطع تحقيق أي إنجاز يذكر للقوى الإقليمية وحلفائها وللكيان الصهيوني، لكنها لمحور المقاومة راكمت أمرين:

      – راكمت الانتصار لتحقق إنجازا أضخم من إنجازها في عام ٢٠٠٠م. حيث حققت انتصارًا هذه المرة على العالم المتواطيء ضدها، فرغم العتاد الكبير والعدة العددية للجيش الصهيوني، ووقوف العالم بما فيه العربي إعلاميًا ودوليًا معه وضد المقاومة، إلا أنه أي الجيش الصهيوني كان سباقًا للصراخ، وبدأ يستنجد بأمريكا لوضع حد للحرب شريطة أن يخرج منها مصون الوجه، بعد الخسائر التي كبدتها المقاومة له في هذه الحرب.

      – هشمت أكثر وبشكل أعمق قوة العدو كجيش لا يقهر، وحولته إلى وسيلة تندر للشعب اللبناني والشعوب الأخرى. وهنا كان الفرق أن الانتصار احتفل فيه فقط من أدرك حجم اللعبة، وكان ثابتًا في دعمه لمحور المقاومة رغم الحملات الإعلامية التي قادتها منظومات عالمية متخصصة في تشويه صورة المقاومة وشيطنتها مذهبيًا. فحتى الدولة اللبنانية بقيادة السنيورة كرئيس جمهورية لم يعتبره انتصارًا، حيث كان ينتظر كسر شوكة المقاومة وسحب سلاحها تحت النار والبارود وصدى الدم. لكن خاب أمله، وكي يشفي غله رفض اعتباره نصرًا.

بعد هذه الحرب بدأت حروب سياسية أخرى كانت تستهدف أمن المقاومة وكشف أسرارها العسكرية وضرب نقاط قوتها الأمنية، ولن أدخل في تفاصيل كثيرة، لكن استطاعت المقاومة بقيادتها الحكيمة الجادة أن تكون ثابتة في مواجهتها للهجمة الشرسة عليها، واعتبرتها جزء من الحرب الطويلة مع العدو، حيث الحرب ليست فقط عسكر.

ولم تتراجع المقاومة عن موقفها الثابت في امتلاك السلاح، ليقينها أننا على حدود دولة محتلة يقطنها عدو له مطامع ولا يمكن الركون لوعوده، وأن الأعداد المتمكن عسكريًا هو للردع لا للهجوم، وهو لحماية لبنان من أي أطماع مستقبلية. وأنها مصرة على مضيها في تكوين النموذج المقاوم الصالح للأمة، ناظرة في ذلك للأجيال القادمة التي ستقرأ التاريخ وتجد فيه نموذجا مقاوما مشرقا حقق انتصارات استثنائية، حتى لا تنكسر إرادة النصر في هذه الأجيال، ولمنع جرها إلى أخلاقية الهزيمة مجددًا.

وقد تداعت قوى المقاومة الفلسطينية لهذا النموذج المقاوم اللبناني بعد حرب تموز في حربي غزة، حيث كان جليًا تأثير المقاومة اللبنانية وتكتيكاتها على المقاومة الفلسطينية في مواجهتها للعدوان الصهيوني عليها. فشلت كل محاولات فك الارتباط بين أعضاء محور المقاومة، وفشلت كل مؤامرات سحب سلاح حزب الله، فكان القرار تفتيت سوريا ومقايضتها.

كان قرار الحرب في سوريا يأتي ضمن موجة احتجاج شعبي كبيرة في الوطن العربي، بدأت من تونس وامتدت إلى مصر، والبحرين واليمن وليبيا وسوريا. في سوريا لا يمكن أن ننكر وجود انتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان، وإقصاء وتهميش لأي صوت معارض، لكن لا ننكر أيضا أن الإصلاح والنهوض لا يكون بالاستعانة بالخارج، بل بالاعتماد على الحوار والتدرج في محاولات النهوض.

خلال العام الأول من الحرب في سوريا تقاطر المسلحون من ٨٠ دولة في العالم بحجة إسقاط النظام ونصرة المعارضة السورية، وكان شرط دعم هذه المعارضة من قبل الدول العظمى كأمريكا وحلفائها بالمال والسلاح، هو تصريحها بشكل جلي عدائها لحزب الله، وعدم ممانعتها لبناء علاقات جوار ودبلوماسية مع الكيان الصهيوني، أي تسليم سوريا المقاومة للحضن الصهيوني، ونسف كل التضحيات التي بذلها محور المقاومة في سبيل بدء مسيرة التحرير الشامل للأرض وللإنسان من كل أنواع الاحتلال الجغرافي والثقافي ، ولا أعمم أن كل المعارضة هي كذلك، لكن جلها.

ولن أخوض بتفصيل ليس هو هدف المقال، لكن بعد عام كامل من الحرب ووصول المقاتلين من مختلف الجنسيات إلى القصير الواقعة على حدود لبنان، ووجود معلومات استخباراتية تؤكد استهداف قنوات دعم المقاومة عسكريًا، وأن الهدف تفتيت بيئة احتضان المقاومة في سوريا وتشويه صورتها شعبيًا، والاقتراب من لبنان لضرب استقراره والانقضاض على المقاومة تحت شعارات مذهبية.

والتعدي على عوائل لبنانية شيعية تنتمي للمقاومة وتعيش في الأراضي السورية القريبة من الحدود اللبنانية، كان القرار الذهاب للدفاع عن وجود المقاومة وعن أولئك الذين تم محاصرتهم دون أي ذنب سوى أنهم شيعة مقاومون.

