الفضاء الإعلاميّ كمصنوع إيديولوجيّ

لم يعد من ريب في أنّ الإعلام بتقنيّاته الهائلة، بات أحد أبرز روافد التحوّلات الكبرى في السياسة والاقتصاد والفكر والفنّ والثقافة، بل قد يكون أحيانًا محورها ومحرّكها ومحرّضها. وعلى هذه الدلالة سيكون في تشكيل المعرفة وتكوين الأفهام، أو على العكس في تدمير أنظمة قيم كانت مادّة صراع وتنازع، بين المحاور والأحلاف الدوليّة. «العالم المابعد حداثي» كما تدعوه الفلسفة المعاصرة، هو الصورة المكثّفة للتحوّلات التي عكستها مرآة الإعلام، لقد بدا هذا العالم ملتبسًا، ومحكومًا إلى فوضى لا حدود لها. وهو بقدر ما جاءنا بحقائق لا يجوز التنكّر لها، بقدر ما أنبَت أوهامًا ينبغي التعامل معها بجدّيّة استثنائيّة. وغالب الظنّ أن يظلّ هذا العالم رهين الالتباس والمخالطة بين حقائقه وأوهامه، ردحًا إضافيًّا من الزمن.
لقد جُعل العالم بـ «الميديا الفضائيّة» حقلًا كونيًّا مكتظًّا بشبكة هائلة من المعلومات، وهذا يعني أنّ حشدًا من المفاهيم التي انتظمت العلاقة بين المجتمعات البشريّة، بات الآن ضمن دوائر الشكّ. لم يعد مفهوم السيادة القوميّة، مثلًا هو نفسه اليوم، بعدما تحوّلت الدولة القوميّة المغلقة إلى دولة عالميّة مفتوحة، بفعل الأسواق المشتركة، وثورة الاتّصالات. كذلك الأمر بالنسبة لمفاهيم أخرى، كالعقلانيّة، والتنوير، والأخلاق، وحقوق الإنسان، والديمقراطيّة وحقّ الاختلاف. فهذه مفاهيم وآليّات معرفة، لم تعد على صفائها الاصطلاحي، وإنّما غدت أقرب إلى محمولات ذهنيّة تتّصف بالنسبيّة وقابليّة التأويل….تحميل المقال
المقالات المرتبطة
مواجهة الخوف في القرآن*
إن الخوف من الموضوعات التي يكثر الحديث عنها في أوقات الحروب وفي الأزمات الاقتصادية والأمنية والاجتماعية والأمراض
إسرائيل الجديدة وتلك القديمة
في 12 أيّار 1948، دافع كلارك كليفورد، المستشار الأوّل للبيت الأبيض، عن الاعتراف بدولة إسرائيل أمام المجلس الوزاريّ المنقسم للرئيس هاري ترومان.
سيّدة الكساء
فالمناسبة إذن، هي فرحة بولادة السيدة الزهراء (ع)، وفرحة بأن يقول الله تعالى بأنّه اختصّهم كأهل البيت، وأبلغنا بأنّهم الأسوة التي يمكن أن نقتدي بها لنصل إلى مدارج الكمال التي من حقّنا الوصول إليها، فهي إذن، محفّز للعلوّ والارتقاء.