الإعلام الديني ودوره في مواجهة التطبيع
ضمن فعاليات المنتدى الدولي للحوار المسؤول عقد معهد المعارف الحكمية ندوة رقمية بعنوان “الإعلام الديني ودوره في مواجهة التطبيع”[1].
أدارتها الإعلامية نلا الزين وشارك فيها سيادة المطران عطالله حنا من القدس، ونيافة المطران مار ثاوفيلوس جورج صليبا من لبنان، وسماحة الشيخ الدكتور محمد رضا زائري من إيران، والإعلامية التونسية العربية كوثر البشراوي من لندن، والإعلامي الدكتور علي قصير من لبنان.
افتتحت الإعلامية نلا الزين الندوة بالترحيب بالضيوف الكرام، واختارت بدء الكلام من البند الثاني من توصيات مؤتمر الحركة الصهيونية الأول الذي ينص على التأكيد على أهمية الإعلام ودوره في التعبئة والتثقيف وعلى ضرورة بث الوعي من أجل خلق الدولة الصهيونية. فالدولة الصهيونية روّجت لضرورة الكيان الجيو-استراتيجية، من خلال إعادة إحياء التراث الديني اليهودي عقائديًّا بما يتسق مع المشروع اليهودي في فلسطين. وشكّل الإعلام رافعة هامّة للحركة الصهيونية، وهنالك قنوات عبرية –عربية يستغلها العدو الصهيوني للمشاركة بمقابلات فالأجواء جاهزة والألسن ناطقة والأثير مفتوح لدعاة التطبيع ومروّجيه لتجاوز القيم والأعراف الوطنية الراسخة في وجدان الشعوب، ثم سألت: هل نحن أمام مرحلة جديدة ستعمل فيها الأنظمة العربية المطبّعة على إعادة تشكيل التدين بما يلائم مرحلة التطبيع من خلال تسويق خطاب ديني يخوّل أولياء الأمور حق إجراء تلك الاتفاقيات مع دولة الاحتلال وعبر استدعاء النصوص الدينية التي تخدم تلك التوجهات؟
ما هو دورنا ومهامنا واستعدادنا للمواجهة إعلاميًّا وعلمائيًّا وفعاليات ثقافية ومؤسسات لمواجهة معركتنا ضد التطبيع؟
انطلاقًا من هذه المقدمة كان الكلام مع سيادة المطران عطالله حنا[2] من القدس، الذي نوّه باختيار موضوع الندوة وعنوانها معتبرًا أنّ القضية الفلسطينية تتعرض من الأعداء لكمّ هائل من المؤامرات بهدف تصفيتها، يريدون شطب فلسطين من على الخارطة ويريدون للشعب الفلسطيني والعرب أن يكونوا في حالة ترهل وضعف لا حول لهم ولا قوة، ويريدون أن نتحول من أمة واحدة إلى قبائل متناحرة فيما بينها لكي لا يلتفتوا العرب إلى فلسطين ويدافعوا عنها.
وعن التطبيع الأخير والموقف منه قال المطران حنا: نحن لم نفاجأ من عملية التطبيع التي حصلت في البيت الأسود -كما أسماه- لأنّه كان مخفيًا واليوم ظهر إلى العلن وقد نشهد بعد حين حفلات تطبيع أكثر. نحن نستنكر موجة التطبيع التي شهدناها والتي قد نشهدها ولكن لا يكفي الشجب والاستنكار بل يجب إطلاق مبادرات إعلاميّة والسعي للحفاظ على علاقة طيبة مع شعب البحرين والامارات والشعوب الخليجية كلها والعربية كلها وتوضيح أن هدف إسرائيل وأمريكا هو ثروات ونفط هذه البلدان.
وقال المطران حنا: رسالة القدس إلى كل أصدقائنا أنّ عدونا واحد ونعلم أنّ المتآمرين على أقطارنا العربية هم ذاتهم المتآمرين على فلسطين، نحن لا نريد أن نخسر الشعوب العربية، ويجب أن يكونوا على قدر كبير من الحكمة والرصانة وتكون بوصلة العرب دائمًا نحو فلسطين لأنّها قضية الأمة العربية الواحدة وقضية الأحرار من المحيط إلى الخليج.
وعن المؤسسات الدينية والإعلامية قال المطران حنا: المسؤولية كبيرة على الإعلام نحن نحتاج إلى الإعلام الرصين الذي يخاطب الشعوب العربية كافة، وأكد على ضرورة توعية الشباب وتنبيههم من وجود وسائل إعلامية تريد تشتيت العرب وحرف البوصلة عن فلسطين. وعلى القيادات الروحية أن تقوم بدورها للدفاع عن القضية وتذكير العرب مسلمين ومسيحيين في كل مكان بواجباتهم الأخلاقية والإنسانية والروحية تجاه القضية الفلسطينية.
