مهرجان الخطاب الثقافي عند سماحة السيد حسن نصر الله- اليوم الثاني

مهرجان الخطاب الثقافي عند سماحة السيد حسن نصر الله- اليوم الثاني

تقرير اليوم الثاني 7/2/2017

باسمة دولاني

 

تابع معهد المعارف الحكمية ومنتدى قارئ الجلسات الفكرية في مهرجان الخطاب الثقافي عند سماحة السيد حسن نصر الله حيث كان اليوم الثاني عبارة عن ورشة علمية نقاشية لكتاب:”الخطاب وتحولاته عند السيد حسن نصر الله” لمؤلفه الدكتور أحمد ماجد.

فتكلم الدكتور ماجد في البداية عن أن هذا الكتاب اعتمدت فيه عدة إجراءات منهجية منها: تحديد المراحل الزمنية التي سيُعمل عليها، حيث تم التركيز على مرحلتين زمنيتين: المرحلة الأولى كانت من عام 2000 حتى عام 2006، والمرحلة الثانية من عام 2012 حتى عام 2016.

واعتبر الدكتور أحمد أن هذا الاختيار لم يكن عشوائيًّا، حيث تم اختيار هاتين الفترتين لأهميتهما. مشيرًا إلى أن الأهمية الأولى كانت عام 2000 عام التحرير والتطورات في المنطقة توجت بالانتصار عام 2006. وأهمية الفترة الثانية من عام 2012 حتى عام 2016 تكمن في أنها أدخلت معطىً جديدًا، حيث يتمثل هذا المعطى الجديد بنظرة البعض لخطاب السيد والتحولات الجذرية التي حصلت فيه.

وتساءل الدكتور ماجد أنه هل حصلت تحولات في الخطاب، وكيف تجلت هذه التحولات؟ فيقول للوصول إلى هذه المرحلة اقتضت الخطة العودة إلى الخطب التي ألقيت في تلك  الفترة الزمنية، والعمل على كل خطاب على حدة.

وأضاف أنه تم معالجة البنية الأولية للنص، لكن سنكتفي بالتحولات في البنى الأساسية في خطاب السيد حسن نصر الله.

وأشار الدكتور ماجد إلى أنه لماذا الحديث عن الخطاب، وهل الخطاب هو وسيلة كلامية، وما الفرق بينه وبين النص الذي نقرأه؟ فأوضح أن مقتضى الكلام يدفعنا إلى الحديث عن الخطاب كأكثر أهمية من الحديث عن أي نص آخر.

وسأل الدكتور أحمد أن هناك سؤالًا أساسيًّا مفاده لماذا يحصل هذا الاندماج مع خطاب السيد حسن نصر الله؟ والجواب، أنه عندما نتكلم عن خطاب فلا يكون عن أمرًا عاديًّا، بل نتكلم عن خطاب استراتيجي، بالإضافة إلى أن هذا الخطاب الغاية منه تواصلية، ويعكس بنية ذات طبيعة أيديولوجية، وهو يعبر عن السلطة بشكل حقيقي، ولأن هذا الخطاب لم يتأتَّ من فراغ. فالخطيب أخذ مشروعية الكلام من الآخرين، حيث أعطوه الحق في إلقاء الخطاب، مما سمح له بأن يكون معبرًا عن خاصية جماعة أو مجموعة تنتمي إليه.

وأضاف، بأن الخطاب يعبر عن سلطة ما حوله من بشر ومؤسسات، والخطاب إحدى أدوات السلطة، لكن لا يمكن لأي سلطة أن تنبني إلا من خلال الخطاب نفسه. بالتالي، رؤيتنا للخطاب يجب أن لا تكون بسيطة أو هامشية.

وقال الدكتور ماجد، إن العدو يتعاطى مع خطاب السيد حسن على أنه معبّر عن السلطة التي ينتمي إليها.

وأوضح الدكتور ماجد، إلى أنه دائمًا كل خطاب يوجد فيه عناصر حتى يطلق عليه اسم الخطاب، من هذه العناصر، وجود لغة تواصلية بين الخطيب والشعب، أيضًا تعميق البعد الاعتقادي، ووضوح الرسالة، لأن الوظيفة الإبلاغية لا تتم إلا من خلال وضوح الغاية التي يسعى الخطاب إلى تحقيقها.

ويرى الدكتور ماجد، إلى أن بنية الخطاب هي ذات طبيعة حوارية، بحيث إن هذا الإنسان الخطيب لديه سلطة وشرعية الكلام. بالتالي فإن عملية الفهم في الخطاب تصبح أكثر سلاسة وأكثر قدرة على الوصول إلى الآخرين، فهناك تماثل بين الملقي والمـُلقى إليه.

وقال الدكتور أحمد، إن الخطيب يكسر حاجز الزمن ويضعك أمام مشهدية الزمن، ويجعلك دائمًا ترى أمورًا كثيرة لا تستطيع رؤيتها بواقعك الحياتي.

وأضاف، أن الخطاب ليس كلامًا عاديًّا، بل عبارة عن كلام ذات طبيعية استراتيجية ويعبر عن أفعال. فالنص العادي يذهب أكثر إلى الأقوال، لكن عندما يصبح النص ذات طبيعة خطابية يذهب أكثر نحو الأفعال، من هنا تصبح اللغة التي يستعملها الخطيب ليست عادية، وهي لغة ذات طبيعة تواصلية تنبني بشكل كامل  من خلال نسق العلاقات بين الخطيب والجمهور والرسالة.

