by الشيخ شفيق جرادي | مايو 31, 2018 7:26 ص
إنّ الزمن هو سيرٌ من الأحداث التي تقع في حياة الإنسان، لتثمر هويته في خصائص شخصيّته وموقعه ودوره، بل والمصير الذي سيؤول إليه.. وإذا كان للزمن مثل هذه الأهميّة.. فإنّ الزمن الأهمّ هو ذاك الزمن الأفعل والأقدس الذي أسماه رسول الله محمّد (ص): “شهر الله” والذي حدث عنه (ص) قائلًا: “شهر هو عند الله أفضل الشهور، وأيّامه أفضل الأيام ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات”… وبسبب هذا الفضل الأفضل الذي خصَّ الله فيه شهر رمضان، فلقد جعله موردًا لرزق إلهيّ استثنائيّ ” هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله، وجعلتم فيه من أهل كرامة الله”.. فالناس هنا مع هذا الزمن الأقدس هم ضيوف وافدون على الله، مكرَّمون في محضر قدسه سبحانه..
لذا فإنّ على الصائم العابد في شهر رمضان المبارك أن يستشعر أحاسيس وعواطف إضافيّة، تنبع من خصوصيّة وجدانه الإيمانيّ الذي سيجد مع الزمن الرمضانيّ نفحات وهبات رحمانيّة استثنائيّة تدفع به ليُرسخ شخصيّة متعدّدة القيم الفاعلة في حياته الروحيّة. ومن تلك القيم:
بل وليزيد في الإحسان فيحوّله إلى وعد قاطع بالجزاء الوفير ” ظهوركم ثقيلة من أوزانكم فخفّفوا عنها بطول سجودكم، واعلموا أنّ الله تعالى ذكره أقسم بعزّته أن لا يعذّب المصلّين والساجدين، وأن لا يروّعهم في النار يوم يقوم الناس لربّ العالمين” والملفت هنا هو توجيه وعي الصائم إلى حقيقة المغفرة الإلهيّة بكلمة “واعلموا..” إشارة إلى ضرورة التيقّن والثقة بالله وبوعده سبحانه.
وقد ورد في نصّ الحديث الشريف أنّ الله ينظر في هذه الأوقات إلى عباده بالرحمة، فإنّها غاية مقصد كلّ تائب…
“فيما تقضي وتقدّر من الأمر المحتوم، وفيما تفرق من الأمر الحكيم في ليلة القدر أن تجعلني من حجّاج بيتك الحرام المبرور حجّهم المشكور سعيهم المغفور ذنوبهم”.
وأن يقع الدعاء الصادح بالرغبة في الحجّ بليلة القدر لعظمة المطلب وخطورة شأنه.. وهنا نشير إلى ما يلفت إليه بعض أهل المعرفة أنّ الداعي بشهر رمضان ربّه ليوفّقه إلى الحجّ، قد يشعر في أثناء دعائه لذّة المناجاة وقرب الاستجابة إذا صدق النيّة..
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
Source URL: https://maarefhekmiya.org/9251/%d8%aa%d9%83%d8%a7%d9%85%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%81%d8%b3-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%b4%d9%87%d8%b1-%d8%b1%d9%85%d8%b6%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%ac%d9%91/
Copyright ©2024 معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية unless otherwise noted.