وختم المطران حنا بتوجيه رسالة تفاؤل من القدس، قائلًا: نحن لسنا متشائمين ولسنا في حالة استسلام وضعف، نحن نرى الواقع الذي نعيش فيه كأمة عربية ولكننا على يقين أننا نحن المنتصرون في النهاية لأنّ قوة الحق أقوى من قوة الباطل.
ثم تحدث الدكتور محمد رضا زائري[3] من إيران، وقال: نحن في حرب شرسة إذا لم يتم التصدي لها سيتمكن الأعداء من حرف البوصلة. العدو الصهيوني سبقنا لأنّه عرف قدرة الإعلام أكثر منّا وجنّد النخب الإعلامية وخصص منح دراسية من أجل اكتساب وتطوير الخبرات الإعلامية، وتمكن من خلق صورة جديدة مفبركة وجعلها مكان الصورة الحقيقية.
وبيّن الدكتور زائري أنّ: للإعلام الديني مهمتين في وقت واحد:
الأولى: بث الرسالة الإعلامية، والثانية: التصدي للإشاعات والأكاذيب التي يبثها إعلام العدو للرد عليها. مشيرًا إلى أنّنا أمام قصف معلوماتي كبير وهو أشد أنواع الحرب، يجعل الجمهور لا يعرف ماذا يحدث، وعرض نظريتين لصنع الصورة (image making)، الأولى: وهي نظرية تسليط الضوء (agenda setting) تجعل ما تريد إيصاله إلى الجمهور في قلب الكادر ليغفل الجمهور من باقي المضامين والصور. والثانية: نظرية التأطير (framing) من خلال حذف الصورة والصورة الأخرى لتبقى صورتها هي فقط. وقال أنّ العدو ركز على النظرية الأولى.
وعن الإعلام الديني هل يمتلك أدوات مؤثرة وفاعلة ويحجز لنفسه مساحة في التصدي، قال الدكتور زائري: تم تجنيد بعض القنوات ووسائل الإعلام الديني الذي يمتلك التقنيات القوية لهذا المشروع وتمكن من السيطرة على مشاعر المُشاهد، بينما إعلامنا الديني متخلف نوعًا ما من هذه التقنيات والأساليب.
وختم الدكتور زائري بقوله: إذا تركنا القارئ والسامع بدون توعية سيكون منفعلًا وسيُغلب، ولكن إذا ربّينا هذا الجمهور وكان فاعلًا بأخذ القرار بما هو الصحيح وما هو الخطأ يمكننا حينئذٍ أن نعوّل عليه.
بعد ذلك تحدثت الأستاذة الإعلامية كوثر البشراوي[4] من لندن، وقالت أنّ: الموضوع مرتبط ببعضه، فالإعلام مهنة بحد ذاته والدين احتراف وله أصحابه، لكن هناك حالة تمر بها الأمة فلا يمكن فصل التفاصيل عن بعضها. وقالت أنّ مشاركتها لن تكون عن كوثر ولكن كشاهدة عيان على انطلاقة الإعلام العربي الفضائي. وشرحت لماذا دعت عام 2003 قنوات الإعلام والفيديو كليب أن تقفل، وقالت بعد الربيع العربي: رحمة بهذه الأمة أوقفوا وجمدوا قنوات الإعلام، لأنّ الشعب يتابع متابعة جاهل ويُحشى بالتفاهات.
وقالت الإعلامية البشراوي: انطلق الإعلام الفضائي العربي عام 1991 من لندن وكنت من الجيل المؤسس له، وكانت أول مرة يلتقي فيها التونسي والسعودي واليمني واللبناني وكل الجنسيات العربية في مشروع لم يكن واضحًا، ولكن غادر الجميع بلدانهم إلى الغربة بحثًا وإيمانا بحلم عربي اسمه العالم العربي. وشرحت كيف بدأت عام 1998 ظاهرة قنوات الفيديو كليب وبرامج الفوازير ومن سيربح المليون بإغراق الناس في أشياء غريبة، وبالتوازي معها بدأت قناة الرسالة والدعاة الجدد، وقالت: لم نلتفت إليها لأنّنا كنا غارقين في التنافس بينmbc والجزيرة ومروا تحت أرجلنا مثل الماء بشكل خطير. ثم قالت: تابعت هذه الظاهرة لأنّي شعرت بوجود شيء غير صحيح، حتى وصلنا إلى اتفاق الأقصى في نوفمبر 2000 حينها تم إيقاف برنامجي لأنّني كنت مشاكسة وثورية وقالوا ممنوع في القانون البريطاني أن أقول عن إسرائيل عدو، فدخلت حالة غضب وأصبحت أعطي رأيي من قنوات أخرى. وفي ذلك الحين أيضًا ساهمنا كإعلاميين ببعض المال لغزة ولكن كل ما جُمع من أموال الناس الباكين والعاشقين لفلسطين أخذته إذاعةmbc . كانت قراءتي واضحة ولكن لم يصدقني أحد، فاستقلت وقلت لهم أنتم ترقصون على جثث الشهداء وتغنون وتبثّون التفاهات والناس تُذبح.
