مواجهة الخوف في القرآن*

مواجهة الخوف في القرآن*

إن الخوف من الموضوعات التي يكثر الحديث عنها في أوقات الحروب وفي الأزمات الاقتصادية والأمنية والاجتماعية والأمراض، أيضًا يكثر الحديث عن الخوف مما هو واقع، ومن المستقبل. بالتالي، الخوف أمر موجود عند الناس بالفطرة، وهو منبّه تمامًا كالألم الذي ينبّهنا عندما نتعرض للأمراض التي قد يكون بعضها شديد الصعوبة، فالألم هو الذي يدلنا على مكان المرض، فنلتفت إليه قبل أن يفتك بالبدن. وبالتالي يكون عامل الألم هو سبب لعلاج المرض لأنه لا يمكن ولا يعقل التعايش مع الألم بدون علاجه. ويمكن لنا أن نقول: إن الألم هو واحد من رسل ربنا لينبهنا إلى موضع أمر صعب بل صعب جدًّا.

كذلك الخوف هو منبّه لأمر ما قد يكون حاصلًا في واقعنا وعلينا أن نتوقاه، وقد يكون خوفًا من المستقبل، ومن الآتي. هذا الخوف يجعلنا ويدعونا للبحث عن الطريقة التي ينبغي أن نواجه بها هذا المستقبل لنبدد بها أسباب الخوف ونخرج منه سالمين، لكن في كل الأحوال يجب أن نعي أيضًا أن الخوف هو حالة من حالات المشاعر التي تحصل عند الناس، فالخوف هو أمر حقيقي موجود فينا ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك، أو أن يقول إنه لا يخاف. فمن خصائص الجسم البشري أنه يتألم، ومن خصائص النفس البشرية أنها تخاف، لكن من المهم أن نميّز بين خوف مبني على وهم، وعلى أمور غير حقيقية وغير واقعية من حيث الحجم قد تجعلنا أسرى لهذا الوهم والخوف فنضعف ونحبط ونقع باليأس، ونقع بقلة الحيلة فلا نستطيع فعل أي شي، عندئذ يتحول هذا الخوف إلى خوف سلبي نبّه منه القرآن الكريم، ونبّه إلى ضرورة معالجته بشكل جدي، وبين الخوف الحقيقي من أمر واقع. فالإنسان قد يتعرض لمصاعب حقيقية فهذا خوف حقيقي، لكن كيف عليه مواجهته؟ هل يضعف؟ هل يقع في الوهن؟ أو يبحث عن السبيل؟

دعانا القرآن الكريم وسيرة النبي والأئمة الأطهار وأهل العقل إلى ضرورة البحث عن السبل لنُخرج من دائرة حياتنا الأسباب الموجبة للخوف، وأن نجعل الخوف عاملًا للبحث عن حالة الاطمئنان وعن حالة الهناء والتوفيق فيما نحن عليه.

فكيف نواجه الخوف بالقرآن؟ هنا سأكون صريحًا بعض الشيء. يتعامل بعض الناس مع القرآن الكريم كأنه غيبيات بائسة، غيبيات وهمية على طريقة التمائم والأحراز والحجابات، فمثلًا عند الخوف من قصف المنزل، يوجد بعض العادات من مثل أن نفتح القرآن على سورة الحديد، وهذا عامل مساعد، لكن هل فتح القرآن على سورة الحديد يمنع أن يُقصف المنزل؟ في الواقع هناك منازل كثيرة قُصفت والقرآن مفتوح فيها على سورة الحديد. مثال آخر، هل كثرة قراءة القرآن تعالج الخوف الشديد عند بعض الناس، وتنهي حالة الخوف عندهم؟ بصراحة لا، وهذا الأمر غير معلوم. قد يرتاح بعض الناس قليلًا لكن لا يزول الخوف عندهم، والذي يعالج الخوف هو التعايش مع القرآن باعتباره حقيقة، وليس الأمور الشكلية كوضع (حجاب) على الكتف لتبتعد عني محاذير الخوف، أو الخوف نفسه. قد تكون هذه الأمور مساعدة بشكل ما، لكن هي ليست سببًا لمعالجة الخوف، بل إن السبب الذي يمنع الخوف السلبي من أن يخترق مجتمعاتنا ونفوسنا وأفرادنا وبيئتنا وأُسَرنا هو أن نعيش تعاليم القرآن، فتعاليم القرآن هي التي تجعلنا نتغلب على هذا الخوف.

