إشكاليّة المواطنة في الرؤية الإسلاميّة
الهدف من طرح هذه الإشكاليّة هو الإجابة عن سؤال: هل تتقبّل الرؤية الإسلاميّة فكرة المواطنة بمفهومها الحديث؟ أمّا الدافع فهو أنّ مصطلح المواطنة، بمبانيه الفكريّة ولوازمه التشريعيّة ومقتضياته الإجرائيّة الحديثة، جاء في سياق تطوّرات عرفها الغرب الأوروبّيّ في العصر الحديث (ابتداءً من القرن السادس عشر)، وانتهت إلى هيمنة الليبراليّة في الاقتصاد، والديمقراطيّة في السياسة، والتجريبيّة في العلوم، والرؤية العقلانيّة في النظرة إلى الوجود والحياة والإنسان والمعرفة والعلم. وإذا كانت هذه الرؤية قد عرفت في ذلك السياق تسميات مختلفة منها الربوبيّة، والوضعيّة، والعلمانيّة، والمادّيّة، فإنّها التقت على التعاطي مع عالم الشهادة باستقلال كلّيّ عن عالم الغيب. وهذا ما يتعارض جوهريًّا مع الرؤية الإسلاميّة القائمة على التوحيد بكلّ أبعاده الألوهيّة والربوبيّة، ويعطي لفكرة المواطنة، بالتالي، صورة الوافد من هذا السياق وحقله الدلاليّ الخاصّ إلى الرؤية الإسلاميّة وحقلها الدلاليّ المختلف كلّيًّا، ويجعلها ترتبط في وعي المسلم، بتجربته المرّة مع الغرب الأوروبّيّ، التي جعلته حذرًا من كلّ ما يفد إليه من هذا الغرب من رُؤًى ومفاهيم وأفكار. بصرف النظر عن الإشكاليّة ودواعي تناولها، فإنّ بحثها يقتضي: – تحديد ما تعنيه فكرة المواطنة بمفهومها الحديث. – تحديد مبانيها الفكريّة ولوازمها التشريعيّة ومقتضياتها الإجرائيّة. – سؤال الرؤية الإسلاميّة عن موقفها من الفكرة ومبانيها ولوازمها ومقتضياتها…تحميل المقال
المقالات المرتبطة
تساؤلات عن الحالة الثورية في المجتمعات العربية
سيلاحظ القارئ فور مباشرته للمقال، أنه ربما متأخر زمانيًا وسياسيًّا عن يومنا هذا، إذ يتناول في صفحاته أحداث ما اصطلح عليه حينها بـ”الربيع العربي”
التعددية الدينية
من البديهي القول: إن الأديان جاءت مترابطة ومتداخلة بعضها مع بعض، ولم يأت دين إلى العالم هكذا “موضبًا” ليعطى لأمة،
بناء الدولة الحديثة عند الشهيد السيّد محمّد باقر الصدر (قده) الفكر السياسيّ والدستوريّ
لم يكن السيّد محمّد باقر الصدر (قده) مرجعًا دينيًّا تقليديًّا، اهتمّ بمسائل العبادات والمعاملات وحسب، بل كان إنسانًا عالمًا مطلعًا على مسائل العصر بمختلف أنواعها، فكتب في الفلسفة والمنطق ومنهجيّة العلوم الاجتماعيّة، كما كتب في الفكر السياسيّ والاجتماعيّ والاقتصاديّ، وفي علم المصارف والعلم الدستوريّ، فكان بحقّ موسوعيًّا متعمّقًا.