مالك يوم الدين ومَلِكِ يومِ الدين

by فاطمة عبد الله | أبريل 28, 2025 12:56 م

دراسة تحليلية لغوية وعقدية

المقدمة

تعتبر القراءات القرآنية جزءًا أصيلًا من التنوع اللغوي في النص القرآني، وهي تعكس دلالات متعدّدة تثري المعنى دون أن تؤدي إلى تناقض. ومن أبرز الاختلافات القرائية في القرآن الكريم ما ورد في سورة الفاتحة في قوله تعالى:

﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ و*﴿مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾.

وهاتان القراءتان متواترتان عن النبي (ص)، ولكل منهما دلالة خاصة تتكامل مع الأخرى. في هذه الدراسة، نناقش المعنى الدقيق لكل قراءة، وأثر الترتيب الزمني للأحداث (قبل يوم القيامة وبعده) في فهم هاتين الدلالتين.

أولًا: التحليل اللغوي.

  1. مالك يوم الدين:
  1. ملك يوم الدين:

ثانيًا: البعد العقدي والزمني.

عند النظر إلى العلاقة بين الزمن والمعنى، يمكننا تقديم طرح جديد وهو أن:

ثالثًا: تكامل القراءتين.

إن الاختلاف بين القراءتين ليس تعارضًا، بل هو تكامل في المعنى، فالله سبحانه وتعالى مالكٌ ليوم الدين قبل أن يأتي، لأنه يملك علمه وتوقيته، وملكٌ له بعد وقوعه وظهور سلطانه التام. وهذا يُظهر ثراء النص القرآني وإعجازه في التعبير عن الحقيقة الزمنية والعقدية في آنٍ واحد.

الخاتمة

يُظهر التعدد القرائي في القرآن الكريم عمقًا دلاليًّا غنيًّا، وفي حالة “مالك يوم الدين”، و”ملك يوم الدين” نجد أن المعنى يتدرج وفق الزمن بين الملكية والتصرف المطلق قبل القيامة، والسيادة المطلقة عند وقوعها. وبما أن يوم القيامة موعده غيبيٌّ لا يعلمه إلا الله، فإنه يكون “مالكًا ليوم الدين” من حيث توقيته وحتميته، و”ملكًا ليوم الدين” عند وقوعه، حين تتجلى قدرته المطلقة على الخلق جميعًا.

وهذا يؤكد أن القرآن الكريم معجز في صياغته، بحيث تستوعب كلماته دقائق المعاني التي تتجلى مع التأمل والتدبر.


اكتشاف المزيد من معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Source URL: https://maarefhekmiya.org/day-of-judgment/