حوار مع الدكتور ميثم مطيعي حول توجيهات الإمام الخامنئي (دام ظله) للأمة والشباب

حوار مع الدكتور ميثم مطيعي حول توجيهات الإمام الخامنئي (دام ظله) للأمة والشباب
 
حوار مع الدكتور ميثم مطيعي حول توجيهات الإمام الخامنئي (دام ظله) للأمة والشباب عن دورهم في إحياء ذكر أهل البيت (ع)[1]
*  السلام عليكم، أحييكم أيها الشباب الأعزاء وجميع من غمروني برسائلهم اللطيفة من كل مكان. من الحجاز القطيف، والبحرين ومن لبنان وكربلاء والكويت وسوريا والعراق، أشكركم جيمعًا وأنا سعيد بقراءة رسائلكم وأتمنى لكم التوفيق.
س. كيف ينظر الإمام الخامنئي (حفظه الله) إلى الشباب، وما هي أبرز توصياته لهم؟
ج. في الرد على هذا السؤال، سأحاول أن أشرح لكم بعض الذكريات التي أتذكرها من الإمام. مثلًا بخصوص مجاهدي المقاومة وخصوصًا الشباب، كان دائمًا يتصرف بلطف. ففي يوم الأربعين من عام 1483 للهجرة الموافق لـ 2016 م، كنت في حضرته وقلت لسماحته: سيدنا منذ سبع سنوات وأنا أتشرف بالحضور في مجلسكم وحتى اليوم لم أطلب منكم شيئًا لنفسي. وأود أن ألفت النظر هنا إلى أنني أعمل في إيران سابقًا وحاليًّا في الحقل الثقافي، ولدي مؤسسة، وعندي مشاريع وأعمال ثقافية، ولا أستفيد من أي دعم مادي، حتى أنني في معظم الأحيان أتحمل شخصيًّا التكاليف لإنجاز الأعمال. كما أنني لا أتقاضى بدلًا ماليًّا كرادود أو حتى عند أشارك في المجالس، ومن الطريف أنني لم أبلّغ الإمام بذلك حتى الآن ولو لمرة واحدة؛ لأنني أعتقد بأنه يجب رفع العبء عن سماحته، لا أن نزيده عليه.
 بالعودة إلى حديثنا، كانت هذه الجلسة يوم الأربعين وقلت له: سيدنا أنني لم أطلب منكم شيئًا حتى اليوم، ولكنني كنت في لبنان، ومن هناك ذهبت إلى سوريا، وفي سوريا التقيت بشخصين من شباب حزب الله اللبناني المدافعين عن مرقد السيدة زينب عليها السلام، وهم مسؤولو أمن المقام، وطلبوا مني أن آخذ إليهم شيئًا منكم للتبرك. وقلت له أيضًا: سيدنا بعد لبنان ذهبت إلى العراق وطلب مني أحد مجاهدي الحشد الشعبي كوفيتكم. ومن هذا الاجتماع اليوم (يوم الأربعين) سأذهب إلى المطار حتى أسافر إلى سوريا.
فأخذ سماحته خاتمين نفيسين وجميلين جدًّا من خواتمه، وقال لي أحد الموظفين في مكتب الإمام الذي سلّم سماحته الخواتم ليقرأ عليه الدعاء (هل تعرف مقاس أصابعهما سيد مطيعي؟) قلت لا، لا أعرف.
ثم قرأ الإمام الخامنئي عليهما الدعاء بالإضافة إلى الكوفية وقال لي أعطها لهم.
أنا ذهبت إلى سوريا وكان يوم الاثنين، وذهبت إلى الحرم وقمت بتسليم الخاتمين للمجاهدَين اللبنانيين، ومن العجيب أن الخواتم كانت مقاس أصابعهما، وتحول حالهما والله بصورة عجيبة، وفرحوا كثيرًا وبكوا، وقمت بإرسال تلك الكوفية إلى مجاهد الحشد الشعبي في العراق واستلمها.
أود هنا أن أذكر أمرًا قد يهم الشباب الأعزاء، ففي مرة كنت مع عدد من الشباب الذي يؤدون واجبهم في المجالات المختلفة في لقاء بالإمام الخامنئي، وأتى شخصان من أصدقائي وكان لهم نقاش تفصيلي وجيد مع سماحته، فقال سماحته لأحد الحضور وهو السيد حداد عادل: إنني عندما أرى هؤلاء الشباب يطيب خاطري، هؤلاء هم سبب هدوئي، وقال: في بعض الأحيان يتعب الإنسان روحيًّا، لكنني عندما أرى هؤلاء في أي مناسبة أو أتذكرهم يطيب خاطري وأشعر بالهدوء القلبي. لذا، علينا أيها الأعزاء، أن نعمل بشكل جدي بالدرجة الأولى لنفرح قلب إمام زماننا عندما يتذكرنا، وكذلك يجب علينا أن نكون السبب في إزاحة تعب قائدنا الإمام الخامنئي عندما يرانا.
ربما تسألونني كيف نستطيع أن نفعل ذلك؟ أقول لكم: إنّ الحل هو بالعمل بما أوكل إلينا، ويكفي أن نقوم بواجبنا كلٌّ منّا في مكانه.
