by الشيخ شفيق جرادي | يناير 13, 2017 9:49 ص
تقوم فكرة معيارية العدالة على مرتكزات ثلاث:
أولها: تحديد معنى القيم كالعدالة، وكيف يمكن، ومتى يمكن اعتبارها معيارية؟ ثم الانشغال بترابط مجال القيم الإسلامية بالعدالة، وعلى أي أساس اعتبرناها معيارية في البناء الحضاري، بعد تأكيد معياريتها في البناء المجتمعي، وهذا على المستوى الإسلامي لا بدّ أن ينطلق من محورية العدالة في تهذيب الذات، والنفس الإنسانية. إذ تمثّل الذات الإنسانية في فرديتها ركيزة كل بناء يتمثّل بالنشاط الإنساني المجتمعي منه أو الحضاري.
ثانيها: التفريق بين معنى “حضارة” و”الحضارة”؛ إذ باتت الدراسات المعاصرة تتحدث عن أن كلّ زمن يمثّل فرادة حضارية خاصة، وهو الذي نسميه بالحضارة مع “ال” التعريف كأنما هي في قيمتها وسياساتها وعلومها تمثّل روح هذا العصر أو ذاك.
في الوقت الذي لا ننفي فيه وجود حضارات بما هي أمم وشعوب. إلا أنها حضارات غير سيادية؛ لكن يبقى السؤال الذي يحتاج إلى إجابة أن الحضارات بما هي قابلة للولادة والهرم والموت، هل يمكن لها بعد هرمها أن تعود لتسود من جديد في أي عصر من العصور الآتية؟
وهنا بالنسبة للحضارة الإسلامية هل ما زالت الحاجة إليها قائمة؟ وهل يمكن للحضارة الإسلامية أن تستعيد سيادتها يومًا؟
ثالثًا: هل بإمكاننا أن نجد ونتلمّس وجه العدالة في الحضارات الفاعلة بعالم البيوم؟ وفي العلاقات الدولية؟ أم أن العدالة الحضارية هي الفرادة الخاصة للإسلام والمسلمين؟
وعليه، فإن الحاجة للإسلام الحضاري ما زالت قائمة كحاجة معاصرة اليوم. وكيف هو المشهد الدولي المعاصر اليوم أمام تطلعات عالم المسلمين نحو بناء حضارتهم العادلة، بل بناء الحضارة العادلة؟
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
Source URL: https://maarefhekmiya.org/8569/%d9%85%d8%b9%d9%8a%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%af%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b6%d8%a7%d8%b1%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a7/
Copyright ©2024 معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية unless otherwise noted.