الأحزاب اللبنانية ودورها في الحياة السياسية
26/2/2020
أقام معهد المعارف الحكمية مساء أمس الأربعاء لقاءً حواريًّا حول الأحزاب اللبنانية ودورها في الحياة السياسية، وذلك بمشاركة الوزير السابق الحاج محمود قماطي، الأستاذ الدكتور أدونيس العكرة، والدكتور زهير فياض. أدار اللقاء الإعلامي عدي الموسوي.
البداية كانت مع آيٍ من الذكر الحكيم للقارئ حمزة منعم. تلا ذلك مداخلة للوزير السابق محمود قماطي أشار فيها أن الحياة الحزبية اللبنانية ليست على ما يرام. وأن الأحزاب السياسية في لبنان ذا بُعد عقائدي، وبعضها ذا بُعد طائفي، وبعضها علماني، ووطني متنوع أو مطلق، أو مذهبي، وبعضها ذا طابع ديني…
واعتبر قماطي أن كل هذه الأحزاب تعمل لبرنامج سياسي. مؤكّدًا أن دور الأحزاب السياسية في لبنان هو دور أساسي.
ولفت قماطي إلى أن من يحمل فكر الحزب يمثل قوة لهذا الحزب، فليس هناك نسبة معينة. وأن القوة السياسية لا تحتسب بعدد المنتسبين، بل بحسب المؤيدين والفعالية السياسية، والحضور السياسي والميداني في السياسة.
وفي معرض حديثه عن مشروع الحزب، تساءل قماطي هل إن هذا الحزب له مشروعي سياسي مذهبي؟ أم علماني؟ أم يساري؟ أم اشتراكي؟ معتبرًا أن الاختلاف يكون في البرنامج السياسي وليس في المعتقد.
وأشار قماطي أن المشكلة ليست في الانتماء إلى طائفة أو فكر، بل المشكلة في ما هو المشروع السياسي الذي يحمله.
ختم الوزير السابق محمود قماطي حديثه بالقول: إن فعالية الحزب تكون من خلال برنامجه السياسي، وإن كان هناك تنافر أو تقارب فكري.
بعدها كان للأستاذ الدكتور أدونيس العكرة مداخلة تحدّث فيها عن أن الأحزاب في لبنان لعبت دور الطوائف، وأخذت دورها ولم تستقل لتمارس دورها السياسي.
ثم اعتبر العكرة أن الحزب في لبنان هو أداة أساسية لا غنى عنها، تؤمّن مشاركة المواطن في ممارسة السلطة واتخاذ القرار. مضيفًا أن المواطن حر وسيد نفسه.
ولفت العكرة أن عناصر المواطنة بارزة في دستورنا، ولكن لا بد من استبدال الطائفية.
ورأى العكرة أن التعصب ينشأ من التعليم الديني، ولا بد من إعادة النظر فيه، وذلك بإلغاء المادة 95.
وتساءل العكرة، كيف نبني مواطنًا تامًا في لبنان؟
وأكد العكرة في ختام مداخلته على أهمية مدنية الدولة.
وختام المداخلات كانت مع الدكتور زهير فياض، الذي اعتبر أن هناك أزمة في العمل الحزبي ودوره في المجتمع.
وفي معرض حديثه عن الحزب ودوره، وهل الأحزاب ضرورية في المجتمع، لفت أن الحزب هو مجموعة من المواطنين تجمعهم فكرة أو عقيدة…
ورأى فياض أن الأزمة التي يعاني منها الحزب في لبنان هي أزمة كينونة، وبنيوية. مضيفًا، أن مهمة الأحزاب في لبنان مهمة مزدوجة، سواء من حيث الدفاع عن الأمة لمواجهة الأخطار والتحديات الخارجية، أو من حيث وضع برامج اقتصادية، سياسية، واجتماعية تطال حياة الإنسان.
ولفت إلى أن الكيان في لبنان مصاب بعاهة اسمها الطائفية، التي تهمّش وتلغي أي عمل سياسي، معتبرًا أن المدخل الأساسي هو إلغاء الطائفية.
وختم فياض مداخلته بالقول: إن الأحزاب تمثل تيارات فكرية وسياسية، شئنا أم أبينا.
في ختام اللقاء دار نقاش بين الحضور والسادة المشاركين.