هناك حالتان من الخوف، وهي من أعظم الحالات التي يمكن أن تكون مسيطرة علينا:

الحالة الأولى: هي الخوف من الأمر الأسطوري؛ مثلًا الخوف من ظهور الجن أو الشياطين للشخص، فإذا كنت خائفًا من ذلك استعذ بالله، واعرف أن هذه مخلوقات مثل جميع خلق الله سبحانه لا يسيطرون على أحد، ولا يظهرون له بصورة العنزة ولا الهرة ولا يتلبسون أحد، كما يعتقد أغلب الناس. إن الأمور ليست أبدًا بهذا الشكل، بل هذا عبارة عن خطأ في تربية أنفسنا ونظن أنها تربية دينية، لكن ليس لها علاقة بالدين، بل لها علاقة بالسحر وبالشعوذات والخرافات.

الحالة الثانية: هذا النوع من الخوف هو مورد اهتمامنا هنا؛ وهو الخوف السياسي، والخوف الاجتماعي المبني على الخوف من سلطات قاهرة، أو واقع قاهر، ورأس هذا الأمر في التعبير الديني، وفي التعبير القرآني هو عداوة الشيطان للإنسان؛ والشيطان هنا بمعنى الشر الذي يتمثل بهذا الكائن، والذي يثير فينا المخاوف. هل يمتلك قوة؟ نعم يمتلك قوة. يمتلك الطيران، ويمتلك الاقتصاد، ويمتلك التكنولوجيا، ويمتلك كل وسائل فرض السيطرة على البشر، لكن لا يمكن له أن يمتلك روحنا إلّا إذا سلمنا هذه الروح له.

يُخطئ من يعتبر أن الشيطان يضلّ أحدًا، بل يحضر الشيطان عندما نستدعيه وحين نقع في الضلالة، وحين نضعف نحن يقوى هو، لكن إذا كنا أقوياء لا يستطيع امتلاك الروح والعقل فينا، ولا يستطيع امتلاك النفس فينا. وأي قوة في هذا العالم مهما بلغت قوتها من الممكن لها أن تحكم العالم، لكن لا يمكن لها أن تحكمنا إذا لم نسلمها نحن أنفسنا وعقولنا وأرواحنا.

لذلك جاءت الآية القرآنية: ﴿ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ[1]؛ ليس بمعنى أن الشيطان يخوف أمثال بوش وترامب، بل لأن هؤلاء هم أولياء الشيطان ويتولونه. الشيطان لا يخوف هؤلاء، بل المعنى أن الشيطان يخوفنا نحن من أوليائه. هؤلاء يمتلكون مقدرات كبيرة جدًّا، كما ورد سابقًا، ويجب أن ننظر إليها بعقل ووعي، ولا  يجب أن نسخّفها لأنها قد تسحقنا في النهاية،كالذي يُسخف الألم الناتج عن المرض فيقتله. لذا، علينا أن نكون واقعيين،  وأيضًا يجب أن لا ندع الألم يسيطر علينا لكي نستطيع أن نسيطر على المرض ونعالجه.

إذًا، ﴿ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ﴾، فيقول لنا الله: ﴿فَلاَ تَخَافُوهُمْ﴾، كيف ذلك يا رب؟ ﴿وَخَافُونِ﴾.

إذا وضعنا نصب أعيننا وفي عقولنا وأرواحنا ونفوسنا هدفًا واضحًا هو الله سبحانه وتعالى، وليس الشيطان، فلا يبقى لقوة القوي من قيمة فعلية على أنفسنا وأرواحنا وإرادتنا، ويصبح بإمكاننا التفكير بكيفية مواجهتها، ولا توجد قوة في هذه الأرض إلا وبالإمكان مواجهتها لأنها بالنهاية من إنتاج البشر ونحن بشر، كذلك نستطيع إنتاج القوة كما أنتجوها هم، لكن لصناعة هذه القوة مسار هو عدل الله ورحمة الله، والحق الذي يريده الله عز وجل.

إذًا، الخوف الحقيقي الذي يدعونا الله عزّ وجلّ أن نمتثل له، وأن نهتدي به هو الخوف منه سبحانه وتعالى. لذلك جاء في المرويات عن رسول الله (ص): “من خاف الله عز وجل خاف منه كل شيء، ومن لم يخف الله أخافه الله من كل شيء”[2]. فلا ينظر للدنيا باعتبارها مالكته، وبالتالي لا تستطيع الدنيا أن تسحقه؛ لأنها تسحقنا حينما تمتلكنا، لكن طالما أنها لا تمتلكنا فنستطيع أن نسيطر عليها، ونستطيع على الأقل أن نكون كنموذج النبي إبراهيم (ع) “كان أمة”. كل الدنيا لم تكن على صراط إبراهيم، لكن إبراهيم واجه كل الدنيا وهاجر من بلد إلى بلد، لكن لم تستطع لا دنيا النمرود ولا دنيا عائلته ولا دنيا مدينته ولا دنيا الأصنام ولا دنيا التقاليد ولا دنيا القوة التي يمثلها النمرود أن تمتلك عقل وقلب وروح إبراهيم وإرادة إبراهيم (ع)، ثم بعد ذلك كان هو الإمام ورسم للتاريخ مسارًا بحيث إن ذريته كانت منها الذرية الصادقة التي جعلت كلمة الله هي العليا إلى هذا اليوم.

