by حوراء قبيسي | أكتوبر 29, 2015 9:49 ص
بقلب مسلّم وأمر تابع وأرواح مبذولة استهلّت الليلة الثالثة من محرّم بقراءة زيارة وارث بصوت الحاجّ حسين غريب، تبعها محاضرة لفضيلة الشيخ شفيق جرادي تناول فيها “البُعد السياسيّ لخروج الإمام الحسين (ع) والنمط الإصلاحيّ الذي اتّبعه”.
عرّج فضيلته في مطلع كلمته على المنهج الذي يجب أن يتّبع في قراءة السيرة، والذي بثّه مرجع الوليّ الخامنئي؛ المبنيّ على أساس أخذ العبرة من أجل التبصّر في شؤون الحياة، حيث أنّ قراءة السيرة والتفاعل معها يحب أن يكون عن إدراك كامل، فالمسألة تكمن في استحضار الحالة التي كانت أيّام النبيّ (ص) أو أيّام الإمام (ع) في واقعنا. والتي تتمثّل في إيماننا بمبدأ ولاية الفقيه على أساس أنّها الصلة بالمعصوم، وأنّ من أعظم أهل عصمة آل الرسول؛ هو “أبو عبد الله الحسين (ع)”.
ملقيًا الضوء على بعض الدواعي الأخرى لخروج الإمام الحسين (ع )، والتي ترتبط بأسباب سياسيّة. فعمليّة الإصلاح لدينا في بُعدها السياسيّ يجب أن تكون مقترنة دومًا بأصول إيمانيّة نستند عليها في تحديد ركائز حراكنا السياسيّ لأيّ مطلب. ومن أهمّ هذه المطالب هي مسألة إحداث الإصلاح لذلك من العلل التي بيّنها الإمام السبب السياسيّ لكن بحسب القيم الدينيّة. حيث يقول الإمام (ع) في ما دعاه للقيام: “ألا إنّ هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان (إذ لا يصلح لهم الحكم المؤدّي إلى الظلم) وتركوا طاعة الرحمن وأظهروا الفساد، وعطّلوا الحدود، واستأثروا بالفيء، وأحلّوا حرام الله، وحرّموا حلاله”، وفي ظلّ هذه النظرة الإيمانيّة للوضع السياسيّ يقول الإمام (ع) وبقوله هذا يظهر تصدّي الوليّ: “وأنا أحقّ من غيّر”، ليتجلّى الالتزام الذي ينتمي إلى ولاية الله ورسوله وسيرة عليّ أمير المؤمنين (ع)، التي لا تسمح بأن يسكت عن الظلم، فعندما يعمّ الفساد يبرز الاعتقاد الإيمانيّ بعمليّة التغيير.
مشيرًا إلى أنّ نمط الإصلاح الحسينيّ يكمن في “كيف يحصل التغيير؟” إذ إنّ وظيفة الإمام (ع) هي القيام بالإصلاح والثورة، وفي الوقت نفسه، يقول الإمام (ع) “نفسي مع أنفسكم وأهلي مع أهليكم، فلكم فيّ أسوة” ليرتقي الجانب الوجدانيّ، ومحور هذا البعد الوجدانيّ الإيمانيّ يجب أن نرسّخه في نفوسنا من أجل أن ننطلق ونحقّق إصلاحًا. في حين يبيّن الإمام (ع) بقوله تلك الأسباب: “وكُلُّكُم عَاصٍ لأَمرِي غيرُ مُسْتَمِعٍ قَوْلي، فَقَدْ مُلِئَتْ بُطُونُكُم مِنَ الحَرَامِ وطُبِعَ عَلى قُلُوبِكُم وَيْلَكُم، أَلَا تَنصِتُون؟ أَلَا تَسْمَعُون؟ فسحقًا لكم يا عبيد الأمّة، وشذّاذ الأحزاب، ونفثة الشيطان، وعصبة الآثام، ومحرّفي الكتاب، ومطفئي السنن، وقتلة أولاد الأنبياء، ومبيري عترة الأوصياء، وملحقي العهّار بالنسب، ومؤذي المؤمنين، وصراخ أئمّة المستهزئين، الّذين جعلوا القرآن عضين…”.
لتكون السيرة الحسينيّة أعظم نبراس للإيمان والعشق الإلهيّ والرسالة، أحياها عقب ذلك فضيلة الشيخ خير الدين شريف.
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
Source URL: https://maarefhekmiya.org/1064/%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b5%d9%84%d8%a7%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b3%d9%8a%d9%86%d9%8a%d9%91-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%8a%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d8%a7%d9%84%d8%ab%d8%a9/
Copyright ©2024 معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية unless otherwise noted.