by صالح بن خلفان البراشدي | مايو 17, 2020 3:12 م
سلطنة عمان
١ رمضان ١٤٤١هـ/ ٢٥ إبريل ٢٠٢٠م
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين، وأشهد أن سيّدنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله، سيّد الأولين والآخرين، وخاتم الأنبياء والمرسلين، صلّى الله وسلّم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
الحمد لله الذي أطال في أعمارنا ووفقنا لنكون ممّن شهد شهر رمضان المبارك، أسأل الله أن يوفقنا وجميع المسلمين للصيام والقيام وصالحات الأعمال، إنه سميع قريب مجيب الدعاء، ثم إننا نواصل الدروس المتعلّقة بالنداءات الإيمانية في القرآن الكريم التي كانت بدايتها في شهر رمضان المبارك ١٤٣٨هـ، حيث توقفنا في شهر رمضان المبارك الماضي ١٤٣٩هـ عند النداء الستين، فأسأل الله التوفيق والتيسير والقبول.
النداء الإيماني الحادي والستون.
في الأمر بذكر الله تعالى وتسبيحه بكرة وعشيًّا.
قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾[1][1].
نحن أمام نداء إيماني شرّف الله به عباده المؤمنين، حيث يأمرنا الله تعالى في هذا النداء بالاهتمام بذكره سبحانه وشكره وتسبيحه بكرة وعشيًّا؛ أي في الصباح والمساء وما بينهما، ومن المعلوم أن ذكر الله تعالى يشمل أصنافًا من الذكر كثيرة، من ذلك الدعاء والتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والحوقلة وغيرها من الأذكار.
ولو تدبّرنا الآيات القرآنية التي تتحدّث عن فرضية شهر رمضان المبارك وأحكام الصيام، لوجدنا أن آية الذكر والدعاء تتوسط آيات الصوم، يقول الله تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾[2][2]، وفي ذلك إشارة وتوجيه إلى أن شهر رمضان المبارك هو شهر ذكر لله تعالى، فعلى العبد المؤمن أن يستجيب لنداء الله تعالى فيلتزم الذكر بأنواعه في كل وقت وحين.
وإذا تدبرنا القرآن الكريم نجد أن الله تعالى نبّهنا إلى الاهتمام بالذكر، من ذلك استحضار ذكر الله سبحانه بعد أداء صلاة الجمعة، قال سبحانه: ﴿فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾[3][3]. وقال تعالى ترغيبًا في ذكر الله تعالى بعد إقامة الصلوات: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا﴾[4][4]، ومن الأذكار المشهورة بعد أداء الصلاة التسبيح ثلاث وثلاثون مرة، والتحميد ثلاث وثلاثون مرة، والتكبير ثلاث وثلاثون مرة، وختام المئة قول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وغيرها من الأذكار.
كما وجّه الله تعالى المؤمنين بذكر الله تعالى أيضًا بعد أداء مناسك الحج والعمرة، قال سبحانه: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا…﴾[5][5].
وتجدر الإشارة إلى أن ذكر الله تعالى يكون في كل وقت وفي كل حين، فيذكر العبد المؤمن الله تعالى في العسر واليسر، والمنشط والمكره، والانفراد والاجتماع، وقد أثنى الله على عباده المؤمنين الذاكرين، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾[6][6].
فعلينا أن نهتم بذكر الله تعالى وتسبيحه بكرة وعشيًّا، ونستشعر الإخلاص لله سبحانه.
اللهم أعنا على ذكرك و شكرك وحسن عبادتك.
[1][7] سورة الأحزاب، الآيتان 41 و 42.
[2][8] سورة البقرة، الآية 186.
[3][9] سورة الجمعة، الآية 10.
[4][10] سورة النساء، الآية 103.
[5][11] سورة البقرة، الآية 200.
[6][12] سورة آل عمران، الآية 191.
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
Source URL: https://maarefhekmiya.org/10161/nida2at1/
Copyright ©2024 معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية unless otherwise noted.