القائمة الرئيسة

الحراك العربيّ صحوة بناء الدولة

الحراك العربيّ صحوة بناء الدولة

لن نختصم في تحديد تسمية للحراك العربيّ الأخير. هل هو ربيع عربيّ، أم ثورة عربيّة، أم صحوة إسلاميّة، أم نهضة شعبيّة؟… وإن كان لكلّ جهة عملت على إطلاق اصطلاحها على هذا الحراك أسبابها الخاصّة الدالّة على فهمها للحراك ممزوجة بأهداف وغايات تتوخّاها منه. إلّا أنّ ما هو مهمّ في هذا الحراك، بحسب فهمنا، أمورٌ منها:

  1. حجم التوتّر المجتمعيّ الذي أسفر عنه الحراك العربيّ، والذي استحضر العمق الإسلاميّ في ثقافة الناس، كما استحضر طبيعة الاحتياجات الحياتيّة التي يتوخّونها، من مثل استعادة الثقة بالنفس، وتأصيل الارتباط بجهاز دولة وحكومة وأحزاب سياسيّة تتولّى تأمين مقتضيات منها الاجتماعيّ والسياسيّ والمعيشيّ.
  2. تشظّي مكوِّنات مجتمعات الحراك العربيّ إلى حزبيّة وأيديولوجيّة ومذهبيّة وطائفيّة ومطلبيّة، الأمر الذي يُنبّه الدارس إلى وجود تفسّخات، وإن بدت أحيانًا صغيرة على السطح، إلّا أنّها تكشف عن تفسّخات أعمق في بنية هذه المجتمعات. يضاف إلى ذلك، القابليّات الحسّاسة لعداوة الغرب والوقوع بأفخاخه في آن واحد. وهو ما يستدعي منّا إنشاء منهجيّة تفسيريّة تعتمد الوصف الدقيق لهذا الواقع القائم.
  3. الرغبة الجامحة عند الأطراف المذهبيّة والدينيّة والحزبيّة بتسنّم سدّة الحكم والسلطة. رغبة لا تقتصر على مجرّد قبول المشاركة بالحكم، بل تبتغي الذهاب عميقًا في بناء القواعد التأسيسيّة للدولة، من مثل: الدستور وتشريع القوانين بما يتناسب مع مصالح تلك الجماعات، وبذهنيّة تستدعي جلب مسير مركب السلطة إليها وحدها لما تفتقده من ثقافة تعدّديّة، وروح تتآلف مع الآخر، أو إن شئت فقل: تتكامل مع الآخر كما تفتقد روح الثقة بالمحيط.
  4. قيام خطاب جديد مبنيّ على زحزحة ثوابته. تلك الثوابت التي لطالما دعت إليها الحركات الإسلاميّة والعلمانيّة. فإنّ هذه الجماعات لمّا كان من الصعب عليها رفض ثوابتها فإنّها قامت بانعطافات تأويليّة لتلك الثوابت عبر جملة من التفسيرات والمواقف، بحيث صار من الواضح سبق الموقف والمصلحة على المبادئ والرؤى في كثير من الأحيان….تحميل البحث

الشيخ شفيق جرادي

الشيخ شفيق جرادي

الاسم: الشيخ شفيق جرادي (لبنان) - خريج حوزة قُمّ المقدّسة وأستاذ بالفلسفة والعلوم العقلية والعرفان في الحوزة العلميّة. - مدير معهد المعارف الحكميّة (للدراسات الدّينيّة والفلسفيّة). - المشرف العام على مجلّة المحجة ومجلة العتبة. - شارك في العديد من المؤتمرات الفكريّة والعلميّة في لبنان والخارج. - بالإضافة إلى اهتمامه بالحوار الإسلامي –المسيحي. - له العديد من المساهمات البحثيّة المكتوبة والدراسات والمقالات في المجلّات الثقافيّة والعلميّة. - له العديد من المؤلّفات: * مقاربات منهجيّة في فلسفة الدين. * رشحات ولائيّة. * الإمام الخميني ونهج الاقتدار. * الشعائر الحسينيّة من المظلوميّة إلى النهوض. * إلهيات المعرفة: القيم التبادلية في معارف الإسلام والمسيحية. * الناحية المقدّسة. * العرفان (ألم استنارة ويقظة موت). * عرش الروح وإنسان الدهر. * مدخل إلى علم الأخلاق. * وعي المقاومة وقيمها. * الإسلام في مواجهة التكفيرية. * ابن الطين ومنافذ المصير. * مقولات في فلسفة الدين على ضوء الهيات المعرفة. * المعاد الجسماني إنسان ما بعد الموت.  تُرجمت بعض أعماله إلى اللغة الفرنسيّة والفارسيّة، كما شارك في إعداد كتاب الأونيسكو حول الاحتفالات والأعياد الدينيّة في لبنان.



المقالات المرتبطة

كيف نستقبل عاشوراء

مع بداية كل عام هجري، تتجدّد ذكرى استشهاد الإمام الحسين (ع) وأهل بيته وأصحابه الكرام، الذين سطّروا أروع البطولات…

الطبيعة البشريّة: العدالة في مقابل القوّة- نقاش بين نوام تشومسكي وميشال فوكو

لئن شكّلت اللغة، أو الخطاب، نقطة الانطلاق في النقاش حول الطبيعة البشريّة بين تشومسكي وفوكو، فإنّ بؤرة النقاش كانت التداعيات السياسيّة للتصوّرات المختلفة حول هذه الطبيعة.

نهاية تاريخ ونهاية أيديولوجيات

إن أول ما يثير الإنتباه في حوارنا هذا مع داعية نهاية التاريخ، البروفسور فرنسيس فوكوياما، هو ظاهر التحلل من الموقف التمامي الذي رافق أطروحتين شغلتا العالم،

لا يوجد تعليقات

أكتب تعليقًا
لا يوجد تعليقات! تستطيع أن تكون الأوّل في التعليق على هذا المقال!

أكتب تعليقًا

<