صدام الحضارات أيضًا وأيضًا الأطروحة ليست مجرد شائعة

قدم فريد هاليداي لكتابه “الإسلام والغرب – خرافة المواجهة” بمدخل قال فيه: “إن خرافة المواجهة بين الإسلام والغرب، هي خرافة مستديمة بين جهتين متناقضتين في الظاهر، من المعسكر الغربي بالدرجة الأولى (ولكن ليس في الغرب حصرًا). هذا المعسكر الذي يسعى لتحويل العالم الإسلامي إلى عدو آخر. من معسكر أولئك الذين يدعون، من داخل البلاد الإسلامية نفسها، إلى المواجهة مع العالم غير المسلم، وخصوصًا العالم الغربي”. وهي تنطوي على محاجة، فهي إذ تنتقد أيديولوجيات من سعوا طويلًا الى الهيمنة على العالم الإسلامي، فإنها تنتقد أيضًا الكثير مما يحدث بوصفه ردًا بديلًا (محليًا وأصيلًا) من داخل هذه البلدان نفسها. وبهذا المعنى فإن هذا الكتاب سيجابه بالرفض من قبل المجموعتين على حد سواء. ولكن وصف مقولة “صدام الحضارت” بالخرافة هو وصف يفترض حسن النية. وهو يتناقض مع ما يشير له هاليداي بالسعي لتحويل العالم الإسلامي إلى عدو بديل للشيوعية. فهذا السعي يتناقض مع سذاجة الإعتقاد بالخرافة ويتعداه إلى صفة الشائعة المصممة (نوايا مبيتة) خصيصًا لتلبية الحاجة إلى عدو. وبالمراجعة نجد أن هذه المقولة قد شهدت شيوعًا انفجاريًا إذ انتشرت في العالم بسرعة قياسية (بمساعدة ثورة الاتصالات) واستجلبت من الردود والمناقشات مجلدات عديدة….تحميل المقال
المقالات المرتبطة
دلالة الرؤية الكونيّة التوحيدية
ليس بذي بال أن نبحث عن أول انطلاق مصطلح ما، إلا بمقدار ما يفيدنا هذا البحث في تحديد المعنى المقصود من المصطلح.
لذا، فإن الرؤية الكونيّة وإن كان التعبير عنها أول ما جاء في أدبيات الفلسفة الألمانية، إلا أن المراد الذي تحمله بما يعنيه من إحساس بالعالم ومعرفته العميقة
فلسفة الأخلاق الماهية، الضرورة، الأهداف (4)
في ظلّ النزعة الفردية المغالية التي يتّسم بها عصرنا هل يمكن قيام فلسفة أخلاقية ونظرية شمولية في الأخلاق، وفي ظلّ ما يوسم به عصرنا
في الشعر والتصوف شذرات للنقاش
التقسيم التقليدي للعلوم يعين الشعر من الفنون الأدبية، والتصوف من المدارس الفلسفية لكن التجربتين الشعرية والصوفية تنهلان من مصادر مشتركة