فالأمر الأول إذًا، هو أن نجعل محور الخوف الحقيقي لدينا هو الله. مثلًا نحن نخاف من القصف ليس لأنه يسبب دمارًا وموتًا، في الحقيقة لا يخيفنا الدمار، بل نحن نخاف من الموت؛ والخوف من الموت هو الخوف الحقيقي، لكن لماذا نخاف من الموت؟ لأنه يسبب ألمًا لا حد له في تصورنا، ويسبب خسرانًا للدنيا، لكن الله عز وجل أعطانا البديل، قال لنا فلنقارن قليلًا بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة. يُقال مثلًا إن إسرائيل تستخدم نوعًا من الصواريخ في غزة بحيث إذا أصابت الفرد لا تُبقي منه حتى رمادًا. ويقول لنا الله سبحانه إذا نحن خفنا من الألم الذي تسببه هذه الصواريخ وضعفنا واستسلمنا وصرنا عملاء ولو بالكلمة، وصرنا أزلامًا للباطل ولو بالموقف أو بالحرف، فالعذاب الذي عنده لا حدّ له. بالتالي، عذاب الدنيا محدود وزائل، لكن عذاب الله عذاب أبدي يصل إلى درجة أنه ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا[3]. ليستمر العذاب، ﴿وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الألِيمُ[4]. والعذاب الأليم من باب الفعيل يعني بالغ الألم وهو عذاب الباري عز وجل.

الأمر الثاني، إذا كنا نخاف من الموت لأننا نخسر الحياة فالله يقول لنا إنه أعدّ لنا الجنة وأورثنا ليس فقط الجنة بل الحياة، لكن كل المطلوب منا أن نبقى على  إنسانيتنا، وأن نبقى على آدميتنا، وعلى ما خلقنا الله عز وجل عليه، فلا تصبح عبدًا لغيرك، ولا تصبح مستزلمًا.

كيف يتعامل أهل الإيمان مع الخوف؟ يقول الباري عز وجل: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ[5]. تتجافى؛ أي يبتعدون عن منامهم وعن راحتهم. ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ﴾. كيف ينبغي أن ندعو الله سبحانه وتعالى؟ نحن هنا كثيرًا ما نُخطئ بالدعاء؛ لأنه دائمًا نتوجه بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى بأمور لا علاقة لها بالله، بل لها علاقة بنا وكأننا بِرِهَانٍ معه، فنطلب منه فعل كذا وكذا؛ هذا لا يُسمى دعاءً؛ الدعاء الذي يوصل إلى الله ويقرب إليه هو دعاء الخوف، لكن أي نوع من الخوف؟ الخوف الذي يصنع الرجال، وليس الذي يصنع العبيد.

إذًا، ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً﴾؛ يطمعون بالذي عنده، لكنهم يخافونه. يخافون أن يعصوه، يخافون أن يغضبوه، يخافون أن لا يرضوه، يخافون من أن يكونوا اتخذوا موقفًا ما دون دراسته كما ينبغي، يخافونه بمعاملتهم للناس، يخافونه بفلان، وبالشعب الفلاني، يخافونه بالموقف من العدوان الفلاني…  يخافونه بكل معنى الخوف، ويطمعون بأن يهديهم، ويطمعون بما عنده. فهذا هو الرجاء؛ أي الطمع بما عند الله عز وجل.

﴿وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾؛ ينفقون من أمنهم الشخصي، ينفقون من مستقبلهم، ينفقون من مالهم، وليس مثل بعض الناس الذين للأسف الشديد يستغلون ظروف الناس ويرفعون أسعار المنازل مثلًا، فهذا هو الاحتكار، وهذا هو الجشع الذي يوصل إلى جهنم، وهو عكس الإنفاق، ومن فعل ذلك أو يفعل ذلك الآن، ونراه في أيام عاشوراء يفتح مطاعمًا ومضائفًا ويُطعم الناس مجانًا على حب الحسين (ع)، فلن يكون أبو عبد الله الحسين (ع) إلّا خصيمًا له، وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) عدوه، وألدّ أعدائه يوم القيامة رسول الله محمد (ص). فالقصة ليست بالشعارات، بل بالموقف الحق وبخدمة الناس.

