by الشيخ حسن بدران | أغسطس 11, 2016 11:03 ص
إنّ طرق الاستدلال الكلاميّ متنوّعة، لا تنحصر من حيث الصورة أو المادّة في طريق خاصّ معيّن. وتتنوّع هذه الطرق بتنوّع الغاية من هذا العلم، ففيما كانت الغاية منه هي معرفة الله معرفةً يقينيّةً بالتحقيق، أو كانت الغاية منه إثبات موضوعات سائر العلوم، فيجب أن يكون طريق الاستدلال ممّا يفيد اليقين. وذلك بأن يكون طريق الاستدلال هو الاستدلال المباشر، أو القياس، أو الاستقراء المعلّل – من حيث الصورة –، والبرهان فحسب – من حيث المادة -.
وأمّا إذا كانت الغاية من الكلام إرشاد المسترشدين وإلزام المعاندين، أو كانت هي الذبّ عن الأصول والعقائد الدينيّة، فيجوز استعمال جميع طرق الاستدلال. وبعبارة ثانية، يجوز التوسّل بكلّ ما ينفع في تحصيل الغرض وتأدية المطلوب من طرق الاستدلال، فيُلجأ إلى الطرق التي تتناسب مع أوضاع المخاطبين الفكريّة والروحيّة وظروف الزمان والمكان التي تحيط بهم، فقد لا ينفع استعمال البرهان في بعض الموارد التي يكون الجدل والخطابة أكثر نفعًا وجدوائيًّة فيها. وكذلك لا ينفع استعمال القياس في بعض الموارد التي يحسن عندها في الوصول إلى المطلوب استعمال التمثيل أو الاستقراء مثلًا.
ويتّضح بما تقدّم أنّ طرق الاستدلال الكلاميّة لا تنحصر في الجدل، لعدم جواز استعمال الجدل في مورد معرفة الله تحقيقًا أو في مورد إثبات موضوعات سائر العلوم الدينيّة، ولعدم انحصار طرق الاستدلال بالجدل في مورد إرشاد المسترشدين وإلزام المعاندين، أو في مورد الذبّ عن الأصول والعقائد الدينيّة .
وعليه، فالمنهج المتّبع عندهم يشمل كل من:
منهج الدعوة في القرآن الكريم تحميل البحث
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
Source URL: https://maarefhekmiya.org/7585/%d9%85%d9%86%d9%87%d8%ac-%d8%b9%d9%84%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%84%d8%a7%d9%85/
Copyright ©2024 معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية unless otherwise noted.