قراءة في كتاب قاهر أمريكا

by سكينة أبوحمدان | يناير 5, 2021 6:38 ص

أوّلًا: الكتاب في سطور
اسم الكتاب: قاهر أمريكا
الكاتب: الدكتور محسن صالح
إصدار: دار تمكين للنشر والتوزيع
الطبعة: الأولى
سنة النشر: 2021
عدد الصفحات: 160 صفحة
ثانيًا: قراءة في الكتاب
“أوصيكم بأن لا تتركوا الإسلام وحيدًا في هذه البرهة من الزمن”[1][1]. هكذا ودّع الحاج قاسم عامه الماضي، وأعوامنا القادمة. ترك الحياة الفانية، ولم يكن يهتمّ سوى بعزّة الإسلام، والدفاع عنه، والثبات على الإنجازات التي قدّمتها الثورة الإسلاميّة، والمضيّ قُدُمًا نحو الاقتدار على جميع الصعد لتسهيل الأرض لحضور المقام المقدّس لصاحب العصر والزمان.
وبعد عام على استشهاد سليماني، حمل هذا الكتاب للدكتور محسن صالح عنوان قاهر أمريكا ترسيخًا في أذهان الخاصّة والعامّة للجريمة البشعة التي أقدمت عليها الولايات المتحّدة الأميركيّة، والتي ستبقى تخاف من الوجود النوراني للشهيد، وإن لم يعد موجودًا بوجوده الجسديّ في هذه الدنيا.
ينبني هذا الكتاب على خمسة فصول، يسبقها بيان قائد الثورة الإسلاميّة الإمام الخامنئي (حفظه الله) إثر استشهاد الحاج قاسم سليماني، عرض فيه ميزات الشهيد القائد، وشخصيّته المقاومة العالميّة، وتوعّد بالثأر لدمه الطاهر.
وتلا البيان كلمة أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله (حفظه الله) في المناسبة نفسها. فتوجّه إلى عائلة الشهيد وإلى محور المقاومة بالعزاء، وأشار إلى محوريّة الشهادة في الثقافة الإيمانيّة. كما عرض الأسباب التي دعت أمريكا ومن ورائها إسرائيل إلى استهداف الحاج بالتحديد بما يمثّله من تهديد لهم، في دعم القضيّة الفلسطينيّة وحركات المقاومة في المنطقة بشكل خاصّ. وعاهد الشهيد بأنّ ردّ المقاومة سيكون بالتمسّك بالقضيّة، والدفاع عنها وبرصّ الصفوف، وأنّ القصاص العادل هو باقتلاع الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة ككلّ[2][2].
كما عرضت مقدّمة الكتاب الإطار الموضوعي للثورة الإسلاميّة في إيران سنة 1979م بقيادة الإمام الخميني (قده) التي غيّرت البنى والأسس والمرتكزات التي تقوم عليها الدولة في الثقافة والسياسة والدين والاجتماع والعلاقات الدوليّة، والتي ربطت البوصلة بالإسلام، وأسّست قواعد محاربة الاستكبار وعلى رأسه أمريكا.
حمل الفصل الأول عنوان “النموذج السليماني (آية النهار) لثورة الإمام روح الله الموسوي الخميني (قده)”، وقدّم قراءة في حياة الفريق قاسم، والذي كان عاملًا فنيًّا وجنديًّا حارسًا وقائدًا ميدانيًّا يضع الخطط المبدعة لمواجهة الأعداء إلى حدّ أفقد المستكبرين عقولهم[3][3]. كما عرض لمنهجيّة هذا المجاهد الإسلامي والثائر العالمي الذي كان له دور استراتيجي في المنطقة من لبنان والعراق واليمن وسوريا إلى فلسطين المحتلّة.