عن علي (ع): “الخشية من عذاب الله شيمة المتقين”[6]؛ أي ميزة أهل التقوى؛ وأهل التقوى هم الذين يرقبون الله في كل شي، في ذهابهم وإيابهم، وفي حياتهم وكلامهم، وأكلهم وشربهم، وجهادهم وخطابهم وكتابتهم إذا كانوا من أهل الكتابة، وبالسياسة وبالقتال. يخافون الله؛ يعني يشعرون ويؤمنون أن الله رقيب عليهم. هذه هي الخشية التي تولّد التقوى. والتقوى هي قوة إرادة التحريك عند الإنسان ليندفع إلى الأمام، فمثل هذا الخوف هو الذي يريده القرآن.

أريد في الختام أن أشير إلى رواية وأتحدث عن جانب من المعالجات بشكل سريع. تقول الرواية: قال الصادق (ع): “لا يؤمن رجل فيه الشح والحسد والجبن، ولا يكون المؤمن جبانًا ولا حريصًا ولا شحيحًا”[7]؛ الشحّ أي هذا الحريص البخيل، لئيم النفس، أما الحسد فيمنع الناس من التفكير بطريقة سليمة، والجبن ليس بمعنى الخوف بل بمعنى الانهزام أمام الخوف، هو الخوف الموهوم، الخوف الذي يضعف، الخوف الذي يذل.

وسوف أذكر أربعة موارد للعلاج:

المورد الأول: هو المقايسة ما بين ما هو في الدنيا وما هو في الآخرة. وهذا بحاجة بالدرجة الأساس أن نكون مؤمنين بوجود الآخرة. عندما نؤمن بوجود الآخرة تصبح كل أهوال الدنيا خفيفة أمام هول من أهوال الآخرة.

المورد الثاني: أن نعرف أنّ الخوف الحقيقي هو من المالك الحقيقي للأمور، القادر الحقيقي على أن يفعل ما يريد، على من بيده المصير؛ المصير بمعنى المصير الحقيقي الدائم. حينما يكون توجهنا أن الخوف هو من الله عندئذ نضع حساباتنا عند الباري عز وجل، وكل ما هو مؤلم في الدنيا يمكن أن يُواجه.

المورد الثالث: إيانا والخوف دون رجاء؛ أي إننا نخاف من ارتكاب الحرام أو الذنب لأننا سنُغضب الله، وإذا أغضبنا الله سندخل جهنم. فهل هذا يعني أن نيأس ونترك كل شيء؟ لا، فالله يقول لنا أن لا نيأس بل أن نتمسك بالرجاء. نحاول أن  نتوب من ذنب ما قمنا به ونرجو رحمة ربنا. والرجاء بذلك يتحول إلى قوة، وإلى أمل، وإلى أمر يعيد إحياءنا من جديد. لذلك مهما خفنا على مستقبلنا إذا رجونا وسلكنا طريق الرجاء بالشكل السليم سننهض مجددًا. إيانا أن نقع باليأس لأن اليأس هو الشرك الحقيقي، هو المرض الحقيقي الذي يريد الله عز وجل أن يخرجه من نفوسنا بالرجاء.

لكن يجب الانتباه إلى أن الرجاء لا يعني أن نعمل عملنا ونقصّر به ونقول إن الله سيسامحنا، فهذه ليست سنن الله، بل طلب منا أن نعمل بالشكل الصحيح. ولذلك المطلوب دائمًا أن نعادل بين الخوف والرجاء، بين الخوف والأمل.

 المورد الرابع والأخير: فلنربي أنفسنا على ما ربّى به رسول الله (ص) علي بن أبي طالب (ع)، والذي عبّر عنه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بقوله: “إذا هبت أمرًا فقع فيه فإنّ شدّة توقّيه أعظم ممّا تخاف منه” [8]؛ يعني إذا أردت الخوض بأمر ما واستصعبته فلا تيأس بل ابدأ به، فإن شدّة توقّيه أصعب؛ أي إن هذا التوقّي منه يُضعفك ويُلجمك، لكن حين تبدأ به ستكتشف أنه لا يوجد شيء اسمه مستحيل، بل كل شيء ممكن.

