الحمد وابتداع الخلق: الدرس الثاني

تابع سماحة الشيخ شفيق جرادي سلسلة الدروس المتعلقة بالحمد وابتداع الخلق، حيث أكمل شرحه في الدرس الثاني من هذه السلسلة للدعاء الأول من الصحيفة السجادية والذي يتمحور حول تحميد الله عز وجل.

وسنقوم بوضع خلاصة لهذا الدرس على ضوء ما تناوله سماحته من شرحٍ للفقرتين التاليتين:

  1. وَعَجَزَتْ عَنْ نَعْتِهِ أَوهامُ اَلْوَاصِفِينَ.
  2. ابْتَدَعَ بِقُدْرَتِهِ الْخَلْقَ اَبتِدَاعَاً، وَاخْتَرَعَهُمْ عَلَى مَشِيَّتِهِ اخترَاعاً.
  • الفقرة الأولى: عجزت؛ يعني قصرت؛ أي لم تستطع.
  • عجزت عن نعته. ما هو النعت؟ هناك عجز وعدم قدرة عن أن نصف بأوهامنا الله عز وجل.
  • الذي لا يقدر أن يصف الباري عز وجل ليس الأناس العاديين، بل يعجز عنه القادرون عليه. بالتالي، الذي عجز عن نعته هم الواصفون الذين لديهم القدرة على عملية الوصف والنعت.
  • … عن نعته أوهام الواصفين: أول ما يخطر بالبال هي صفات الباري؛ لذا، فهؤلاء لا يستطيعون أن يحددوا للباري أي صفة مرتبطة به.
  • الدعاء قال: عجزت عن نعته أوهام الواصفين. فما هي الأوهام؟  ليس المقصود هنا ما نحن نتداوله من كلمة وهم. كلمة وهم، استُخدمت عند بعض علماء الكلام والفلسفة والأخلاق بنحو خاص.
  • فعند علماء الكلام والفلسفة الوهم هو: قوة إدراكية موجودة لدى الإنسان يستطيع من خلالها أن يعرف المعاني الجزئية.
  • القوة الإدراكية هي التي تعطي المعاني الكلية، وهي ما نسميه العقل.
  • الوهم يدرك المعاني الجزئية.
  • العقل يدرك المعاني الكلية.
  • علماء الأخلاق قالوا عن الوهم: إنه عبارة عن تفكير في التفاصيل التي يمكن أن يدخل بها إبليس ليوسوس للناس، ويلقي في روعهم بعض الأمور. لذلك، إبليس له في حياتنا تسريب ووسوسة، وهو يوسوس من خلال الواهمة.
  • حسب علماء الأخلاق، كل الأفكار الشيطانية تأتي من الوهم.
  • قوة الإدراك واحدة لدى كل إنسان، لكن الإنسان يقوم بتقسيمها.
  • النفس شيء واحد، لكن مرة تتحرك نقول لها وهم، ومرة تتحرك نقول غضب، ومرة تتحرك نقول شهوة، ومرة تتحرك نقول عقل… إلى آخره.
  • النفس إذا ضعفت في تعقّلها تسمى وهم.
  • وإذا قوي إدراك النفس يسمى عقل.
  • المقصود، والله أعلم، من هذا المقطع (وعجزت عن وصفه…) أن الإمام زين العابدين عليه السلام يريد أن يقول لنا: إن الإنسان بقوته الإدراكيه عاجز عن وصف الله تعالى، لا يمكن له من ذاته ونفسه ومن دون الاستعانة بشيء ثاني أن يصف الله.
  • الله وصف نفسه، وعرّف عن نفسه.
  • حدثنا الله عن نفسه، مثال، قال عن نفسه: إني أنا الرحمن الرحيم… أنا الرازق… علميًّا يسمى أني أعرف الصفات والأسماء ليس من نفسي بل من رب،. وهذه تسمى أسماء توقيفية؛ أي تتوقف معرفتها على ما يقوله الباري وحدده سبحانه، ووصف به ذاته سبحانه وتعالى.
  • العقل مفطور على معرفة الله.
  • العقل يستطيع أن يعرف الله على نحو عام، لكن معرفة الله بالتفاصيل تعود للقرآن الكريم حيث حدثنا الباري عن نفسه…
  • هل العقل عاجز عن معرفة الله؟ أبدًا، لا يمكن للعقل إلا معرفة الله.
  • عند الشيعة: كل إيمان لا يستند إلى العقل فهو إيمان ضعيف.
  1. الفقرة الثانية من الدعاءابْتَدَعَ بِقُدْرَتِهِ الْخَلْقَ اَبتِدَاعَاً، وَاخْتَرَعَهُمْ عَلَى مَشِيَّتِهِ اخترَاعاً.
  • ابتدع: بحسب المحققين أن الابتداع هو إيجاد لا عن علة، (من دون سبب)، ولأن الله يحب الوجود يحب الخير أوجد الوجود.
  • هذه العلة والسبب لا توجد بالمخلوقات، بل أوجدها لا عن علة، بل الله هو سبب الإيجاد.
  • اخترعهم: الاختراع هو إيجاد من لا شيء.
  • ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾؛ هذا بخصوص اخترعه.
  • معنى القدرة: هي القوة على الشي. أما عند المتكلمين فهي الصفة.
  • بخصوص القدرة: هناك صنفين من الناس:
  1. صنف يقول: إن القدرة هي عبارة عن أن شخصًا قادر على القيام بهذا العمل.
  2. صنف يقول: إن القدرة عبارة عن أنه إن شاء أن يقوم بهذا العمل قام به، وإذا لم يشأ لم يقم به.
  • الله عز وجل لديه قدرة.. وقدرته بانت عندما خلق الخلق.
  • أصل الدعاء هو حول الحمد… موارد الحمد.. موجبات الحمد… لكن أحيانًا يمر الدعاء بفقرات لا يذكر الحمد.. مثال: عند قراءتنا للدعاء إذا كانت النقطة المركزية فيه عن التقوى، لكن الدعاء تحدث عن أمور أخرى.. فدورنا هنا أن نتفكر ونتدبر بالدعاء..
  • واحدة من مشكلاتنا الكبيرة في حياتنا أننا لا نتدبر في كتاب الله العزيز… أننا لا نتدبر في ما ورد عن أئمتنا الأطهار عليهم السلام… فحين يقول الدعاء الأول والآخر فهذا يعني أن الحمد لله في الأول والآخر… علينا التدبر.
  • شرط كمال أي إنسان بلا أدنى شك، هو معرفة الله عز وجل. هذه المعرفة تأتي من خلال معرفتي لله تعالى.
  • معرفتي لله بالله، أن أحمد الله وأثني عليه من أجل أن أعرفه وأسير في الكمالات في وجودي وروحي وعقلي وكل ما أملك، ونعمة تربية النفس هو الله.
  • عجزت عن نعته.. قصرت عن رؤيته… رغم ذلك عرفني نفسه.
  • أصل الوجود الذي كله خير هو الله.
  • كل الوجود يصدح بالحمد لله.
  • كل الوجود الذي اخترعه الله على مشيئته أصله الخير.أخيرًا، هل نحمد الله على نعمائه، أم نحمد الله على أنه هو الله؟الجواب: نحمد الله على أنه هو الله.

 

 


لا يوجد تعليقات

أكتب تعليقًا
لا يوجد تعليقات! تستطيع أن تكون الأوّل في التعليق على هذا المقال!

أكتب تعليقًا

<