دخلت المقاومة للقصير دفاعًا وليس هجومًا، دفاعًا عن أرضها وعرضها أمام مجموعات تنتمي ل ٨٠ دولة. راكمت المقاومة النصر في القصير واخرجت الإرهابيين منها بفترة زمنية وجيزة. وبعد ذلك اتسعت رقعة المواجهة واتسعت قرارات المواجهة عند قيادة المقاومة، لتغير الظروف وانكشاف معلومات تؤكد غايات هذه العصابات المجتمعة من بقاع الأرض بحجة الديموقراطية الدموية، وبات معلومًا أن استهداف سوريا هو استهدافًا لكل الإنجازات التي حققتها المقاومة ضد الوجود الصهيوني. هو استهدافًا لمحور المقاومة ولثقافة المقاومة ولهوية المقاومة ولنموذجها المشرق الذي قدم نهجًا جديدًا يصعب اختراقه.

ورغم الانقسام المذهبي الكبير في المنطقة، والإجرام الذي مارسته داعش، وحجم الضغوط الكبيرة على المقاومة، إلا أن الثبات على قرار المواجهة والنصر، هو الخيار الذي لم تتغير بوصلة المقاومة عنه. واصلت نضالها وقدمت كثيرًا من الشهداء، ومن التضحيات الكبيرة، وها هي اليوم تراكم نصرًا جديدًا لانتصاراتها السابقة، وهذه المرة في حلب، وهي المنطقة التي كانت تنوي الجماعات المسلحة مع القوى الخارجية انطلاق التقسيم منها، وإعلانها دولة مستقلة في مشروع  تقسيم سوريا.

تحقق الانتصار التاريخي في حلب، وكانت المقاومة جزءً جوهريًا في هذا الانتصار لتراكم انتصاراتها وخبراتها بشكل كبير وعميق، حيث خبرتها في الحرب التقنية والاستخباراتية وحرب الأدمغة، وفي استخدام أسلحة متطورة وامتلاكها أسلحة جديدة في منظومتها الدفاعية، ولم يكن هذا النصر بعيدًا عن انتصار المقاومة الموازي في الداخل اللبناني، وإيصال حليفها المرشح للرئاسة العماد ميشيل عون.

وهذا يؤكد أن الزمن اليوم هو زمن الانتصارات، وأن ما قاله السيد حسن نصر الله “أتى زمن الانتصارات وولى زمن الهزائم” هو قول يلحقه فعل، عمّده بالدماء وثبته بالفعل على أرض الميدان، وحققه مراكمة للانتصارات السياسية والعسكرية.

فهل انتهت المواجهة؟

هذا لا يعني انتهاء المواجهة، بل يعني اشتدادها أكثر، واحتياج محور المقاومة للمزيد من الجاهزية والحذر، حيث باتت المواجهة الكبرى مع الكيان الصهيوني أقرب وهي على بعد أمتار من أبوابنا.

والحاجة لتحصين الداخل وتأهيله على كافة المستويات وأهمها الفكرية والثقافية، باتت حاجة ملحة وتحتاج نهضة جذرية لتنشئة أجيال قادرة على صون هذه الانجازات ومراكمتها، وبناء وطن قوي عادل تعايشي تعددي ناهض بالعلم ومستقل بقراراته، ونموذجا في ديمقراطيته.

فلكي نستمر بمراكمة الانتصارات، وتحقيق إنجازات تاريخية، علينا أن نهيئ قابليات الأجيال القادمة لتستلم أمانة الدم والانتصار، لتكمل المسيرة نحو النهضة الشاملة التي انطلق قطارها ويجب أن لا يتوقف إلا عند تحقيق الهدف وهو التحرير الشامل للأرض وللإنسان.

التاريخ اليوم تكتبه الدماء والعقول النيرة، ووعي الجماهير ومدى قدرتها على استيعاب أبعاد المعركة على هذه الأمة، فكلما ازداد الوعي، كلما باتت تحصيناتها الداخلية مكينه ومنيعة، وكلما بات اختراق هذه الأمة بالمذهبيات العابرة للجغرافيا ضعيفًا وفاشلًا. فما بعد الانتصار أصعب، لاشتداد ضراوة المهزوم وخبثه وذهابه للانتقام بكافة الوسائل، وهو ما يعني السعي لتحصين الوعي وترشيده.

حركة الوعي والترشيد باتت ضرورة كمقدمة للانتصار الكبير في فلسطين. نحن أمام شعوب أنهكها الفقر، والظلم والجوع وأنهكتها الحروب، هناك تحولات في الهوية والثقافة فرضتها الحروب، وفرضتها الخلافات المذهبية الموغلة في التطرف، والتحدي الكبير اليوم والذي يجب أن يعتبر جزء من مشروع المقاومة في مراكمة الانتصارات،  هو كيف نعيد بناء منظومة القيم والمبادئ في وعي الأجيال القادمة، خاصة قيمة الكرامة الإنسانية المتحققة بالعدالة، والدفع باتجاه مزيد من الانفتاح على الآخر، وبناء مجتمعات على أسس تعايشية وفق قيمة التسامح وقبول الآخر. ما أفرزته الحروب في منطقتنا والثقافة التكفيرية الإقصائية المستندة على الفهم الوهابي للدين، هو تحدي حقيقي، وعلى كل النخب في جسد المقاومة العمل على وضع مشاريع علاجية جذرية له، تراكم الانتصار على المستوى الداخلي للأمة، كي تحصن جبهتنا الداخلية استعدادًا لمعركة التحرير الكبرى.


الكلمات المفتاحيّة لهذا المقال:
المقاومةالعدوالانتصارإيمان شمس الدين

لا يوجد تعليقات

أكتب تعليقًا
لا يوجد تعليقات! تستطيع أن تكون الأوّل في التعليق على هذا المقال!

أكتب تعليقًا

<