كذلك سأذكر لكم أمرًا عن شباب جبهة المقاومة وشباب العالم الإسلامي في أوروبا. أتكلم هنا حول الشباب وحول مسألة إيصال السلام إلى السيد القائد. فقد تعرفت على بعض الشباب من فرنسا، ولن أتحدث عنهم كي لا يتسبب ذلك بمشاكل لهم. عندما أخبرت سماحته بأنني رأيت شبابًا في فرنسا وكان بعضهم من مواليد فرنسا، وكانوا شبابًا مؤمنين، ورافقوني في طريقي من باريس إلى مكان إقامة الإمام الخميني (قدس سره) في مدينة نوفل لو شاتو، وكانوا طوال الطريق يقرأون الأشعار، ويلطمون على الصدور، ويبكون على الحسين، ويرددون الأشعار الثورية، وعن الإمام الخميني، وعن البيعة معكم سيدنا، وفي طريق العودة كذلك.
عندما نقلت ذلك للإمام الخامنئي فرح كثيرًا وأوصاني بإيصال سلامه الخاص لهؤلاء الشباب، وشجعني في الواقع أن أحضر بين هذا النوع من الشباب.
وفي المرة التالية التي أردت فيها السفر إلى أوروبا للحضور في المجالس والمراكز، ولأنّ  هؤلاء الشباب المتواجدين في فرنسا كانوا قد طلبوا مني كوفية واحدة من سماحة السيد، كهدية لمجموعتهم، وصلني من سماحته ما يقارب الأربعين كوفية، وكنت كلما ذهبت إلى مركز أهدي ذلك المركز واحدة منها. وقد أرسل سماحته لكل فرد من شباب ذلك المركز كوفية؛ أي أنّ الإمام فرح كثيرًا بسبب تواجد شباب مؤمنين متدينين وثوريين في الأماكن الجغرافية المختلفة في العالم.
أيها الأعزاء، إنّ إمامنا عقد أمله فينا، وعلينا أن نبذل قصارى جهدنا في هذا المجال، وأن لا نتعب.
وفي الأخير هنا أتذكر أنه جاء إلى الإمام الخامنئي (حفظه الله) طبيب جراح مخ، وكان يتحدث عن جهاز لعمليات المخ، وأخبر الإمام أنّه بسبب العقوبات المفروضة علينا لا نستطيع إصلاحه، ومع كل مريض يذهب للعلاج إلى الخارج، كم من الدولارات تخرج من البلاد، وكان يتمنّى من الإمام إن كان هناك طريقة لإدخال الجهاز من الخارج. لكن سماحته قال باقتدار وصرامة: إنّ شبابنا يستطيعون تصنيع مثل هذه الأجهزة، لا تنتظروا أن يسلمونا الأجهزة، قوموا بتصنيعها بأنفسكم في الداخل، وشبابنا يقدرون على ذلك.
س. هل من الممكن أن يكون لكم قناة باللغة العربية؟  
* طلب مني عدد من الأعزاء من بينكم ومن خلال أسئلتهم ومسائلهم المليئة بالمحبة أن تكون هناك قناة باللغة العربية، وسررت كثيرًا من هذا الاقتراح الذي اقترحتموه، وارتفعت معنوياتي. وبالتأكيد سوف أفكر في هذا الموضوع وأتمنى من أصدقائنا في المؤسسة أن يدعمونا في إنجاز هذا العمل الهام، وأن نتمكن إن شاء الله من الحفاظ على علاقتنا ببعضنا البعض باللغة العربية وأشكركم على دقتكم هذه.
س. كيف يمكننا أن ندرك الأبعاد الفكرية للإمام الخامنئي (حفظه الله) حول تأسيس هذه المدرسة؟
إنّ إرشادات وتعليمات سماحة الإمام الخامنئي في لقاءاته مع الرواديد والمنشدين متوفرة ويمكننا الرجوع إليها، ومعظمها مترجم إلى اللغة العربية.
أول ما علينا فعله هو أن نرجع إلى توصياته. لكن مع الأسف من الأخطاء التي نقع فيها أننا نجول في العالم الافتراضي ومواقع التواصل الاجتماعي بلا هدف، ونضيّع وقتنا عادة بأشياء غير مفيدة. ومن المؤسف أيضًا، أنّه لا يوجد هناك مطالعات هادفة ومبرمجة، وعلينا أن نتصل ببحر معارف سيدنا القائد وأن نتعمّق بها.
س. ما هي الوسيلة لكي ننال التوفيق في خدمة خط أهل البيت عليهم السلام؟
طبعًا يتطلب هذا السؤال إجابة مطوّلة، لكنني سأشير إلى أمرين فقط:
الأمر الأول: ترك المحرمات والعمل بالواجبات.