ثم تحدثت الإعلامية البشراوي عن الدعاة الجدد وقالت: انتقلت بعد ذلك إلى قناة الجزيرة، وسمعت الشيخ يوسف القرضاوي في إحدى السهرات يقول: “يجوز للمسلم أن ينتقي من المذاهب الخمسة ما يقنع عقله وهي المذاهب الأربعة المعروفة وأضف إليهم الاثني عشرية”. ثم تحريت عن الدعاة الجدد بالأخص عمرو خالد وطارق سويدان لأنّهم كانوا الأشهر، وسافرت خصيصًا إلى القاهرة ثم إلى الكويت كي أحضر ندوة لعمرو خالد وأراه بعيني، كانت ندوته تقام في ملعب كرة القدم في الكويت ما يعني أنّ أكثر من 5000 شخص يوجد في الملعب، رأيته يقرأ الدعاء ولكن رغم الشهيق والتباكي لم تنزل من عينه دمعة. كنت أنظر إلى الناس وأقول ما هذه الأمة التي تركع أمام نصاب دجال مثل هذا؟ وبعد تلك الندوة كان عندي تصوير مع عمرو خالد فسألته هل يعقل أنّ الأمة الإسلامية جاهلة إلى درجة في صلاة الفجر تتذكرها وتكن حاضرًا ولأنّه ذكي فهمني جيدًا فأوقف التصوير. نعم منذ ذلك الحين كنت أشعر بأنّ هناك شيئًا مبيّتًا.
وتابعت البشراوي: بعد سنوات حصل انتصار عام 2006، ولكن لو انتهت حرب 2006 بالانهزام لم نكن لنرى لا حرب سوريا ولا كل هذا البلاء. بعد أسبوعين من حرب تموز قال الشيخ يوسف القرضاوي جملة لا أنساها: “طلع نزل هو شيعي”. نحن كلنا كإعلاميين لم نقرأ اللحظة ولم نشعر بالالتفاف حينها، وهذا كان الإعلان الأول لفتح الأبواب على جحيم الربيع العربي. وقالت: نحن في لحظة خطيرة جدًا، والموضوع ليس الإعلام فقط وليس الدين فقط. المقاومة هي دين ومعتقد، أنا لا أبحث عن أشخاص عندهم دين بل عندهم شرف. والالتزام بالحق والأخلاق والقيم والثوابت الوطنية هو تدين في أعلى مراتبه.
وعمّا ينقصنا في الإعلام قالت الإعلامية البشراوي: ماذا لدينا أصلًا في الإعلام؟ لأنّ معظم ماله لدى المطبعين ومعظم الستالايت عندهم وهذه مشكلة كبيرة. وقالت: كنت أتمنى يوم التطبيع أن تكون باقي الدول المطبعة موجودة لأنّه كان أخطر زمن استخدمت فيه القنوات العربية والصهيونية، وكنا انتهينا من معرفة من هم الخونة. أولويتنا هي التركيز على الخونة وعلى إخوة التراب الذين باعونا وباعوا القضية. يجب أن نوقف أذى كبار المشاهير الذين يهينون أمة بأكملها من أجل لقمة عيشهم. ولا أخاف على الشباب لأنّهم على الفطرة والحق فطرة. ثم قالت: رحمة بالناس علينا أن نخترق العزلة التي نحن فيها ونحتاج إلى محطات ستالايت كما نحتاج إلى المال، وسبق أن طالبنا في مؤتمر الجولان منذ 15 سنة بإيجاد حلول كي لا تُقطع المنار ولا الميادين من أجل حماية الصامدين وكي لا ينقص ولا يُقتل منّا أحد ولا يُستفرد بأحد منّا.
