حرب من أجل المعنى
مسعى هذه الورقة، إجراء مقاربة أولية وإجمالية للحرب الأخيرة على لبنان، وهي تحاول الإضاءة على الجوانب الأساسية فيها: منها ما يتصل ببواعثها الإسرائيلية ومحل التقاطع والاشتراك مع البواعث الأميركية هذا يعني أنها حرب تدخل دخولًا بيِّنًا ضمن استراتيجية إسرائيلية أميركية مشتركة هدفها تغيير قواعد النظام السياسي والأمني على نحو أشمل وأوسع نطاقًا في لبنان وباتجاه ما عُرف بمشروع الشرق الأوسط الكبير.
– ومنها ما يتصل بطبيعة وماهية هذه الحرب بوصفها حربًا على المعنى، وحربًا من أجل المعنى، من وجهة نظر العقيدة السياسية والاستراتيجية الإسرائيلية.
– ومنها ثالثًا، ما يتصل بالحصيلة المباشرة للحرب عسكريًا وسياسيًا، والآثار التي ترتبت على الدولة الإسرائيلية إثر الإخفاق الذي مني به جيشها في ميدان المواجهة مع المقاومة.
– ومنها أخيرًا ما يتصل بتداعيات، ما بعد وقف العمليات إثر صدور قرار مجلس الأمن 1701، ومعنى هذا القرار لجهة كونه يعيد التأسيس لزمن جديد من الاضطراب والحروب المحتملة.
لو كان لنا من توصيف لحرب إسرائيل على لبنان لصحّ أن نقول إنها حرب المعنى. وحين يجري الكلام على الانتصار والهزيمة، والحياة والموت، لا يكون ذلك إلا لأن النفس السياسية الإسرائيلية بلغت حدودها القصوى من الشعور بعدم اليقين.
من هذه الحدود أمكن توصيف الحرب بأنها حرب المعنى. ذلك لا يدل بالقطع على أن الحروب التي خيضت ضدنا، وانقضت، هي حروب بلا معنى….تحميل المقال
المقالات المرتبطة
الجسد في الفلسفة الوجوديّة
ترى الفلسفة الوجوديّة في وجود الموجود عمليّة تحقّق مستمرّ، مسرحُها حضور الموجود في هذا العالم.
طيف أرسطو
حين يتواجد حكيم في مقهى عام، قد يواجه نوعًا من الأسئلة مختلفًا عما يعهده، من قبيل: لماذا لا يحضر الملك أو حاشيته إلى المقهى؟
الأسطورة واللغة الدينية
في البداية، سأميّز بين الأسطورة كتعبير عن الخبرة الدينية، وذهنية الأسطورة كموقف يتخذه الإنسان بمواجهة الحقيقة الدينية. سنعالج هنا الأسطورة في علاقتها مع اللغة الدينية.