أثر القيم العاشورائية على حركات المقاومة

2/10/2019

 

أقام معهد المعارف الحكمية (هيئة أحيوا أمرنا) محاضرة ضمن سلسلة المحاضرات التي يعقدها المعهد حتى الأربعين، وكانت بعنوان: أثر القيم العاشورائية على حركات المقاومة، حاضر فيها الدكتور عبد الحليم فضل الله، حيث تطرّق في حديثه إلى أن واحدة من أهداف معظم الثورات حتى الحميدة منها، هو الوصول إلى السلطة، لكن الثورة الحسينية  لم يكن الهدف منها هو الوصول إلى السلطة، مع العلم أن الإمام الحسين لو أراد السلطة لوصل إليها.

ولفت فضل الله إلى أن خروج الحسين عليه السلام كان لعلمه بأن الدين والأمة والدولة أصبحوا في خطر.

وأشار فضل الله أن الإمام الحسين عليه السلام منذ أن خرج كان السيف في يد، والكلمة في يده الأخرى، حيث كان في حوار دائم مع أعدائه، وكان هناك جدل دائم معهم، فربط الاستشهاد مع المحاججة.

وأوضح فضل الله أن بنو أمية أعادوا إحياء القبلية والعصبية، وعملوا على تغذيتها وإلا لما استطاعوا تثبيت حكمهم وبناء أسس متينة لدولتهم.

ورأى فضل الله إلى أن خروج الإمام الحسين كان لأسباب عدة منها:

  1. الدفاع عن قيم الدين، فالإمام عليه السلام يصف يزيد بالفاجر وشارب الخمر وقاتل النفس المحترمة. لذا، خرج الإمام عليه السلام لإظهار الدين بالدفاع عن القيم والعقيدة، وبالدفاع عن الدولة ومشروعية الدولة، وبالدفاع عن علاقة الدولة بالأمة.
  2. إصلاح البلاد وإصلاح العباد، وذلك بنشر الأمن والعدل وتوزيع الفيء بطريقة عادلة.
  3. إصلاح الأمة، فالملاحظ بثورة الحسين عليه السلام أنه لم يتوجه إلى خاصة الشيعة، ولا إلى أتباعه ومحبيه ومريديه فقط، بل هو توجه إلى كل الأمة، وآمن بوحدة الأمة على الرغم من اختلافها، فكان في جيشه المولى والعبد، وكان الموالي والعثماني.
  4. إصلاح الفرد؛ الفرد الذي خرج مع الحسين عليه السلام هو الفرد المسؤول عن أفعاله والطليعي، وليس المسير، الفرد الذي يقرر ويُترك إليه التمييز بين الحق والباطل، فمن خرج مع الحسين خرجوا أفرادًا ولم يكونوا جماعات، بعضهم انفصل عن قبيلته، وبعضهم خرج عن من يشترك معهم بالعقيدة.
  5. إصلاح أمر الجهاد، الحسين عليه السلام خرج أيضًا لإصلاح أمر الجهاد، الجهاد لا يكون عشوائيًّا وليس للقتل فقط، فالاستشهاد في سبيل الله له شروطه، وضوابطه وأهدافه، للجهاد قيمه وهي نفسها قيم الإسلام.

واعتبر فضل الله، أن ثورة كربلاء بأبعادها المتعددة هي نفس طريق ومشروع المقاومة، وخاصة الإسلامية؛ فهي لم تطلب السلطة، بل خرجت لإصلاح الدين، وهي تقدم الإسلام بصورته النقية.

وأشار فضل الله إلى أن المقاومة من أول ما بدأت في لبنان كانت فكرة الأمة حاضرة في وجدانها فلم تميز بين منطقة وأخرى، ولا بين جماعة وجماعة، سواء في لبنان أو في سوريا، بل نظرت إلى الأمة على أنها موحدة.

واعتبر فضل الله أن واحدة من أهداف المقاومة عندما جاهدت ضد التكفيريين، هو رفض تقديم الدين كما حاول هؤلاء تقديمه.

ورأى فضل الله، أن الدين مع الثورة الإسلامية في إيران ومع المقاومة الإسلامية في لبنان هو نهضة للتغيير، ووسيلة للتغيير وإلى نقل الشعوب من رتبة إلى رتبة أخرى، ومن خانة الخضوع إلى خانة العز.

وأشار فضل الله إلى أن واحدة من أركان مشروع المقاومة الإسلامية هو التمسك بالوحدة الإسلامية.

وأضاف فضل الله، إلى أن من أهداف المقاومة هو إصلاح الفرد، فلم تلعب على وتر العصبيات والقبائل والمناطق، بل خاطبت المقاومة الفرد كفرد. ومن أهدافها أيضًا إصلاح أمر الجهاد مع الالتزام بأقصى القيم الإسلامية، حيث الهدف الأساس هو تقديم الإسلام بطريقة صحيحة.

وختم الدكتور عبد الحليم فضل الله محاضرته بالقول: إن المقاومة الإسلامية في لبنان تريد أن تقدم هذا الإسلام وتستلهم من عاشوراء الدروس في سبيل تحقيق الأهداف النبيلة.


لا يوجد تعليقات

أكتب تعليقًا
لا يوجد تعليقات! تستطيع أن تكون الأوّل في التعليق على هذا المقال!

أكتب تعليقًا

<