استقم كما أمرت: أخلاقيات التولي والتبري جهاد البصيرة والثبات- المحاضرة الثانية

12/2/2020

استكمل سماحة الشيخ شفيق جرادي لقاءه الثاني من سلسلة محاضرات أخلاقيات التولي والتبري جهاد البصيرة والثبات حيث تطرق إلى الحديث عن بعض النقاط المتعلقة بالمواصفات الخاصة بالأخلاق أو التخلق بالأخلاق الولائية، والأخلاق الدينية.

أضاف سماحته، أن هناك ثلاثة مسائل ترتبط بهذه المواصفات، وهي:

  1. فطرية الأخلاق: بمعنى أن القابليات الموجودة لدى الناس، وفي أخلاقياتهم، هي من الأمور الفطرية، إلا أن الله عز وجل أوكل تربتيها إلى جهدنا والذي ينصب بالاستهداء بالرسل وبما قالوه، وبالخبرة.

ولفت سماحته إلى أن الحاجة إلى الرسل والأنبياء والشريعة والرسالات السماوية ينبع من الدور الذي يلعبوه من خلال إيضاحهم لنا أصالة هذه الأخلاقيات والنهج الذي نربي عليه قابلياتنا.

كما أشار سماحته إلى أنه من الأمور التي يجب أن تكون واضحة وبيّنة لنا هي أصالة الأخلاق العظيمة والمقدسة لدى الناس وهم مؤتمنون للمحافظة عليها.

  1. حسن التوكل والاستعانة بالله: يركّز سماحته هنا على أن أهم عامل وسبب وعلة لتنشيط الأمور الفطرية وإغنائها هو حسن التوكل على الله، وهو من الأمور التي تحصّن من الوقوع في الزلل. والوصول إلى مثل هذا التوكل والتسليم ليس بالأمر الهيّن، وحتى يصل الإنسان للاعتماد على الله بحاجة إلى جهد جبار، وإذا وصل إلى هذه النقطة يكون قد تحصن فعلًا من الزلل.

ويرى سماحته، أنه لتطوير الأخلاقيات لدينا، علينا الاستعانة بالله، والتعلم أن التسديد إلى مسالك الفلاح والصراط المستقيم هي هبة من المولى سبحانه وتعالى. والهبة الإلهية هي أمر ضروري.

واعتبر سماحته، أن مسألة تطوير ذواتنا هو استجلاب هذه الهبة الإلهية، حيث نستجلبها أحيانًا بالدعاء والتوسل، ومراقبة الذات بشكل دائم. موضحًا سماحته، أن كل هذه العوامل هي من أجل السعي للحصول على الهبة الإلهية.

ولفت سماحته، أنه من الأمور التي تزلزل أخلاقيات الولاء، هي حالة الشك.

  1. الاستعاذة بالله: حيث اعتبر سماحته أن من المسائل المرتبطة بهذه الأخلاق هو موضوع الاستعاذة بالله من سيء الأخلاق ومذامّ الأفعال.

وأضاف سماحته أن الإسلام كنظام ورسالة ودين يشبه الهرم، بحيث كل ما يتصل بالهرم يرتبط بنقطة محددة، ولا يوجد شيء بالاسلام سواء النصوص القرآنية أو الروايات إلا ومرتبطة بنقطة محددة. على سبيل المثال الأخلاق، السلوك، الفقه، الكلاميات، وغيرها، ينبغي أن يكونوا مرتبطين بهذه النقطة، وأي خلل من مشابهتها يساوي خروج عن الإسلام، وهذه النقطة هي التوحيد، أي ينبغي أن يكون السلوك والأخلاق سلوك وأخلاق موحّد.

وأشار سماحته، إلى أنه علميًّا وبشكل دقيق صحيح أن كل شيء يعود إلى التوحيد، لكن إن توخينا الدقة، وفي حالة تربية الأخلاق نسعى أن تكون أخلاقنا مرتبطة بالعقيدة، بحيث ننظّم كل أمورنا وفق هذا المعتقد. بناءً عليه لا ينبغي أن نكتفي بالتوحيد، بل يجب لحاظ بقية أصول الدين.

ولفت سماحته، أنه لا يمكن بناء أخلاق خارجة عن وصايا الوحي، كما لا يمكن لنا الحديث عن الصدق والكرم مقتصرين بهم على الدنيا دون لحاظ الآخرة.

ورأى سماحته، أن الميزة الأساس للأخلاق والتي ينبغي العودة إليها هي الموضوع العقائدي. مسديًا سماحته النصيحة بأن لا نضيع البوصلة من أذهاننا حيث عموم الأخلاق مرتبط بالمعتقد.

وعند الحديث عن الأخلاق الولائية أشار سماحته إلى مسألتين:

المسألة الأولى: أن الأخلاق تحتاج إلى مربّي.

المسألة الثانية: كلمة رب؛ تعني من يدبر الأمر وييسيره، بمعنى آخر، الرب هو الولي.

واعتبر أن المعاد هو ثمرة قراءة صفحات من القرآن، والجنة هو ما أتى به رسول الله محمد (ص).

ولفت سماحته إلى أنه لو درسنا العقائد على أساس الولاية لوجدنا لها علاقة بالمسلك.

وأضاف سماحته، إن أعظم ما في أخلاق التولي هو التقيد بأوامر الله.. ومقتضى أن يكون الإنسان إنسانًا هو أن يكون عبدًا شاكرًا.

ثم ختم سماحته المحاضرة بالحديث حول ما سيتطرق له في الأسبوع القادم إن شاء الله، وهو التعرف من خلال القرآن إلى جماعة التولي، وإلى الجماعة التي سنتبرأ منهم، حيث عبّر عنهم جميًعا بتسمية واحدة، وهو ما اصطلح عليه بجبهة حزب الله، وجبهة أخرى اسمها حزب الشيطان.



لا يوجد تعليقات

أكتب تعليقًا
لا يوجد تعليقات! تستطيع أن تكون الأوّل في التعليق على هذا المقال!

أكتب تعليقًا

<