وعرض الفصل الثاني بعنوان “الجمهوريّة الإسلاميّة: ظهور القوّة الإقليميّة العظمى” بعد انتصار الثورة على يد الإمام الخميني العظيم (قده)، وتعزيز قدرة محور المقاومة، والذي ظهّر السباق الاستراتيجي الميداني الذي يتمحور حول مصير ومستقبل المنطقة بحدودها ودولها وهويّتها وانتماءاتها وثقافتها واقتصادها وسياساتها[4][4]. وبدأ تشكلّ المحورين المتنافسين يظهر بشكل جلي: المحور الصهيو-أميريكي-غربي- وقبلي عربي، ومحور الممانعة المتمثل بالعقل الإسلامي الخميني- الخامنئي- السليماني- المقاوم، والذي كان للشهيد القائد دوره الرائد في تبديد الحلم الأمريكي في المنطقة.
كما عرض الكاتب في الفصل الثالث “إعادة التركيب، والتحوّلات الجيو- ثقافيّة والاستراتيجيّة” الأحداث ما قبل الثورة في إيران منذ ما بعد تفكّك السلطنة العثمانيّة، إلى إقامة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين وانطلاقة المقاومة الفلسطينيّة، وما استتبعه بعد الثورة الإسلاميّة من إعادة هيكلة للنمط الثوري الجديد للتفكير الاستراتيجي والحضاري في المنطقة والعالم. كما أشار بشكل تفصيلي إلى السبب العميق لاغتيال أميركا للحاج قاسم والنتائج المرتدة عليه.
أمّا في الفصل الرابع “نصوص مترجمة”، فعرض الباحث بعض الدراسات والمقالات لأهمّ الكتّاب والمتخصّصين في الشأنين الإيراني خاصّة والإسلامي عامّة، إضافة إلى الإصدارات الاستراتيجيّة في الغرب وأميركا، والتي أظهرت تقديرًا عاليًا لهذا القائد الذي واجه ما يسمّى قوى التحالف في كلّ من العراق وسوريا ولبنان.
كما خُصّص الفصل الخامس “مقابلات”، لعرض مقابلتين؛ الأولى مقابلة مع سماحة السيد حسن نصر الله يتحدّث عن سيد شهداء محور المقاومة مع وكالة U NEWS الإيرانية، وأخرى مع السفير الإيراني في بيروت السيّد محمّد جلال فيروزنيا الذي عمل مع الشهيد في الملف العراقي.
وختم الباحث كتابه بوصية قائد فيلق القدس الشهيد الحاج قاسم سليماني السياسيّة التي قرأها العميد إسماعيل قاآني قائد قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني في مراسم الأربعين، والتي أوضح فيها الوجهة وشدّد على بلوغ الهدف الذي يرتبط دائمًا وأبدًا بالله تعالى.
وأردف كتابه أيضًا بخلاصات استراتيجيّة مفصليّة وبنيويّة تقوم بها العدوانيّة الأميركيّة في استهدافها لمحور المقاومة منذ بدايات القرن الحالي من الحرب الثقافيّة والسياسيّة والاقتصاديّة إلى اغتيال الأدمغة من أجل إضعاف هذا المحور الذي سيظلّ صوته عاليًا ما بقي للحقّ رجال.
قاهر أمريكا هو لقب سيّد شهداء محور المقاومة القائد الشهيد قاسم سليماني الذي سيبقى صوته صدّاحًا، ونهجه ثابتًا راسخًا في نفوس مَن أبَوا الذلّ والعبوديّة إلّا لله، وسيكون دمه الطاهر عربون نجاة وخلاص من الطاغوت الشيطاني الذي يعمل ليل نهار لإذلال الشعوب وقهرها، ولن يكون له ذلك ما دامت في عروق الرجال دم شريف يجري.
[1][5]  قاهر أمريكا، الصفحة 147.
[2][6]  المصدر نفسه، الصفحة 19.أمريكا، الصفحة 19
[3][7]  المصدر نفسه، الصفحة 31.
[4][8]  المصدر نفسه، الصفحة 52.

Endnotes:
  1. [1]: #_ftn1
  2. [2]: #_ftn2
  3. [3]: #_ftn3
  4. [4]: #_ftn4
  5. [1]: #_ftnref1
  6. [2]: #_ftnref2
  7. [3]: #_ftnref3
  8. [4]: #_ftnref4

Source URL: https://maarefhekmiya.org/11505/conqueror-solaymani/