by مجموعة من الباحثين | يونيو 14, 2016 10:57 ص
كلمة المعهد
تُطالع العالم الإسلاميّ، في كلّ يوم، طوارئ وحوادث تمسّ أركان وبُنى مرتكزاته الثقافيّة. وتتعدّد، بناءً لذلك، مساعي ذوي الشأن والاضطلاع – من علماء، ومفكّرين، وباحثين مسلمين – في تقويض هذه المعترضات والإجابة عن أحدث ما ينبت في الواقع الثقافيّ من إشكالات.
ولمّا كان الإمام عليّ الخامنئي – المرشد الأعلى للثورة الإسلاميّة في إيران – أحد أبرز المنظّرين للواقع الثقافيّ في العالم الإسلاميّ، من خلال آرائه وطروحاته التي يبثّها في خطبه، وكلماته، ورسائله، ونصوصه، كان لزامًا على من يبتغي إنصاف ذوي الحقّ الاطّلاع على هذه الطروحات بشكل جدّيّ ومدروس. ولمّا لم يكن قد صنّف – لأسباب تعود إلى اعتبارات تخفى في نفسه حفظه الله – طروحاته هذه في مؤلّفات تحمل اسمه، يعمد الباحثون اليوم إلى استيضاحها من خلال استقصاء كلماته، ومواقفه، وخطبه، في مختلف المحافل والمناسبات.
وفي هذا المجال، يلتزم معهد المعارف الحكميّة للدراسات الدينيّة والفلسفيّة مسؤوليّة بثّ طروحاته (الإمام الخامنئي) هذه في أساليب علميّة ممنهجة، وذلك من خلال ما يصدر من مؤلّفات بعنوان “سلسلة أدبيّات النهوض”، عبر تأليف الدراسات، أو استكتاب الباحثين، أو ترجمة الأبحاث المخطوطة باللغة الفارسيّة، بحيث تتناول إصدارات هذه السلسلة رؤى الإمام وأفكاره في موضوعات فكريّة مختلفة تتعدّد بتعدّد ميادين الثقافة والفكر في يومنا هذا.
ولعلّ ميدان الفكر السياسيّ وإشكالاته هو، من بين عموم الميادين الثقافيّة والفكريّة، أوّل ما يجب على أصحاب الباع والفكر في الإسلام التصدّي لمعالجته، وإبداء الوجهة الصحيحة التي قد تنتهجها الدول والمجتمعات الإسلاميّة في صدده، لما لذلك من إسهامٍ في تفعيل دورها الإنسانيّ في الواقع العالميّ المعيش، ودورٍ محوريٍّ في بلورة الأصول التأسيسيّة في سبيل بناء أمّة إسلاميّة تنتهج نهج النبيّ (ص) وآله الكرام (ع)، وحثٍّ بذلك على ترقّي هذه المجتمعات لما فيه صلاحها.
وفي خضمّ ما يحيط بالواقع الثقافيّ من اعتبارات، يأتي كتاب الفكر السياسيّ عند الإمام الخامنئي واحدًا في السلسلة المذكورة أعلاه، ويُدرِج، في ستّة مقالات، بعض الأسس الرؤيويّة للإمام الخامنئي فيما خصّ حقول الفكر السياسيّ. فيبدأ، في المقالة الأولى، باستعراض الفهم العمليّ لمفهوم الثقافة السياسيّة عند الإمام الخامنئي؛ متابعًا، في المقالتَين الثانية والثالثة، بتناول مباني الفلسفة السياسيّة عنده وقضاياها؛ معالجًا بعدها، في المقالة الرابعة، أبرز مبادئ الكلام السياسيّ عند الإمام، من خلال استقصاء بعض مفرداته من وجهة نظر الإمام؛ ثمّ محدّدًا، في المقالة الخامسة، إطار الكلام، ليخُصّ بالمعالجة موضوعة الولاية والتولّي في فهمه؛ ويُصارَ في الختام، في المقالة السادسة، إلى سردٍ لأبرز أبعاد وأسس المدرسة الفكريّة السياسيّة عند الإمام الخامنئي.
وفي الختام، لا تدّعي الجهة الناشرة أنّ الكتاب قد شمل في طيّاته كلّ مبادئ الفكر السياسيّ وأسُسِه عند الإمام الخامنئي، إلّا أنّها ترجو للكتاب هذا فوائدَ جمّةً في سبيل ازدهار الحالة الثقافيّة الإسلاميّة؛ فوائدَ ليس أقلّها حثّ ذوي الرؤية على دراسة أفكار الرجل دراسةً جدّيّةً، بالنظر إليه كمفكّر ومنظّر فذّ، بعيدًا عن أيّ اعتبارات عاطفيّة أو معنويّة.
والله من وراء القصد
معهد المعارف الحكميّة
حسين السعلوك
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
Source URL: https://maarefhekmiya.org/4329/%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%83%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%91-%d8%b9%d9%86%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%85%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%a7%d9%85%d9%86%d8%a6%d9%8a/
Copyright ©2024 معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية unless otherwise noted.