by معهد المعارف الحكميّة | ديسمبر 4, 2019 1:40 م
المؤتمر الرابع للتجديد والاجتهاد الفكري عند الإمام الخامنئي (دام ظله)
التربية والتعليم
2020
تسويغ
التربية والتعليم، مفردتان حملتا مثاقيل كبيرة من دلالات الثقافة، والبناء الحضاري، والنواظم المؤسساتية؛ المجتمعية والحكومية، بل إنهما تعبيران منغمسان في أقسى جدلية شهدها التاريخ هي سرديات الدين والعلمنة المتمحورة حول “الإنسان”.
ومنذ سقوط الدولة العثمانية وبدايات الغزو الاستكباري لمنطقة العالم الإسلامي، كان للتربية والتعليم الدور الريادي في علمنة دول ومجتمعات المنطقة العربية والإسلامية. وقد برزت شخصيات ومناهج وسياسات وأطروحات كثيرة وواسعة في جدلية الدين والعلمنة على صعيد إحداث التحولات الجذرية للاجتماع الإسلامي – العربي في كافة مديات العالم الإسلامي والعربي.
وإذا كانت بعض المؤسّسات البحثية والحركات الإسلامية قد ساهمت مساهمات جدّية في إغناء إشكاليات التربية والتعليم. فإن نجاح الثورة الإسلامية بإقامة دولة إسلامية في إيران بقيادة عالم، فقيه، عارف هو الإمام الخميني (قده)، شكّلت منعطفًا ثوريًّا عميقًا في مواجهة إشكالية الاصطراع الديني- العلماني على صعيد التربية والتعليم.
وهو الذي بلغ مرحلة متقدّمة مع توجيهات وتنظيرات الإمام الخامنئي، الذي أشرف وصادق على وثيقة التحول التربوي المبتنية على الركائز والاستهدافات الإسلامية، بحيث إن القائد الخامنئي ينقل عن مؤسِّس الجمهورية الإسلامية قوله: “إن التسامح والتساهل في التعليم والتربية هو خيانة للإسلام والجمهورية الإسلامية والاستقلال الثقافي للشعب والبلد”.
بناءً عليه، فقد أكّد الإمام الخامنئي، على:
أولًا: “إن مسألة الثقافة والتربية والتعليم هي المسألة الأولى في نظامنا، وعلى المدى الطويل لا شيء يوازي التعليم والتربية أهمية. وأن دور المعلّم والمربّي في مجتمعنا هو دور من الطراز الأول، وفي الحقيقة، إن خندق محاربة الكفر والظلم والاستكبار العالمي والقوى السياسية الشيطانية في العالم هو خندق المدرسة والتربية والتعليم والثقافة نفسه”.
ثانيًا: “الثورة حادثة تقع في منطقة العالم وتُظهر آثارًا إعجازية. وبقاء بركات هذه الحادثة واستمرارها يرتبط بنحو مباشر وشديد بتربية الناس”.
ثالثًا: “بناءً على هذا، فالتربية والتعليم محتاج إلى التحول والتطور، كسائر مجالات الحياة المختلفة”
رابعًا: “مسألة الدين في الجامعات، والمقصود هنا هو الدين بمعنى التدين”.
انطلاقًا من ذلك، فإن للتربية والتعليم أهمية وجودية على مستوى أصل الهوية الإسلامية أو هوية الثورة الإسلامية، إن من حيث الانطلاق أو الاستمرار. ومرجع هذه الأهمية إنما يعود لعميق الدور الذي تشكله التربية والتعليم في بناء الإنسان وكمالاته.
مع الإشارة إلى أن فلسفة التربية والتعليم وبناءاتها المنهجية إنما تعود لأصالة المرجعيات الإسلامية ومقاصدها من جهة، وإلى الابتكار المبدع والمرن في فهم ووعي تحولات العملية التربوية والتعليمية من جهة أخرى.
بناء عليه فإن محاور المعالجة التي سيسلكها هذا المؤتمر هي:
ج . المحو الثالث: التربية والتعليم: رؤى وتجارب:
معهد المعارف الحكميّة للدراسات الدينيّة والفلسفيّة
مؤتمر التجديد والاجتهاد الفكريّ
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
Source URL: https://maarefhekmiya.org/9952/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%aa%d9%85%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%a8%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%ac%d8%af%d9%8a%d8%af-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%ac%d8%aa/
Copyright ©2024 معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية unless otherwise noted.