وعن موضوع كيف نبني جبهة إعلامية من أجل إثبات الحضور قالت الإعلامية البشراوي: الإعلام الديني كصفة ضيقة لا يهمني لأنّ الدين بالتحديد هو من مآسي هذه الأمة وهذا مخيف. وعندما قلت أدعو إلى تجميد القنوات الدينية لخمس سنوات رحمة بخلق الله وأمة محمد كنت أعني ما أقول، لأنّنا في حرب ولسنا في حالة إعلام، ولكن الإعلام من وسائلها. علينا استعادة بعض زملائنا وإنقاذهم من المأزق الذي هم فيه وإيجاد بديل للمخنوقين كي يصمدوا ونعيد تعريف مفهوم ماذا يعني إعلامي؟.
وتوجهت الإعلامية البشراوي في كلامها إلى الإخوة في إيران إلى الشيخ كريميان والجماعة وقالت: المقاومة دين يجب أن يدخل فيها كل إنسان يؤمن بهذا الدين على اختلاف جنسيته، أنا لا أريد أن يكون رفيقي إنسان يصلي وخائن، الذي أذهبنا إلى جهنم هم بعض رجال الدين.
وختمت الإعلامية البشراوي مداخلتها بأنّ: صفقة القرن هي مئة سنة من العمل الذي لم ينقطع أبدًا. علينا أن نقف ونثبت وننشط ونكون القدوة بالصبر والصمود كي نشجع غيرنا. علينا حماية القلة الصامدة التي سيولد منها الجيل الجديد. نحن غاضبين عشقًا ومنذ عقود كنت أقول والآن أيضًا أكرر: نقد المحب أشد إيلامًا من نقد الكاره.
بعد ذلك تحدث نيافة المطران مار ثاوفيلوس جورج صليبا[5] من لبنان وقال: أتابع بشوق ومحبة هذا البرنامج العظيم المعبّر عن عواطفنا ومشاعرنا وما ينبجس من عقولنا من مكرمات وأمنيات من أجل فلسطين ومن أجل العرب عامة. وأوضح أنّ قضية فلسطين هي قضية العرب الكبرى وهي البوصلة التي تقودنا إلى معرفة الحق والقدرة على اكتسابه بأيّ طريقة يهيئها الله لنا. فنحن نعيش مأساة فلسطين منذ الطفولة وتعلمنا نشيدها. فلسطين ابتلاها التاريخ بمن تآمروا عليها واعتبروها ملكهم. وقال: تأصلت لدينا عقيدة بضرورة عودة فلسطين بهمّة الرجال التي تنقل الجبال فأقمنا المهرجانات والندوات والمناسبات وألقينا خطاباتنا واتكلنا على الله فيما نؤمن به أنّ هذه الأرض يجب أن تعود إلى أهلها، ولكن لسوء الحظ تخاذل بعض الحكام العرب لأجل مصالحهم. وقال: لديّ قناعة أنّه لا بدّ من الدفاع المسلح ولا بدّ من المقاومة وأن ينظم الشباب صفوفهم ليحاربوا من أجل القضية.
وعن الإعلام قال المطران صليبا: كانت الصهيونية أذكى منّا فكرست العالم برمته ليكون آلة بجانبها ويدعمها، وكانت هناك بلاد عربية تعين هذا العدو للانقضاض على ممتلكات وأراضي الفلسطينيين وما يملكون. وأكّد على ضرورة أن يكون في الحرب قادة شرفاء يفضلون الموت بالعز من أن يموتوا ذليلين مُبعَدين، وقال: أحيي الأبطال الذين استبسلوا ممّن انتقلوا إلى الخلود ومن الأحياء الباقين الذين يحافظون على الأمانة. نحن نؤمن أنّ من لا وطن له لا قيمة له ولا اعتبار خاصة عندما يكون وطنه مغتصبًا. إسرائيل كيان مفتعل تعيش على تناقضات العرب وهي دولة مسخ لن تكمل القرن لتعود يذكرها التاريخ باللعنة وبالويلات.
وختم المطران صليبا بالكلام عن الموقف الديني والموقف الوطني قائلًا: لا بدّ أن تحضر فلسطين في كل مواقفنا، وعلينا كإعلاميين وقيادات روحية أن نصنع رأيًا عامًّا أوسع، وأنّ الشعب هو القادر على تحرير هذه الأرض من رجس هؤلاء الأشرار شذاذ الآفاق.
ثم تحدث في ختام الندوة الدكتور علي قصير[6] من لبنان، الذي شكر الأستاذة كوثر البشراوي لأنّها قدمت شهادة مهمة في موضوع الإعلام الديني ومنشأه لأنّه يلعب دورًا خطيرًا. وأشار إلى وجود إعلام ديني متخصص يبث البرامج والحوارات ويقوم بدور خطير. وقال: كان يفترض أن تقوم هذه الإذاعات بدور توعوي لكنّها انحرفت عن مسارها وأصبحت قنوات تحريض وفتنة، وهي بمعظمها إسلامية كما وهنالك عدد قليل من القنوات المسيحية تبث من قبرص ومن الأمريكيتين.
