القائمة الرئيسة

الفرق بين الموت والشهادة – الشيخ عبد المنعم قبيسي

مداخلة الشيخ عبد المنعم قبيسي خلال الندوة الفكرية الحوارية التي عقدها المنتدى الدولي للحوار المسؤول بعنوان: “الشهادة المُلهِمة”، بتاريخ 13-1-2021
الفرق بين الموت والشهادة هو في المنتَج. فالموت هو حتمية وقاعدة قانونية قهر الله بها عباده. وربما يستطيع الإنسان بهذه الحقيقة أن يوظف قدراته الفكرية والعقائدية والأخلاقية، ويحدّد المواقف بناءً على القرار الذي يمكن أن يتّخذه في عالم التقدير الذي أتاحه الله عز وجل بعنوان التكليف.
 إذا كان الموت هو حتمية تنتهي بها كل الكائنات المخلوقة حتى عزرائيل (ع)، إلا أنّ المساحة التي أتيحت للإنسان كمسؤول ومكلف وخليفة في الأرض، تمكّنه أن يوظف العناصر المكوّنة بالاختيار والوعي والتعقل، وبتحديد الأولويات على هدي الفطرة والوحي، ويحوّلها إلى خيار يستقر في أعماقه، ويختار من خلاله كيف يوسّع من دائرة الاحتياج للنهاية التي يريد أن يصل إليها.
الله عز وجل قدّر للناس مواقعهم وظروفهم الأولية على مستوى الزمان والمكان. ولكن بمقدار القابليات التي يمتلكها الإنسان عليه أن يحوّلها إلى قرار، يحكم طبيعة التوجه الفكري والنفسي والمحتوى الروحي لديه، وينسجم مع النتائج التي عرضها القرآن الكريم.
إذا التزم الناس خط التكليف والأوامر الإلهية سواءً اختاروا الجهاد الأصغر أم الأكبر، فلا شك أنّه بمقدار إخلاص كل واحد منهم ستكون بركة نتاجه في الدنيا والآخرة. وإن لم يكن شهيدًا بالمعنى الدموي القتلي ربما يكون له أجر الشهداء في الآخرة أو يكون له مقامًا موازيًا للشهداء.
باب الشهادة يولج إليه من باب أوّلي وهو باب الجهاد. ولقد استطاع الشهيدان قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس أن يمتلكا مفاتيح الخيار، وقرّرا منذ نشأتهما مع وجود الأقدار المناسبة لدخولهما في معترك الجهاد الأصغر باكرًا، فاستطاعا أن يثبتا عشرات السنين في ساحات الجهاد، لأنّهما اختارا الطريق الأقرب.
 إنّ طريق الشهادة يتاح لكل الناس، ولكن يُوَفَّق له الإنسان بحسب عملية التكامل الداخلي المسمّى بالجهاد الأكبر. لافتًا إلى أنّ الشهادة هي حركة مسؤولة مصنوعة بتقدير وتوفيق إلهي نتج عن خيار قُدّر لهذا الإنسان أن يعيش في ظروفه، فيتمسّك به لخصوصيات جعلت منه أيقونة ومدرسة. مشيرًا إلى أن هناك علماء شهداء كالسيد محمد باقر الحكيم والسيد محمد باقر الصدر، والسيد عباس الموسوي وفي كل العالم الإسلامي، أغنوا الأمة بمدادهم ودمائهم وجمعوا المجد بطرَفَيه. ولكن هناك خصوصية تتلازم مع مسؤولية صاحبها من أجل أن تعطي نكهة للشهادة.



المقالات المرتبطة

هل نجحت الفلسفة الإسلامية في مهمة استكشاف أفضل طرق الحياة أمام إنجازات الحداثة؟

الحلقة الرابعة والأخيرة من سلسلة “الفلسفة وموقعها في فكرنا المعاصر” التي يقدّمها سماحة الشيخ شفيق جرادي، بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة.

توصيات مؤتمر “الترجمة في رحاب الفلسفة”

عقد اتحاد المترجمين العرب، المنظمة العربية للترجمة، ومعهد المعارف الحكمية مؤتمرًا دوليًّا بعنوان: “الترجمة في رحاب الفلسفة” يومي الجمعة والسبت 10 و 11 شباط فبراير 2023 وذلك بحضور عدد من الباحثين من العالم العربي(لبنان، تونس، المغرب، سوريا، العراق، والجزائر)

جلسة حوارية حول فلسفة التدين

أقام معهد المعارف الحكمية وضمن برنامجه الدوري (المنتدى الفلسفي) جلسة حوارية الاثنين 16 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، حول فلسفة التدين مع الأستاذ الدكتور حبيب فياض، جمعت مجموعة من المثقفين والمهتمين،

لا يوجد تعليقات

أكتب تعليقًا
لا يوجد تعليقات! تستطيع أن تكون الأوّل في التعليق على هذا المقال!

أكتب تعليقًا

<