واعتبر الدكتور ماجد أن هناك جزء كبير مما يروج حول خطاب السيد حسن نصر الله غير دقيق وغير صحيح.

وأضاف، لأن الخطاب عند السيد حسن نصر الله وحزب الله بنيته اعتقادية، يصفه البعض بأنه خطاب خشبي.

وقال الدكتور ماجد: إن الخطاب عند السيد حسن هو خطاب ذات طبيعية حوارية.

وأوضح الدكتور ماجد، أن السيد حسن يستخدم في خطابه الاستفهام، لأن واحدة من أهداف الاستفهام أنه يحرك عقل الإنسان ليجد الأجوبة.

ويرى الدكتور أحمد إلى أن الخطاب عند سماحة السيد هو ذات هوية إسلامية، أي أنه يعطي هوية لهذا الخطاب، وهذه الهوية أصبحت أكثر وضوحًا بعد عام 2012، حيث يذهب أكثر لاستخدام شواهد قرآنية، والآيات المستخدمة الكلمات المفتاحية فيها تتعلق بالصبر والصدق والثبات على المسيرة.

وقال: إن سماحته قد بدأ في مقدمة خطاباته يشير في بعض الأحيان إلى مناسبات دينية مثل ولادات الأئمة، ولادة القائم، وظلامية الإمام الحسن (ع). وهذا الأمر يؤشر إلى تثبيت عنصر الهوية الدينية والاعتقادية عند المستمعين.

واعتبر الدكتور ماجد أنه من التحولات في الخطاب، أن سماحة السيد حسن قد بدأ يأخذ بعض الأحداث التي تقع في العالم الإسلامي ويقوم بالحديث عنها أثناء الخطبة، مثال على ذلك، مذبحة داعش بحق الأقباط المصريين.

أشار الدكتور أحمد، إلى أن السيد حسن يبدأ بالجمل الإخبارية؛ لأنها تعبر عن موضوع محدّد ويبتعد عن الجمل الإنشائية. كما إنه يستعمل جمل بسيطة لا يوجد فيها كلمات صعبة وذلك لإعمال العقل للوصول إلى محتواها، مثلًا،  يتحدث عن القضايا الكبرى بكل وضوح وشفافية.

ويرى الدكتور ماجد أن خطاب سماحته ذات بنية واضحة بسيطة لا تعتمد التعقيد.

أضاف، إلى أن الخطاب عند سماحته ينبني في غالب الأحيان على الأفعال المضارعة مما يعني أن الخطيب مساهم في صناعة الواقع، يتكلم عن واقع زماني تجري أحداثها في الزمان الذي يتكلم فيه.

وقال الدكتور ماجد، أن السيد أثناء الحديث عن العدو الاسرائيلي يستعمل الاستفهام الاستنكاري.

واعتبر أن هناك عناصر لتأسيس الخطاب هما دلالات كبرى ودلالات صغرى. فالدلالات الكبرى لم تتعرض لتحولات كبرى وهي تتعلق بالدين والتوحيد والمقاومة.

فيرى الدكتور ماجد أن سماحة السيد حسن عندما يتكلم عن الدين لا يتكلم عن انتماء ذات عصبية، لأن الدين عندما يتحرك فإنه يتحرك لمصلحة الإنسان وبناء الإنسان.

كما يرى الدكتور ماجد أن حركة حزب الله هي حركة باتجاه تفعيل ما عُطّل وغيّب من الدين لكي يبقى الدين قادراً على إيجاد الأسئلة التي تعترض الإنسان.

وأضاف، أن موضوع الدين في خطاب السيد حسن ينطلق من أساسيات بأن الإنسان كائن ديني يسعى لتحقيق كمالاته الإنسانية من خلال هذا الدين.

أما بخصوص المقاومة، فإن السيد لا يعتبرها شيء خارج الإيمان الديني، لكنها بحد ذاتها خيار حضاري. وميزة هذه المقاومة هي في انتمائها، وفي رؤيتها الحضارية التي تصنع الحضارات. وعندما أخلصت استطاعت أن تحقق أهدافها.

ويرى الدكتور ماجد، بأن السيد يعتبر هذه المقاومة أنها فوق الطوائف وفوق المناطق، ففي إحدى خطبه يقول سماحته، إن هؤلاء المقاومين هم لبنانيون أكثر من عشر سنوات بل من أكثر من مئات السنين.  كما يعتبر سماحته أن المقاومة حضارة تحتوي على قيم وثقافة.

وأشار الدكتور ماجد إلى الدلالات الصغرى في خطاب السيد حسن نصر الله والتي  تتناول الأمة، الولايات المتحدة، الكيان الصهيوني، لبنان، فلسطين، التكفير…

وختم الدكتور أحمد ماجد، بأن الخطاب عند سماحة السيد حسن بقي مرتبطًا ومشدودًا إلى البنى الدلالية الكبرى التي بني عليها، فهو لم يغادر مقولاته الأساسية المتمثلة بالبعد الديني الإيماني، والبعد المقاوم، كما إن سماحته يركز على ضرورة تقديم نموذج آخر عن الإسلام هذا النموذج الذي يظهر أخلاقيات وقيم المؤمنين بالرسالة الإسلامية الحقة.

 

 


لا يوجد تعليقات

أكتب تعليقًا
لا يوجد تعليقات! تستطيع أن تكون الأوّل في التعليق على هذا المقال!

أكتب تعليقًا

<