by الشيخ شفيق جرادي | ديسمبر 17, 2015 6:58 ص
التأمّل حركة نفسيّة يمارسها الإنسان بتمام كيانه المعنويّ، ويتوجّه فيها بتمام وعيه وإدراكه الجامع لتعلّقه بوجدانه نحو الموضوع الذي يقصد النفوذ إليه ليستطلع ويستكشف أسراره وطاقاته المخبوءة وخفاياه… ساعيًا بمعاينته إلى مماهاة معناه، بحيث يتوحَّد فيه ملغيًا كلّ المسافات الفاصلة بينه وبين ذاك الموضوع.
هذا وما يميِّز الإدراك التأمّلي، عن الإدراك العلميّ، خصائص منها:
ج. يستحفظ الذهن دائرة الإدراك العلميّ بصور تفيد مقاربة المعرفة بوجه من وجوهها، وبتوسّط آليّات ووسائل منطقيّة ومنهجيّة تنبني قيمتها بحسب خصوصيّة الموضوع المُعالج، فتتفارق النتائج بحسب الوسائط المصطنعة والقبليّات الحاكمة على فهم الموضوع. في الوقت الذي يكتسب فيه التأمّل قيمته الذاتيّة من فطرة ما، جُبل عليه الإنسان الجامع في أصل خلقته لكلّ حقائق هذا العالم ولحقائق الوجود، دونما توسّط. ممّا يسمح له بمعرفة مباشرة لا يخرجها عن صدقيتّها إلّا تنزّلها إلى دائرة التعبير المسانخ لعالم الاكتساب المعرفيّ المشوب بالمعتقدات والتخلّقات المكتسبة، والتي إن تجرّد الإنسان عنها عرف الحقّ. ومن هنا قيل: “من عرف نفسه فقد عرف ربّه”، ومن هنا جاءت الحكمة الراشدة “اعرف نفسك”….تحميل المقال
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
Source URL: https://maarefhekmiya.org/1411/%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%91%d9%84-%d9%88%d8%aa%d9%83%d8%a7%d9%85%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d8%b3%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b9%d8%b1%d9%81%d8%a9/
Copyright ©2024 معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية unless otherwise noted.