وإذا نظرنا إلى تجربة غزة وكيف بدأت مقاومتها، فلولا هذا النوع من التربية للذات “إذا هبت أمرًا فقع فيه”، هل كانوا استطاعوا الخروج مما هم به؟

لذلك بادر، وكن فعّالًا فيما تبادر إليه، كن عمليًّا وجديًّا فيما تقوم به. فعلى مثل هذا تربّى كل قادتنا الشهداء، وعلى مثل هذا تربّى المجاهدون، وعلى مثل هذا أراد رسول الله أن يربينا.

جعلنا الله وإياكم إن شاء الله ممن يخافون الله حق مخافته وجعلنا الله ممن يتوجهون إلى الله بالقول دائمًا: “إلهي أجرني من أليم غضبك وعظيم سخطك يا حنان يا منان، يا رحيم يا رحمن، يا جبار يا قهار، يا غفار يا ستار، نجني برحمتك من عذاب النار وفضيحة العار إذا امتاز الأخيار من الأشرار، وحالت الأحوال وهالت الأهوال وقرُب المحسنون وبعُد المسيئون، ووُفّيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون”.

*  محاضرة لسماحة الشيخ ألقاها في منتدى وعي عبر مساحة (اكس).

[1]  سسورة الأنعام، الآية 175.

[2]  محمد الريشهري، ميزان الحكمة، الجزء 1، الصفحة 829.

[3]  سورة النساء، الآية 56.

[4]  سورة الحجر، الآية 50.

[5]  سورة السجدة، الآية 16.

[6]  محمد الريشهري، ميزان الحكمة، الجزء 1، الصفحة 824.

[7]  علي الطبرسي، مشكاة الأنوار، الصفحة 534.

[8]   محمد الريشهري، ميزان الحكمة، الجزء 1، الصفحة 832.

الشيخ شفيق جرادي

الشيخ شفيق جرادي

الاسم: الشيخ شفيق جرادي (لبنان) - خريج حوزة قُمّ المقدّسة وأستاذ بالفلسفة والعلوم العقلية والعرفان في الحوزة العلميّة. - مدير معهد المعارف الحكميّة (للدراسات الدّينيّة والفلسفيّة). - المشرف العام على مجلّة المحجة ومجلة العتبة. - شارك في العديد من المؤتمرات الفكريّة والعلميّة في لبنان والخارج. - بالإضافة إلى اهتمامه بالحوار الإسلامي –المسيحي. - له العديد من المساهمات البحثيّة المكتوبة والدراسات والمقالات في المجلّات الثقافيّة والعلميّة. - له العديد من المؤلّفات: * مقاربات منهجيّة في فلسفة الدين. * رشحات ولائيّة. * الإمام الخميني ونهج الاقتدار. * الشعائر الحسينيّة من المظلوميّة إلى النهوض. * إلهيات المعرفة: القيم التبادلية في معارف الإسلام والمسيحية. * الناحية المقدّسة. * العرفان (ألم استنارة ويقظة موت). * عرش الروح وإنسان الدهر. * مدخل إلى علم الأخلاق. * وعي المقاومة وقيمها. * الإسلام في مواجهة التكفيرية. * ابن الطين ومنافذ المصير. * مقولات في فلسفة الدين على ضوء الهيات المعرفة. * المعاد الجسماني إنسان ما بعد الموت.  تُرجمت بعض أعماله إلى اللغة الفرنسيّة والفارسيّة، كما شارك في إعداد كتاب الأونيسكو حول الاحتفالات والأعياد الدينيّة في لبنان.



المقالات المرتبطة

المرأة في فكر الإمام الخامنئي

يشتمل البحث بعد المقدّمة على فصل أوّل أبيّن فيه منهج الإمام في تناوله لموضوع المرأة، ثمّ في الفصل الثاني سوف أنقل وجهة نظر سماحته حول صلة المرأة بالمعنويّات، وفي الفصل الثالث رأيه حول موقع المرأة في المجتمع، وفي الفصل الرابع والأخير رأيه حول موقع المرأة في الأسرة، ثمّ أنهي البحث بخاتمة أضمّنها خلاصات واقتراحات.

نهاية تاريخ ونهاية أيديولوجيات

إن أول ما يثير الإنتباه في حوارنا هذا مع داعية نهاية التاريخ، البروفسور فرنسيس فوكوياما، هو ظاهر التحلل من الموقف التمامي الذي رافق أطروحتين شغلتا العالم،

المسلمون في الهند بين التهديدات والتأثير (4)

يحرص هذا البحث على تفصيل بعض موضوعات عقدية مشتركة بين الإسلام والهندوسية يمكن أن يسهم الاطلاع عليها في تعزيز

لا يوجد تعليقات

أكتب تعليقًا
لا يوجد تعليقات! تستطيع أن تكون الأوّل في التعليق على هذا المقال!

أكتب تعليقًا

<