بداية الحكمة- المرحلة الخامسة- الدرس الثاني

الفصل الثالث: في معنى الذاتيّ والعرضيّ

الذاتيّات: هي المعاني المعتبرة في الماهيّات المأخوذة في حدودها، وهي التي ترتفع الماهيّة بارتفاعها.

العرضيّات:  لا تتقوّم الماهيّة بها، وتسمّى بالعرضيّات المحمولة ومنها:

  • محمولات بالضميمة: يتوقّف انتزاعها وحملها على انضمام سمّيت كانتزاع الحار وحملها على الجسم من انضمام الحرارة إليه،
  • الخارج المحمول كالعالي والسافل.

يتميّز الذاتيّ من غيره بوجوه تعدّ من خواصّه:

  • الذاتيّات بينةٌ، واضحة، لا تحتاج في ثبوتها لذي الذاتيّ إلى وسط.
  • غنيّة عن السبب، لا تحتاج إلى سبب وراء سبب ذي الذاتيّ فعلّة وجود الماهيّة بعينها علّة أجزائها الذاتيّة.
  • الأجزاء الذاتيّة متقدّمة على ذي الذاتيّ.

الفصل الرابع: في الجنس والفصل والنوع وبعض ما يلحق بذلك

النوع: هو الماهيّة التامّة التي لها آثار خاصّة حقيقيّة من حيث تمامها كالإنسان.

الجنس: هو الجزء المشترك كالحيوان المشترك بين الإنسان والفرس. وتسمّى مادّة بلاظ الخارج وجنسًا بلحاظ الذهن.

الفصل: هو الجزء المختصّ كالناطق المختصّ بالإنسان. ويسمّى صورة بلحاظ الخارج وفصلًا بلحاظ الذهن.

وينقسم الجنس والفصل إلى قريب وبعيد؛ وأيضًا ينقسم الجنس والنوع إلى عالٍ ومتوسّط وسافلٍ.

بعض ما يلحق بما تقدّم:

  • الجنس هو النوع مبهمًا، والفصل هو النوع محصّلًا، والنوع هو الماهيّة التامّة من غير نظر إلى إبهام أو تحصيل.
  • إنّ كلًا من الجنس والفصل محمول على النوع حملًا أوليًّا؛ وأمّا النسبة بينهما أنفسهما فالجنس عرضٌ عام بالنسبة إلى الفصل، والفصل خاصّة بالنسبة إليه.
  • إنّ من الممتنع أنّ يتحقّق جنسان في مرتبة واحدة لأنّهم يتحقّقا بالمرتبة الطوليّة، وكذا فصلان في مرتبة واحدة، لنوع لاستلزام ذلك كون نوع واحد نوعين.
  • إنّ الجنس والمادّة متّحدان ذاتًا، مختلفان اعتبارًا، فالمادّة إذا أخذت لا بشرط كانت جنسًا، كما أنّ الجنس إذا أخذ بشرط لا كان مادّة، وكذا الصورة فصلٌ إذا أخذت لا بشرط، كما أنّ الفصل صورة إذا أخذ بشرط لا.


لا يوجد تعليقات

أكتب تعليقًا
لا يوجد تعليقات! تستطيع أن تكون الأوّل في التعليق على هذا المقال!

أكتب تعليقًا

<