الأمر الثاني: يتعلق بالرواديد، وخصوصًا خدام الإمام الحسين عليه السلام، إن كانت أمكم على قيد الحياة فاطلبوا منها أن تدعو لكم، وإن لم تكن على قيد الحياة زوروا قبرها واطلبوا منها الدعاء لكم في البرزخ لخدمة الحسين وللتوفيق في خط أهل البيت عليهم السلام.    
* س. عندما زرتم لبنان كيف رأيتم الشباب اللبناني؟
رأيت الشباب اللبناني شبابًا ولائيًّا مليئًا بالشغف والحماس، وذا عقيدة وديانة، ومتعطشين للغاية إلى المعارف الدينية. ومن وجهة نظري أحد أهم الحاجات الضرورية في لبنان وفي كل البلاد هو وجود علماء ربانيين ليرووا عطش الشباب معنويًّا.
س. ما رأيكم بمن يخصص العزاء والمنبر للإمام الحسين عليه السلام فقط دون أن ينهل من مدرسته؟
عليّ أن أقول إنّ هذا ما يريده العدو بصراحة، وليس له أي مشكلة مع ذلك. والإمام الحسين الذي استشهد قبل 1400 عام لن يضر بأحد، ونحن مؤمنون بأنّ الإمام الحسين عليه السلام حيّ، ومدرسته حيّة، وبالتأكيد هذا أمر غير محبذ بأن نجعل حدودًا للإمام الحسين ونقيم العزاء له فقط. اذًا متى سنعتبر من مدرسة الإمام الحسين؟
والنقطة الأخرى التي طرحت في السؤال حول اللحن والموسيقى، فمن المؤكد أن التركيز على اللحن والموسيقى فقط من الأمور السيئة، وقد استفدت من مكتب السيد القائد بأن على الرادود أن يتحلى بجملة صفات، ومن أهمها وتأتي بالدرجة الأولى، هي الأخلاق، ثم تهذيب النفس، والابتعاد عن المحرمات، والتزامه بالصلاة في وقتها، ومطالعة الكتب التأريخية والعقائدية والتركيز على المقاتل، والمنابع المستندة، ومعرفة تاريخ أهل البيت، وأنا ذكرت هذه النقاط بترتيب الأولوية. نعم، عليه أن يكون ذو معرفة بالألحان والنغمات، ولكن إن كانت معرفة الألحان دون معرفة المحتوى ودون تهذيب النفس فذلك سيكون أمرًا متصنعًا وغير مقبول.
س. ما هو رأي السيد القائد (حفظه الله) حول إدخال القرآن الكريم في الأناشيد واللطميات، وكذلك عن لسان الحال ولسان القال؟
من بين الموضوعات الهامة التي كانت لي ذكريات فيها مع السيد القائد، أشير إلى موضوعين فقط، هما:
 الموضوع الأول: شرح وجهة نظر سماحته بالإنشاد، والنظرة التربوية والرسالية في المجالس الحسينية.
الموضوع الثاني: موضوع النشاط على الصعيد الدولي والمقاومة.
وبقي الكثير من الموضوعات التي تتطلب وقتًا إضافيًّا منها: القرآن الكريم، ولسان الحال ولسان القال. وإن أردت التحدث عن ذلك ربما يحتاج إلى عشرين دقيقة، ولكنهم خصصوا هذه الليلة للإجابة عن الأسئلة التي طرحتموها البارحة، وأنا هنا أستطيع القول بهذا القدر فقط: إنّ القرآن مظلومًا في مجالسنا. وأقول لكم بصراحة: يعتقد سماحته أنّ علينا إحياء القرآن في مجالس أهل البيت، وليس في مجالس القرآن والأوساط القرآنية فقط، وإنما علينا إيجاد طرق لتعزيز القرآن في المواكب والهيئات الحسينية. إذ نستطيع أن ندخل مثلًا آيات قرآنية في القصائد، ونحن نعمل حاليًّا على هذا الأمر مع أصدقائنا الشعراء، ونجلس دائمًا ونتكلم ونبحث عن رؤية وكيفية دخول آيات قرآنية في الشعر، حتى إذا سمع الشاب هذا الشعر فيردد ويلطم، يكون يقرأ الآيات القرآنية، بل وتدخل الآية القرآنية في قلبه وفي ذهنه.
لذا، فإننا نستطيع إدخال الآيات القرآنية في القصائد، والتحدث عنها مثلًا خلال الخطب على المنبر، وبالتأكيد إن سماحة الإمام يؤيد ذلك.
* س. ما رأيكم بموضوع الحماس في اللطميات؟
 نحن بالفارسي نسميه شور، وإن شاء الله كلمة حماس كلمة صحيحة في هذا الموقع.
في الواقع سألت سماحة الإمام عن موضوع الحماس، فقال سماحته حفظه الله: إنّي أخالف تمامًا أن يؤدّي ذلك إلى حالة تشبه الرقص، وقال: البعض يريدون خلق إثارة وحماس، ويمكن خلق إثارة وحماس وشور دون استخدام هذه الأساليب الهابطة.
