ولادة الفلسفة

by جيورجيو كولي | يناير 13, 2016 4:50 م

ترجمة: عفيف عثمان

يشكل هذا الكتاب على صغر حجمه مادة علمية جديدة، تحاول التأسيس لتاريخ جديد للفلسفة، يفترق عن ما هو متعارف عليه وشائع، فالكاتب تقمص صورة الرسام، فنقل مشهدية الفلسفة من خلال ذوقه الخاص فرسم لوحته بحسب رؤيته. فهو عمل من خلال هذا الكتاب على تقويض ما هو سائد، ورفض القوالب الجاهزة، التي تؤخذ كمسلمات، وعمل على قلب رؤيتنا للفلسفة، فلم تعد تنتمي إلى العقلانية اليونانية، بل هي لا تمت بصلة لها، لأنّها أسست في معابد الآلهة وفي معارج الحكماء، وكانت عبارة عن كلام شفاهي، يحمل في طياته الإسرار، حتى إذا ما جاء أفلاطون نقلها إلى الكتابي وأعطاها شكلها الحالي، ثم تلاه أرسطو، وسار على خطاه، بل أنّه تقدم عليه بخطوة عندما وضع تاريخًا جديدًا للفلسفة، يبدأ مع الفلاسفة الطبيعيين، وهذا الاصطناع لتاريخ موهوم ضلل الأصول، وعمل على تعميتها، فوصفه تلاعب بالحقائق، لأنّ أولئك أصحاب نزعة باطنية أبولينية.

وهكذا، يحوّر “كولي” كل شيء، يرسم خريطة جديدة، بلغة سيالة وبسيطة ورشيقة، تنطلق من أفق علميّ متين، قد نتفق معه أو لا، ولكنّها تبقى قراءة محفزة، تطرح الكثير من الأسئلة، فما لامسه، قد يلتقي بما ورد في النصوص الفلسفية السائدة في التراث الإسلاميّ عن أصول دينية للفلسفة، وإن افترقا بالتفاصيل إلى حدّ الافتراق.

 ومعهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية إذ يضع بين يدي القارىء هذا الكتاب، يأمل أن ينال الاهتمام الذي يستحقه، ويكون محفزًا لنقاش فلسفيّ علميّ معمق. فهذا الكتاب عندما نشر في إيطاليا، وترجم إلى اللغات العالمية، كان موردًا لنقاش معمق بين المهتمين بالفكر الفلسفي.

تحميل المقدمة

تحميل الفهرس

 


اكتشاف المزيد من معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Source URL: https://maarefhekmiya.org/1777/%d9%88%d9%84%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%84%d8%b3%d9%81%d8%a9/