by الشيخ الدكتور عاصم الكيالي | يونيو 2, 2016 8:04 ص
اختص الله تعالى الإنسان بالولاية، وهي القرب منه تعالى، فخلقه على صورته الكمالية بيدي الجلال والجمال، واستخلفه في الأرض وسخر له السماوات والأرض جميعاً؛ فكل إنسان ولي لله تعالى ولايةً عامة؛ لذلك يمده الله بنعمة الإمداد بعدما أمده بنعمة الإيجاد. ولهذه الولاية العامة الخاصة ببني آدم ولاية خاصة بمن أخرج منهم الكمالات الإلهية المنطوية فيه بالقوة بمقتضى قوله تعالى: )ونفخت فيه من روحي؛ وتحقق بها وصارت موجودة فيه بالفعل، وفق الناموس الإلهي الذي شرّعه الله تعالى لعباده المؤمنين على ألسنة رسله، ويسمى حينئذ ولياً لله ولاية خاصة، يُقصد بها ولاية مقام الإحسان، مقام “أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك” المشار إليها بقول الله تعالى: )ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب. وقوله تعالى في الحديث القدسي: “من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه”. وبقوله صلى الله عليه وسلم: “إن لله تسعة وتسعين اسماً، مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة”، وولاية الإحسان هذه أعلى من ولاية مقام الإيمان المشار إليها بقوله تعالى: [ألا إن أولياء الله لاخوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون]، وولاية مقام الإيمان هذه يدخل بها ولاية مقام الإسلام العامة الشاملة لأفراد المسلمين بمقتضى الإقرار بالشهادتين: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله والعمل بهما.
وعن هذه الولاية الخاصة سيكون موضوعنا الذي سنتحدث فيه. تحميل الدراسة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
Source URL: https://maarefhekmiya.org/4130/%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%84%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%84%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85%d9%8a/
Copyright ©2024 معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية unless otherwise noted.