عليّ شرح هذه النقطة في فرص أخرى. ونحن لم نقم بهذه الأمور أبدًا، ولا نستخدم ذكر الحسين لتنظيم اللطم، ومع الأسف البعض يستخدمون ذكر الحسين لتنظيم اللطم وتحسين المجلس. برأيي لا يجب أن نستخدم اسم الحسين المقدّس كوسيلة للأداء، واستفدت هذا من مدرسة الإمام الخامنئي في إحياء الشعائر. عدا إن كان الجمهور هو من يفعل ذلك، الجمهور الشباب كان يردد حسين حسين. ولكن إني أعارض شخصيًّا أن يقف شخصٌ خلف مكبر الصوت ويردد حسين حسين، بطريقة غير مناسبة.
* برأيكم ما هو دور المرأة في إحياء الشعائر الحسينية؟
أريد أن أشير إلى هذه النقطة، بأنه كيف يمكن للنساء أن يكنّ مؤثرات في إحياء الشعائر الحسينية؟
فما فهمته من سماحة الإمام الخامنئي (حفظه الله)، هو أنّ علينا التوجه نحو المواكب والهيئات التي يتم التركيز فيها على العوائل. ونحن نحتاج إلى مواكب وهيئات تقوم بالتخطيط للعائلة. أحد المواقف التي تحدّد دور السيدات والفتيات هي هنا، أي في الموكب العائلي المحور حيث يقيم البرامج لكل أفراد العائلة، على سبيل المثال، لرب الأسرة أن يناقش ويفكر في موضوع صندوق القرض الحسن مثلًا، أو مناقشة وتعليم وتربية الأطفال ومعاملة الزوج لزوجته، أو توفير المواد التي تحتاج العائلة إلى أن تتعلمها. ونحن نعمل الآن في موكبنا في طهران على موكب عائلي، يحضر فيه الرجل إلى المجلس مع زوجته وأطفاله، والموكب الحسيني يجب أن يقدّم البرامج لكل أركان العائلة للأب والأم والأولاد والابن والبنت. فإن استطعنا تقوية مواكب عائلية يمكن أن تكون المرأة أحد أركانها الأصلية، وهي بالضبط أحد أركانها الأصلية.
واقتراحنا الآخر هو تقوية المجالس النسائية. إن المجالس التي تقيمها النساء يجب أن تشمل إحياء الشعائر الحسينية، ولدينا تجارب في ذلك كاجتماع النساء العظيم في مقام السيدة المعصومة صلوات الله عليها. أو يمكن اجتماع النساء في المدن والقرى والبيوت وتنظيم برامج تربوية وتقديم منهج صحيح.
نحن نرى دور النساء والفتيات في واقعة عاشوراء من زوجات الأصحاب التي كان لهنّ الدور في سعادة أزواجهنّ، أو نرى دور السيدة زينب والسيدة سكينة والسيدة رقية صلوات الله عليهم، ولكن أقول لكم إنّ الموضوع يحتاج إلى تفاصيل أكثر.
النقطة الأخرى هي أنّه لمَ لا يمكن للفتيات أن تستفيد من حضور العالم الرباني؟ لدينا أمثلة عن سيدات استفدن من علماء كبار كالسيدة المجتهدة بانو أمين، ألّفت كتب ورسائل، وهي مجتهدة. فهل من المستحيل الاستفادة من عالم رباني في جلسة أخلاقية وفي ظروف خالية من الكورونا للسيدات؟ هل من المستحيل أن تستفيد الفتاة من كتب أساتذة الأخلاق؟ للأسف نحن نعيش في فترة يصعب فيها توفر الإمكانيات للحضور لدى أستاذ أخلاق والتعلم عن قرب، وهذا مؤثّر جدًا في التربية، فالتعلم عن قرب ومشافهة مؤثر جدًا، ولكن في هذه الفترة يصعب ذلك. وفي الكثير من الأحيان لا تتوفر الظروف لذلك وعلينا الاستفادة من العالم الافتراضي وكتبه. برأيي وبصراحة أقول لكم: أفضل أستاذ أخلاقي وعالم رباني في زمننا هو شخص الإمام الخامنئي حفظه الله. توصياته متوفرة، وقد تُرجمت وطُبعت باللغة العربية، ولكن المشكلة أنّنا لا نخصص الوقت لمعرفته جيدًا.
س. كيف يمكن التعرّف على الإمام الخامنئي؟
في اعتقادي يجب علينا أولًا أن نؤمن بالإمام الخامنئي وبتوصياته والاستماع لأحاديثه لنتمكن من التعرّف على هكذا قائد حكيم في العالم، ولا يكفي إبراز المحبة له فقط، بل يجب علينا العمل بها. وإن التزمنا بفعل بواجباتنا والعمل بها في مكانها الصحيح سنستطيع إخضاع الآخرين وجذبهم إلى طريق الحق. فالآخرون يتطلعون إلينا لمعرفة الحق. لذا، علينا أن نكون مرآة صحيحة للحق.
