قليلٌ من الصبر وبعض التواضع
تصاب بالدهشة عندما ترى كل هذا النقد لموقف المقاومة فيما يتعلق بقضية العمل على فتح الطريق لاستخراج النفط والغاز، وكذلك ما تفاوض عليه الدولة اللبنانية لجهة ترسيم الحدود على الجبهة الجنوبية، وذلك قبل أن يتم الكشف حقيقة عن نتائج المباحثات، وبالرغم من كون المقاومة ليست طرفًا مباشرًا في التفاوض، وقد لا يعنينا موقف الطرف المعادي الذي يقف ضدك لأنه ضدك وسيان عنده النتائج، فإن خسر لبنان وخسرت المقاومة سيقول: إن المقاومة هي السبب، وإذا ربح لبنان وربحت المقاومة سيقول: إن المقاومة لزوم ما لا يلزم، لكن المدهش هو النقد من قبل جزء من المثقفين الذين يزايدون بموقفهم المقاوم على المقاومة، وتستطيع أن تشبّه هؤلاء المنتقدين بجمهور يحضر مباراة كرة قدم من على شاشة التلفزيون دون أن يبذل عناء الاقتراب من الملعب حتى، ويستمر بالصراخ وبالسباب ضد لاعبي ومدرب الفريق الذي يحبه ويشجعه على اعتبار أن اللاعبين والمدرب مخطئين في طريقة أدائهم، وأنه لو كان هو مكانهم لفعل الأفاعيل ومزق شباك الخصم بألف هدف، وناور وراوغ أفضل من مارادونا ناسيًا أن كرشه يتدلى أمامه، وأنه سيصاب بضيق التنفس إذا ركن سيارته بعيدة مئة متر عن المكان الذي يقصده. وعندما تقول له هون عليك يا صديقي فالمدرب أعدّ خططه، وجهز لاعبيه. واللاعبون بدورهم يبذلون جهودهم والمباراة لا زالت في أوجها، والدورة مفتوحة ولن تنته قريبًا، وأمامنا مباريات كثيرة ومفاجآت كثيرة، فلنقم نحن بدورنا كمشجعين بانتظار النتائج، وحبذا لو نذهب سويًّا إلى الملعب ونشاهد ونسمع عن قرب نكون أقدر على تقدير الموقف.
المقالات المرتبطة
قانون العلية | قراءة جديدة
يوم أبصرت وجودي كنت لا أزال فتًى صغيرًا، كنت أشعر بالغربة القاسية، أنظر إلى العالم الخارجي بكل تفاصيله فأدرك أنه
المعرفة من وجهة نظر صدر المتألهين
تتوزع هذه المقالة على قسمين: الأول ويتناول عقيدة الفلاسفة الآخرين في الوجود الذهني
مفهوم الحقيقة وخصائصها [1]
سأحاول أن أستعرض بعض المفاهيم المفتاحية وفق المدرسة الفكريّة المعاصرة (الإمام الخميني، العلامة الطباطبائي، الإمام الخامنئي، الشيخ مطهري، الشيخ اليزدي،