قراءة في العقيدة الإيمانية الجهادية والسياسية لوصيّة الشهيد الحاج قاسم سليماني
19/2/2020
في قراءة للعقيدة الإيمانية الجهادية والسياسية لوصية شهيد محور المقاومة الحاج قاسم سليماني أقام معهد المعارف الحكمية مساء أمس لقاءً مع سماحة الشيخ شفيق جرادي، تناول فيه أبعاد هذه الوصية، معتبرًا إياها أنها تمثل الأمر العملي لأخلاقيات التولي والتبري.
ثم تطرق سماحته للحديث عن المواضع التي لجأ فيها الشيهد في وصيته لأدبيات أهل البيت (ع)، وكيفية تطبيقها، والسيرة والتراث، حيث ينبغي أن يتحول ذلك إلى أمر حي نعيشه في يومياتنا وفي زمننا المعاصر، وكيف ربط حياته وذاته بتصور الوفود على الله.
بعدها أشار سماحته إلى الركن الجهادي والإيماني والسياسي في الوصية: موقع الولاية عمومًا، وولاية الفقه بشكل خاص.
وتطرق سماحته في وصية الشهيد سليماني إلى موقع الجمهورية الإسلامية ووظيفة المسؤولين والشعب، ووظيفة العالم الإسلامي تجاه الجمهورية الإسلامية. وإلى الشهداء وعوائلهم. وإلى القوات المسلحة في الجمهورية الإسلامية.
ثم تناول سماحته الحديث عن نظرة الشهيد سليماني للأهل والأقارب والعشيرة. وإلى مواضع التواضع في وصيتة، والرغبة الأخيرة التي أطلقها الشهيد.
واعتبر سماحته أن الشهيد قاسم سليماني قد استفاد من أدبيات أهل البيت (ع) في كثير من النصوص مثل دعاء عرفه للإمام الحسين. وهذه الأدبيات فيها اقتداء بالأئمة (ع).
ثم لفت سماحته إلى أن المصداق الحي في هذا الجانب والذي يمثل كل هذا الإرث المقدس لديه هو الإمام الخمنيي (رض).
وأشار سماحته، أن الشهيد سليماني كان يعتقد في حياته بأن عمق الإيمان والإخلاص للتوحيد والولاية الذي كان عند المجاهدين في زمن انتصار الثورة الإسلامية كانت تمثل نفس اللحظة التي أسسها رسول الله محمد في ذلك الوقت.
أما كيف تصور نفسه وافدًا على الله، فاعتبر سماحته أن الشهيد سليماني كان يتكلم عن عشقه وإيمانه الحقيقي، بحيث إن الدنيا لا تمثل له أي علاقة، وهي ليست مرجعيته، بل مرجعيته إلى حيث يأخذه الله، شي من الخوف والرجاء والرغبة، فأصحاب الرغبة هم الذين يعبدون الله عبادة التجار، وقد يظن البعض أن عبادة الخوف والرغبة شيء ليس جيدًا.
وأشار سماحته إلى أن هناك فارق بين من تعني له الجنة الأكل والشرب، وبين من تعني له مقام القرب.
ثم تطرق سماحته للحديث حول موقع الولاية وولاية الفقيه، فاعتبر أن هذا النموذج لا يميزون كثيرًا بين ولاية الفقيه وارتباطهم بأهل العصمة، فعنوان الارتباط بالقائم يتمثل بالارتباط بالولي الفقيه وحبه والانقياد له. وكان يعتقد الشهيد سليماني، أن السبيل الذي يخرج من الظلمات إلى النور في هذا الزمن هو التمسك بولاية الفقيه.
ورأى سماحته أن من يدقق بولاية الفقيه يجد فيها ولاية صاحب الخصائص والجرأة والشجاعة…
ولفت سماحته، أن الشهيد سليماني كان يعتقد بأن الإمام الخميني هو صاحب الوصفة المنقذة، ويسميها جبهة رسول الله محمد (ص).
واعتبر سماحته، أن موقع الولي والولي الفقيه في أركانه الجهادية هي بهذا القدر من القداسة.
ثم أشار سماحته، أن الإمام الخميني، وبحسب ما جاء في وصية الشهيد سليماني، قد أدخل الإسلام إلى عمق الدولة. فالإمام الخميني جعل الإسلام ركيزة إيران، وجعل إيران في خدمة الإسلام بالعالم.
ولفت سماحته إلى أن الإمام الخميني هو صاحب فكرة جيش 20 مليون من المستضعفين لتحرير العالم من الظلم.
ويعتقد سماحته، أن اللحظة التي استشهد فيها الحاج قاسم سليماني هي لحظة أعلن فيها الإمام الخامنئي أن الرد على اغتيال الحاج قاسم هو بإخراج أميركا من منطقة غرب آسيا.
أما نظرته لأبناء الشهداء، فقد ذكر سماحته أن الشهيد سليماني قد أوصى بأن يكون الذين يحملون نعشه من أبناء الشهداء.
أما نظرته للأهل والعشيرة، اعتبر سماحته أن كلامه مع أهل كرمان كان ملفتا جدًّا. فشخص مثل الحاج قاسم سليماني رغم كل شخصيته، وثوريته لم ينس لحظة واحدة أهل منطقته كرمان، وأوصى بأن يدفن فيها.
وأشار سماحته إلى أن أخلاقياتنا الدينية هي مسألة حفظ الأهل والعشيرة والآباء والأبناء وهي من الأصول الثابتة لدينا.
ثم ختم سماحته لقاءه بالحديث عن كلام الشهيد قاسم سليماني إلى أهل الجهاد والعسكر، فالملفت أنه تحدث عن العمق الروحي والمعنوي وهو الجناح الأول لتحقيق النصر، وعن عمق العقلانية الزائدة والحسابات الدقيقة وهي الجناح الثاني للنصر. مضيفًا سماحته، من الواضح أنه في حديثه مع الحرس الثوري وقادته قد ركّز على هذين العمقين.