التوحيد ومعرفة الإنسان… مقاربة معيارية للفكر الغربي المادي

التوحيد ومعرفة الإنسان… مقاربة معيارية للفكر الغربي المادي

نظرت المعارف الإنسانية المرتكزة إلى الفكر العلماني والمادي إلى واقع موضوعها، أي الإنسان، بشكل مجتزأ، فوقعت في الإختزال والتناقض الناشئ من التنوع الفوضوي، وانحرفت عن جادة الصواب باستنادها إلى معرفة ضئيلة وضبابية بأصل وحقيقة الموجود الإنساني. نجد هذا الإنحراف في الكثير من النظريات المادية، مطويًا عميقًا في الخلفية الفلسفية، الواعية أو اللاواعية، للكاتب بحيث يتعذر لعين الملاحظة السطحية أن تعثر على هذه الانحرافات. ثمة مشكلة في الجذر وسياق التفكير والمنظور العام التي تشكل أرضية هذه المعارف، ولا تقتصر المشكلة على الجزئيات. لدى النص العلماني مشكلة حادة مع الروحانية التي هي مشروع الدين، فعندما كان الدين هو المدخل الوحيد للمعرفة قبل التنوير، كانت المعرفة ذات بعد ومرتبة واحدة، وعندما جاء العلم ليفرض نفسه في أوروبا مصدرًا للمعرفة، حاول أن يظهر كمدخل وحيد للمعرفة، بديلًا عن الدين، لم يكن ممكنًا أن يكون هناك معركة هادئة، كانت معركة جذرية، لا بد فيها من غالب ومغلوب. بالإضافة إلى ذلك تم إخراج الدين من الحياة ككل، فلم تعد القضايا التي يعالجها الدين محل اهتمام. المقاربة العلمانية انقطعت عن الروحانية من أربع جوانب، فثمة قطع ثقافي حيث تشتغل في عالم لا يستخدم المقولات الثقافية الروحانية، وآخر فلسفي إذ تستند إلى رؤية كونية مادية مجتزأة، وكذلك هناك قطع روحي حيث تؤثر في الروح وتقطعها عن روحانيتها وذاتيتها، وأخيرًا نصل للقطع التطبيقي عندما تفرز برامج عمل تبعد الإنسان فردًا ومجتمعًا عن الروحانية.  تحميل البحث

 



تعليق واحد

أكتب تعليقًا

أكتب تعليقًا

<