أخلاقيات التولي والتبري جهاد البصيرة والثبات- المحاضرة الأولى


افتتح معهد المعارف الحكمية يوم الأربعاء الواقع فيه 5-2-2020 سلسلة محاضرات لسماحة الشيخ شفيق جرادي تتمحور حول موضوع: “أخلاقيات التولي والتبري جهاد البصيرة والثبات“، حيث تطرق سماحته إلى أن هناك اتجاه معاصر من يعتبر الأخلاق بأنها مجموعة من القيم والمبادئ التي يمكن للأمم أن تحملها وتستند إليها.

كما أشار سماحته إلى أن هناك من يعتبر أن هناك مسائل ليست قيمًا عامة، بل هناك مسائل لها علاقة بتفاصيل حياتنا اليومية. لافتًا إلى أن الأفكار المعاصرة تحاول التمييز بين الأخلاق بما هي مبادئ عامة، وبين تصرفات المرء التي يقوم بها. لكن عموم المسلمين يعتبرون هذه التصرفات هي انعكاس للأخلاقيات.

وتطرق سماحته إلى مستويين من الناس: مستوى من يؤمن بالله واليوم الآخر، ومستوى لا يؤمن بالله ولا باليوم الأخر.

وحول ما هو دور الدين في المسألة الأخلاقية، أشار سماحته إلى أن الموضوع الأخلاقي يتكون عند الناس بحياتهم وقابليتهم، والأخلاق أمر طبيعي، إلا أن الدين يأتي ليربي هذه الأخلاق، وليحفظها ويطوعها بطريقة منظمة.

ولفت سماحته إلى أن المسائل الأخلاقية هي ما يصح في حقها أن هذا فعل حسن وهذا فعل قبيح، وهذا فعل ممدوح، وهذا فعل غير ممدوح، كل هذه المسائل يمكن أن نسميها بمسائل أخلاقية، وأن الشريعة الإسلامية رتبت القابليات عند الناس.

ورأى سماحته أن هناك أمور نسميها معرفة بالانطباعات الموجودة لدينا ونعيشها.

أما ما هي الأمور التي تبحث بها المسائل الأخلاقية، فهي:

  1. المسائل الأخلاقية تبحث في ما تنطوي عليه أنفسنا.
  2. تبحث في ما يتعلق بصالح الناس.
  3. لا يمكن أن أتحدث عن أخلاق سواء بإيجابية أو سلبية إذا لم تنعكس على السلوك.
  4. عند البحث بالمسائل الأخلاقية يحب أن نرى ثمارها في سلوكنا وأفعالنا.

 

واعتبر سماحته، أن الأخلاق قابلة لأن تنمو وتتطور، والدليل على ذلك ما ورد في القرآن الكريم من حثٍ على تزكية النفس والتربية التي تستهدف البعد الطاهر في تربية النفس.

أما كيف يتعاطى الجانب الإسلامي مع موضوع الأخلاق، فلفت سماحته إلى أن الجميع يستند بذلك إلى قول النبي (ص): “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”.

وأشار سماحته إلى أنه ومنذ أن غُزينا في مرحلة الدولة الإسلامية أو مرحلة انهيار الدولة الإسلامية، تربينا على أساس أن نفهم الإسلام بالطريق التي رسمها لنا الاستشراق الغربي.

ورأى سماحته أن المدى الذي تحرك به الإسلام في الفرد والعائلة والقبيلة والعشيرة، كان يوجد مفهوم الأمة والملة وهو أعلى من مفهوم الدولة.

واعتبر سماحته أنه لا يوجد شيء في الدين خارج إطار الأخلاق، فهدف الرسالة الإسلامية هو إتمام موضوع الأخلاق بحسب النبي محمد (ص).

وبحسب القول المشهور: “كان خلقه القرآن”، لفت سماحته إلى أن الرسول محمد (ص) تماهى مع القرآن.

أما فيما يتعلق بقدرة الأخلاق على إحداث التبدل عند الآخرين، أشار سماحته إلى أن العامل الأخلاقي الحسن يمكن أن يُحدث تغييرًا، مستشهدًا بالآية القرآنية ﴿وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾.

وختم سماحته بالقول: إن الولاية هي أخلاق مبنية على عرفان عالي جدًّا، وهذا العرفان مبني على طريق جهاد شامل.

 


لا يوجد تعليقات

أكتب تعليقًا
لا يوجد تعليقات! تستطيع أن تكون الأوّل في التعليق على هذا المقال!

أكتب تعليقًا

<