س.  كيف نستطيع أن نحوّل المنبر الحسيني إلى مدرسة وعي ثقافي ديني عاشورائي؟
أقول في الرد على هذا السؤال: إنّنا إن نفذنا الخارطة التي رسمها سماحة الإمام الخامنئي للرواديد خلال كل تلك السنوات فسنصل إلى مبتغانا. كما إنّ توصيات سماحته للرواديد وأصحاب المواكب متوفرة وفقط علينا أن نراجعها.
وأهم نقطة يجب أن نؤكد عليها في المنبر الحسيني، هي أن يكون ما تقرأونه أو تؤدونه في المجالس فيه إفادة، ويزيد من المعرفة، أي أن يطور الناس دينيًّا، ويزيد من ثقافتهم الدينية. وإذا كان يوجد هذا الحماس (أي الشور بالفارسي) دون وجود الإدراك فسيخمد هذا الحماس. بالتالي، يجب أن يكون الحماس والشور ملازمان للإدراك.
أحد كبار العلماء في إيران وهو أستاذ الأخلاق آية الله العظمى الحاج مجتبى الطهراني، بحمد الله كنت في محضره منذ عشرة أعوام واستفدت من سماحته، وهو دائمًا يقول: الشرع فالحماس، ثم الإدراك، وبالفارسي يقول: شعور شرع شور، أي دائمًا يقول أنا عندي ثلاث شينات (شرع – شعور- شور) يعني يجب أن يكون مبنيًّا على الشريعة، وأن يكون ذا عمق فكري وذا حماسة.
س. بأي نوع من الكتب توصون الشباب؟
إذا كان الشباب يريدون العمل في مجال الإنشاد والأداء والمواكب الحسينية، أو حتى لو لم يكن يريدون العمل بذلك، أوصيكم أولًا بأن تأنسوا بقراءة القرآن، وبالدرجة الثانية بقراءة نهج البلاغة، وفي الدرجة الثالثة خصّصوا وقتًا لمطالعة الكتب الأخلاقية، ووقتًا للكتب التاريخية والسير، ووقتًا للكتب العقائدية.
على الرادود وصاحب الموكب أن يكون قد قرأ تاريخ أهل البيت ولو لمرة واحدة، وأن يخصّص جزءًا من الوقت للكتب العقائدية. على سبيل المثال نحن في إيران نوصي الشباب بقراءة  آثار الشهيد مطهري رحمة الله عليه.
س. بماذا توصي شباب العراق المجاهد؟
أقول لكم أنا أعشق شباب العراق المجاهد، ولكنني أوصيهم بوصية، أيها الشباب لقد قدمتم شهداء عظام على مدى التأريخ فأحيوا ذكرهم في مجالس أهل البيت التي تحضرون فيها. خصوصًا شهداء الحشد الشعبي، ورحمة الله على شهداء الحشد، وخصوصًا على أبو مهدي المهندس.
س. هناك بعض القراء يقرأون العزاء لإثارة الدمعة والعاطفة عند الناس، فما رأيكم بذلك؟
أنا أوافقكم الرأي في ذلك بأنّ بعض قرّاء العزاء يذكرون أمورًا عن ملحمة كربلاء العظيمة لإثارة الدمعة والعاطفة عند الناس وهذا مهم جدًّا، ولكن غافلين أن بعض هذه الأمور لا تليق بشخصيات كربلاء، وبعظمة الشجاعة التي أبداها الأنصار والآل آنذاك. وسماحة الإمام الخامنئي يؤيد كلامكم ويقول: إنّ البعض لا يقومون بما يليق بشخصية أهل البيت عليهم السلام وقد سمعته شخصيًّا. وهو يؤكد على ضرورة مراعاة شأن أهل البيت عليهم السلام عند ذكر مصائبهم.
س. كيف يمكن العمل على موضوع توسيع ثقافة عاشوراء؟
يعتقد الإمام الخامنئي أنّنا قادرون على ذلك ولو من خلال شعر واحد. أيها الشباب، لا تستهينوا بما تفعلون. لقد قلت وأكدت مرارًا خلال حديثي أنّ علينا أن نعمل بأكمل وأحسن وجه للقيام بالعمل المطلوب منّا، سواء كان عملًا أو دراسة أو تخصصًا. إن كنتم تريدون وجهة نظر الإمام الخامنئي حفظه الله فرأي سماحته، أينما يكون الشباب يكون مركز العالم.
وإن سألوني ما مدى أهمية عملك سأقول لهم: إنّي أنجز أهم عمل في العالم وأرى مكاني هو محور العالم. هذا وجهة نظر سيدنا القائد. وإنْ نظرنا بهذه الطريقة والتي هي نظرة الإمام ستُحلّ الكثير من مشاكلنا.   
       
