by السيّد محمّد محمود مرتضى | سبتمبر 28, 2015 9:05 ص
لمّا كان للخلقة غاية، وهي العبادة، فإنّ الهداية، ولا بدّ، ملازمة للخلقة. ويرى العلّامة الطباطبائي أنّ الهدايتين، الفطريّة والعقليّة، لا تستغنيان عن الهداية النبويّة، أي الوحي. والوحي عنده شأن تكوينيّ، فهو مصون بالتالي عن أيّ تغيّر “ماهويّ” – نزولًا وتبليغًا – كما هي عادة كلّ شأن تكوينيّ. إلّا أنّ الوحي يظلّ، بنظر العلّامة، أمرًا معرفيًّا، فهو أداة معرفيّة حينًا، ونوع معرفيّ حينًا آخر. وإذا كانت كلّ معرفة متشكّلةً بحسب السياقات البشريّة فإنّ الوحي، بدوره، يتغيّر. إلّا أنّ العلامة يسم هذا التغيّر بـ”المجازيّ”، إذ لا يطال مضمونَ الوحي بمقدار ما يطال صورته وشكله، ما يفسّر الاختلاف الذي نجده في الشرائع.
إنّ أيّ إنسان ينتسب إلى دين سماويّ، لا بدّ وأن يؤمن بالوحي، لأنّه يشكّل ركنًا أساسًا تُبنى عليه هذه الديانات. فبدون التسليم بظاهرة الوحي لا يمكننا الركون إلى أنّ ما جاء به الأنبياء هو من عند الله.
ومع ذلك، فإنّ العلماء المسلمين قد قاربوا قضيّة الوحي كلّ تبعًا لمبانيه الفكريّة، بين واقف عند ظاهر النصّ القرآنيّ، وبين فلاسفة ربطوا الوحي بالاتّصال بما يسمّى “العقل الفعّال”، أو “العقل المستفاد”، وهكذا.
سنسعى، هنا، إلى إلقاء نظرة على ظاهرة الوحي عند العلّامة الطباطبائي، الذي جمع بين العلوم العقليّة والدراسات القرآنيّة. وعلى أيّ حال، فإنّ السؤال الذي سنجيب عليه في بحثنا هذا هو: كيف عالج العلّامة الطباطبائي ظاهرة الوحي، وما هي نظريّته في هذه القضيّة؟…تحميل البحث
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
Source URL: https://maarefhekmiya.org/584/%d8%a5%d8%a8%d8%b3%d8%aa%d9%85%d9%88%d9%84%d9%88%d8%ac%d9%8a%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%ad%d9%8a-%d8%b9%d9%86%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%84%d9%91%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d8%a8%d8%a7/
Copyright ©2024 معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية unless otherwise noted.