by الشيخ شفيق جرادي | أغسطس 5, 2016 6:28 ص
هل يمكن لنا أن نعصرن الإيمان الدينيّ؟
هناك من يفترض أن الإيمان هو ذاك الكهف الإلهيّ السرمدي القابع هنا في صدر كل إنسان وفي روحه، وهو لا يقبل أي تبدّل أو تحوُّل. وبالتالي، فإن ما نشهده من صنوف تأثير الزمن على أشكال الالتزامات الدينية وشعائرياتها لا علاقة له أو مدخلية في حقيقة الإيمان.
هذا في الوقت الذي يذهب فيه آخرون إلى أن الإيمان ليس حقيقة موضوعية قائمة بالذات، بل هو مجرّد نزوع ورغبة إنسانية تمثل ذاك الجنوح نحو أمر ما متعال وخلّاق ومتكامل، وهو جنوح نحتاجه كتعويض عن محدودية بشريتنا، لذا تقوم هذه الذات البشرية بخلق صورة تضفي عليها مواصفات منها، وتُلبسها لبوس الكمالات لما تعتقده كمالًا لا تصل هي إليه، ثم تطرحه أحيانًا عبر وسيط اسمه الأسطورة أو وسيط اسمه الدين. وليس خلف هذه الوسائط إلا رغبات وأوهام وتصورات بشرية، وما هي إلا تعبير عن نقص، من هنا صحّ للإنسان أن يولّد الكامل بحسب تغيّرات واقعه الزمني، بل وصحّ له أن يعصرن إيمانه حسب طبيعة اللحظة التي يعاصرها هذا الإنسان.
وإذا كان المنحى الأول يمثّل اتجاه الإيمان الديني الاعتقادي، فإن المنحى الثاني إنما هو التعبير الأصرح عن رمزية الإيمان ولا دينيته. إنه إيمانٌ يعبِّر عن نفسه بثقافة التكاسل والخيبة والتشرنق في هذا العالم. إلّا أنه بحسب النحو الثاني فإن المعاصرة للإيمان واقعة لا ريب فيها، لكنها تعبّر عن إيمان فيه الخصائص التالي:
يبقى أن نسأل ونستطلع إمكانية المعاصرة لاتجاه الإيمان الديني العقائدي، وما معنى المعاصرة التي يقرها هذا الاتجاه؟
هذا ما سنثيره في وقت آخر، إذ ما زال للحديث صلة…
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
Source URL: https://maarefhekmiya.org/6967/%d8%b9%d8%b5%d8%b1%d9%86%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86/
Copyright ©2024 معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية unless otherwise noted.