المحاضرة السادسة- وجوه مستبشرة

تناول سماحة الشيخ شفيق جرادي في اليوم السادس من سلسلة المحاضرات العاشورائية موضوع اليأس الاجتماعي، مشيرًا إلى أن منشأ اليأس الحاصل بمجتمعاتنا اليوم أننا نساء ورجال راهنا على غير الله، وأصبحت ثقتنا ومعتمدنا على غير الله. ثقتنا بينت على غير الله، بل بنيت على الدنيا وحب الدنيا، لذلك انتكسنا أفرادًا ومجتمعات.

ولفت سماحته، إلى مفاهيم صيغت بطريقة خاطئة، فلو عملنا قليلًا على تصحيح هذه المفاهيم لاستطعنا الخروج من كثير من الأزمات.

ورأى سماحته، أن الأنا التي يعيشها بعض المؤمنين وخاصة على المستوى العبادي والإيماني توصله إلى الخسارة.

واعتبر سماحته، أن الغيبة هي نقد لاذع تكون نتيجة عقدة نقص عند الآخرين ففي هذا المورد ينبغي أن نتربى على ترك هذا البعد النفسي.

ولفت سماحته، أنه لا يمكن أن نعقل دنيا بدون مصائب وابتلاءات، فالقلب إذا أصبح معلقًا بمصدر القوة الذي هو الله، ستهون عليه كل المصائب والمصاعب، هذه هو الأمن الروحي، “هون ما نزل بي أنه بعين الله”.

وأشار سماحته، أنه من الأشكال الاجتماعية التي تصيبنا، أن الناس لا تعد تثق ببعضها. وهذا ناتج، إما عن فقدان الثقة بالناس، أو بفقدان الثقة بمن ينتمي إليهم من أهله وبيئته والدين الذي ينتمي إليه.

ونبه سماحته، من عدم الوقوع بفخ عدم الثقة بمن يحيطون بك.

وبخصوص أزمة الأسرة، أكد سماحته إلى أنه أذا صلحت العائلات صلح كل هذا العالم.

وأشار سماحته، إلى ترابط العائلة في الماضي، أما اليوم فتأثير المدارس والإعلام غيّروا كثيرًا من المفاهيم والتي للأسف مبينة على الخطأ، وإلى مفاهيم دينية مبنية على الخطأ فلو صوّبت لتمت معالجة كثير من المشاكل.

وألمح سماحته إلى العلاقة بين الأم والأب، من خلال الرواية: “جهاد المرأة حسن التبعل”. موضحًا سماحته إلى أن حسن التبعل يعني قدرة المرأة على إدارة الجانب الإداري والديني وضبط البعد الأخلاقي في المنزل، بمن فيهم الأب والأولاد. حسن التبعل يعني أن تعين المرأة الرجل على دينه وعلى مصاعب الحياة. وأن تعين المرأة نفسها بأن تبقى شاكرة لله. حسن التبعل هو تماسك الأسرة الرجل والمرأة

واعتبر سماحته، أن أعظم العبادات الأسرية هي توفر عامل الأمن الروحي والاستقرار الاجتماعي في المنزل.

ورأى سماحته أننا اليوم ندفع ثمن الوقوع في اليأس الاجتماعي لأننا نبذنا الكثير من قيم العلاقة الأسرية التي كانت تربط مجتمعاتنا، وأصبح سائدًا عادات لا دينية، وسادت عادات القيم العلمانية في بيئتنا ومجتمعاتنا أبعدتنا عن الحلول المرتبطة بالعائلة.

وختم سماحة الشيخ شفيق جرادي محاضرته بالقول: إن الحل هو أن نعود إلى أسرة رسول الله (ص) الأسرة التي تربى عليها علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام. لافتًا إلى أن هذه الأسرة استمرت لتكون معلمًا لكل من جاء بعد النبي محمد.


لا يوجد تعليقات

أكتب تعليقًا
لا يوجد تعليقات! تستطيع أن تكون الأوّل في التعليق على هذا المقال!

أكتب تعليقًا

<