صورة الإيمان في مرآة الإناسة

لا تتخلّف الإناسة عن سياق العلوم التي نشأت مع المشروع الحداثيّ التنويريّ، والتي أسّست على حضور الإنسان في العالم قوانين ثابتةً ومعياريّةً نبذت كلّ مرجعيّة وحيانيّة. وهكذا نرى تحوّل الدين، مع غيرتز، من كونه إطارًا مرجعيًّا مكوّنًا للثقافة ومشكِّلًا للمعنى، إلى منظومة ثقافيّة، ونسق رمزيّ خاضع لسلطة المفسّر التأويليّة بحيث يكيّفه مع الحداثة. ولئن دعا غلنر إلى بقاء الدين، فباعتباره أمرًا إجرائيًّا يسبغ عليه الكائن الحيّ المعنى ولا يستقيه منه، فيفقد أثره التعلّقيّ بالواقع من حيث هو منظومة إيمانيّة اعتقاديّة. من ناحية أخرى، تأتي المقاربة النقديّة لطلال أسد لتنبذ التعريفات التعميميّة للدين على أساس محوريّة التقليد، والعودة إلى القواعد الصراطيّة بحثًا عن المعياريّة. لا يقتصر الإيمان بحسب هذه المقاربة الأخيرة على عمل طقسيّ عاكس للثقافة، بل ثمّة قواعد إيمانيّة ثابتة في النصّ المرجعيّ تنتج فيه المعنى وتحدّد أصول التعاطي معه…تحميل البحث
المقالات المرتبطة
حدود الفلسفة ولوامع العرفان (بين الفلسفة والعرفان)
الهدف من الفلسفة الإلهية، فيما يختص بالإنسان، هو جعله – من حيث النظام الفكري – عالمًا عقليًا مضاهيًا للعالم العيني. وأما الهدف من العرفان، فيما يتعلق بالإنسان، فهو وصول الإنسان بكل وجوده، إلى حقيقة الله، والفناء في الله،
الفن الإسلامي، والممارسة الفنية
ما هو واقع الفن الإسلامي من شعر، أدب، إنشاد ورسم وتمثيل… عند الجماعات الإسلاميّة في لبنان؟ وهل هو فن أصيل أم تقليد؟ وما هي شروط الارتقاء الإبداعي للعمل الفني الإسلامي في لبنان؟ وما هي معايير الحلال والحرام في النتاج الفني؟
الفكر الديني في عصر الآباء (المسيحية الأفلاطونية)
يقدّم الدكتور حسن حنفي في ورقته البحثية التي نضعها بين أيديكم، قراءةً للمرحلة الانتقالية في أوروبا بين الوثنية والمسيحية،