 
[1] نود الإشارة في بداية هذا الحوار، أن ما طرح من أسئلة هو محصلة لأسئلة متعددة طرحها الإخوة والأخوات أعضاء منتدى قارئ للشباب العربي على الدكتور ميثم مطيعي بعد استماعهم لصوتيات كان قد أرسلها عبر قناة التلغرام وفيها توجيهات الإمام الخامنئي في إحياء أمر أهل البيت (ع).
 



المقالات المرتبطة

عن الحداثة وما بعدها | حوار مع رئيس قسم الأبحاث والدراسات في معهد المعارف الحكمية الدكتور أحمد ماجد

“إنّ كل نقد يتقدم به الحداثيون لمجتمعنا يجب أن يعامل بحذر شديد ويوضع على محك النقد حتى لو التقط بحق

الشعوب العربية بين جرح الاستشراق وإعصار العولمة

لطالما سيطرت على مفاصل الدراسات الاستشراقية ثنائية غرب مسيحي متقدّم، وشرق إسلامي متأخر. ثم بعد عصر العولمة أصبحت المحاكاة الاستعلائية

ومضات فكرية: التعددية الدينية أصالة أم اعتبار

حوار مع الدكتور كمال لزيق أجرته معه الدكتورة بتول الخنسا الدكتورة بتول الخنسا: ظهرت نظرية التعدّدية الدينية بداية على الساحة

لا يوجد تعليقات

أكتب تعليقًا
لا يوجد تعليقات! تستطيع أن تكون الأوّل في التعليق على هذا المقال!

أكتب تعليقًا

<