وأكد قصير أنّنا: نحتاج إلى الآليات ولا نحتاج إلى المال على الرغم من أهميته في إدارة الإعلام في مواجهة التطبيع. ويجب أن نصوغ استراتيجيات إعلامية، ونكون متأهّبين ونضع خطط لمواجهة هذا الإعلام لأنّه يبث عبر وسائل التواصل الاجتماعية وليس فقط الإذاعات التلفزيونية لأنّ هنالك موجة جديدة عبر هذه القنوات تجيز لفتاوى للتطبيع مع هذا العدو الصهيوني. علينا أن نجنّد كل إعلامنا وقنواتنا ووسائل التواصل الاجتماعي وليس فقط الإعلام الديني من أجل أن نجابه هذا التطبيع.
وقال قصير عن العمل التخريبي للوعي وللتاريخ أنّه يستدعي وجود منابر وإعلام ديني مناهض وهو مرتبط بالمال والتمويل. وأشار إلى عدة نقاط كأهداف للعمل الإعلامي في مواجهة التطبيع:
أولًا: مواجهة التطبيع باعتباره يشكّل خطرًا على الأمة واختراقًا لجدار المناعة.
ثانيًا: تعزيز الثقافة الرافضة للتطبيع لدى الجمهور من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
ثالثًا: دعم أي تحرك شبابي يرفض هذا التطبيع.
رابعًا: تجريم أي ممارسة تطبيعية والتشهير بأيّ شخص يمارس هذا التطبيع.
خامسًا: التصدي لمحاولات ما يسمى بتطبيع التطبيع التي يمارسها الدعاة عبر بث أخبار مزيفة.
سادسًا: إبراز الكمّ الجماهيري المناهض للتطبيع.
وختم كلامه بضرورة البحث في آليات مواجهة التطبيع وكيف نتعامل مع المروجين له، والسعي إلى تأمين محتوى إعلامي للدين. ينقصنا التفكير الجيد والانتظام في أطر معينة تحت عنوان مواجهة التطبيع فالخطر يمارسه كل الإعلام الديني وغير الديني. علينا أن نبحث في آليات مواجهة التطبيع، وكيف نتعامل مع المطبعين والمروجين للتطبيع، وتأمين محتوى رقمي وغير رقمي، وأن نبحث عن مضامين للرد على هذه الشبهات.
ختامًا: إن آثار ما نشهده اليوم من تطبيع ستسمر ربما لسنوات مقبلة نحتاج إلى تنسيق الجهود وجمعها لنكون صفًّا واحدًا في معركة تحتاج الكثير الكثير من التجهيز. ويبقى وعي الجمهور هو الركن الذي نعوّل عليه، باستطاعة كل إنسان كبيرًا كان أم صغيرًا أن يكون إعلامًا ناطقًا في هذه المواجهة حتى لو كان وحيدًا عليه أن يستمر.
[1] يوم الخميس 1/ 10/ 2020.
[2] رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس.
[3] دكتور في الإعلام الديني.
[4] إعلامية تونسية.
[5] مطران جبل لبنان وطرابلس للسريان الأرثوذكس.
[6] إعلامي وأستاذ محاضر في علوم الإعلام والتواصل في عدد من الجامعات اللبنانية.
المقالات المرتبطة
“لا يمكن لدولة كلبنان أن تكون محايدة” الدكتورة ليلى صالح
من ندوة “الحيادية قراءة في المفهوم والمسار الإقليمي” التي أقامها المنتدى الدولي للحوار المسؤول في معهد المعارف الحكمية بمشاركة نخبة من الأساتذة والباحثين بتاريخ 9-9-2020
مهرجان الخطاب الثقافي عند السيد حسن نصر الله- اليوم الأوّل
افتتح معهد المعارف الحكمية ومنتدى قارئ للشباب مهرجان الخطاب الثقافي عند السيد حسن نصر الله نهار أمس عند الساعة السادسة مساءً في مجمع الإمام المجتبى (ع)
الحوار الاسلامي المسيحي
حلقة حواريّة شارك فيها كلّ من مدير معهد المعارف الحكميّة سماحة الشيخ شفيق جرادي، والبروفيسور مشير عون، ضمن برنامج “أحسن الحديث” على تلفزيون “المنار”