تقرير ندوة: الإمام علي (ع) وفلسفة الحكم

by معهد المعارف الحكميّة | سبتمبر 2, 2021 9:40 ص

عقد المنتدى الدولي للحوار المسؤول ندوة حوارية[1][1] بعنوان: “الإمام علي (ع) وفلسفة الحكم”. أدارها الإعلامي عدي الموسوي، وشارك فيها كل من: الأستاذ الدكتور ميشال كعدي من لبنان، والأستاذ الدكتور محمد طي من لبنان، والشيخ مصطفى الأنصاري من العراق.

افتتح الأستاذ عدي الموسوي الندوة قائلًا: أربع سنوات وحسب هي المدة التي تولى فيها علي بن أبي طالب (ع) مقاليد الحكم، تضمنت ثلاث معارك كبرى نهض إليها بنفسه قائدًا ومحاربًا. وبين هذه المعارك فتن واضطرابات ومناكفات بعض سادات القوم، وتمرّد بعضهم، إن لم نقل بخيانة بعضهم الآخر. وخلال هذه السنوات، نثر الإمام علي بذارًا من روحه الحانية، لتنبت لنا بعد سنوات وسنوات جنائن من المعرفة والحكمة، التي ناءت بثمارها كتب التراث أو كادت؛ فيما تحار الكتب المعاصرة، ويحار معها مؤلفوها من أي شجر من هذه الجنائن يجتنون، وتحت أي دوحة يتفيأون، ومن أي قطوفها الدانية يتخيّرون.

وقال: في هذه الندوة سنكون مع فلسفة الحكم عند علي بن أبي طالب (ع)، تلك الفلسفة التي لم تطوَ لها الوسادة كما عبّر (ع)، ليعمل على تسييرها وتجلية صورتها الناصعة بين رعيته. وحين نتحدث عن هذه الفلسفة فإنّه مما لا شك فيه أنّ أول ما يتبادر إلى الأذهان عهده (ع) إلى مالك الأشتر عندما ولاه على مصر.

ثم تساءل الأستاذ عدي الموسوي: هل اشتمل عهده على مجمل أبجدية تلك الفلسفة، أو هو مجرد مدخل لفهمها بمدياتها الأشمل والأرحب؟ وهل نهجت هذه الفلسفة طريق المثالية على أسلوب المدن الفاضلة وأصحابها، أم تضمنت أطرًا واقعية وعملية مقرونة بالمثل الإنسانية العليا؟

بعد ذلك، افتتح باب الحوار، وكانت البداية مع الدكتور محمد طي[2][2]، الذي تحدث عن عهد مالك الأشتر الذي كتبه الإمام علي (ع) وقال: يدخل عهد مالك الأشتر في تفاصيل الحكم في كافة المجالات التي على الحاكم أن يسترشد بها، ويستطيع أن يحكم بما قضى الله، كالتعاطي مع مختلف الطبقات والفئات. وقد انطلق العهد من فلسفة الحكم وهي الخطوط العريضة التي تقوم على أنّ مصدر السلطات هو الله، وهو يفوّضها إلى من يحكم بما أنزله.

وهناك نظريتان حول الشخص الذي يحكم، كما أنّ الوصية قائمة بعدد كبير من النصوص أشار إليها الإمام علي دون أن يركز باستمرار عليها. والوصية لم تنفذ، ولكن الإمام علي لم يدر ظهره للإسلام بل نصح في قوله: الواجب في حكم الله وحكم الإسلام على المسلمين بعد أن يموت إمامهم أو يُقتل، ضالًّا كان أو مهتديًا، أن لا يعملوا عملًا ولا يقدموا يدًا ولا رجلًا قبل أن يختاروا لأنفسهم إمامًا عفيفًا عالمًا ورعًا عارفًا بالقضاء والسنّة.

وتابع الدكتور طي: لا ينفي الإمام علي (ع) حرية الرأي بل يأمر بعدم التحفظ ويقرّ حرية إبداء الرأي، وأن لا يلجأوا إلى الرياء في التعامل معه لأنّ أيسر الرياء شرك. وصولًا إلى عزل الحاكم إذا أحدث أمرًا في الإسلام مما ليس فيه، ففي كتابه إلى طلحة والزبير يقول: “أنتما بايعتماني ولا يحق لكما أن تتراجعا أو تنقضا البيعة ما لم أُحدث حدثًا فإن كنت أحدثت حدثًا فسمّوه لي”، كتابه إلى الأشعث بن قيس.

ويؤمن الإمام علي في المجال الاجتماعي أو الاقتصادي، بتوفير الكفاية للناس مسلمهم وغير مسلمهم. وأنّ هناك تكافؤًا بين حق الحاكم وحق المحكومين. ويأتي عهد مالك الأشتر تفصيلًا لهذا، ووضع كل نقطة في نصابها وإيصال كل ذي حق إلى حقه.

ثم أجاب الدكتور طي عن سؤال: هل قدّم أمير المؤمنين رؤية متوازنة ما بين المثل العليا والرؤية العملية في تحقيق فلسفة الحكم؟ فقال: إنّ الإمام علي كان يعمل للحاضر وللمستقبل. وهنالك أمور كان من الممكن أن يتغاضى عنها ولكن تخدمه في اللحظة، ولكن هذا الأمر إذا استخدم سنّة لما بعد ستكون مخرّبة، وهو لا يقبل بكلا الأمرين. فهو لم يكن بعيدًا عن الواقع، وهنالك فرق بين أن تستسلم للواقع وتغرق فيه أو أن تساير القوى الموجودة، وهو أمر مرفوض. بالمقابل عليك أن تحافظ على المبدأ الذي سيستمر والذي سيُستخدم لحكم البشرية فيما بعد.

وختم الدكتور محمد طي كلامه قائلًا: لم يُهزم الإمام علي في أي معركة، ولم يُهزم في أي أمر سياسي. وكان يؤدب أصحابه عندما لا يستجيبون، وكان يحثّهم، ويخرج بهم، وينتصر بهم، لولا أن خرجت خارجة وهذه الخارجة قاتلها من جديد؛ وكان يُعد للقتال من جديد حتى يحقق الهدف. لم يفشل الإمام بأي خطوة ولم يكن متناسيًا للواقع ولا متجاهلًا له، وفي أسوأ الظروف كان يخرج منتصرًا.

بعد ذلك كان الكلام للأستاذ الدكتور ميشال كعدي[3][3] الذي تحدث عن أبرز المميزات الأسلوبية لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب المتعلقة بالتدبير والسياسة. مبتدئًا كلامه بالشكر لمن يقف دائمًا إلى جانب الحق. ثم قال: الحديث اليوم عن الإمام علي (ع) الفيلسوف الذي له طاقة، لا يمكن أن يعبّر عنها إنسانًا آخر في الكون. إنّ آخر كلام قلته عن الإمام علي هي محاضرة طويلة كانت بمستوى كتاب تقريبًا، “الإمام (ع) آفاق لكل زمان”.

وقال: وجدت في الكتب السماوية الثلاثة ما لم يجده أحد. وسأدخل مباشرة إلى عظمة هذا الإمام الذي وظّف حكمته وحكمه ونهج البلاغة، وكل ما كتبه من أجل الحكم والانطلاق بالإسلام إلى فوق. لقد جعل الإسلام فوق كل اعتبار موظفًا كلامه من أجل الإسلام. وأنا قلت لجميع الناس إنّ الإمام علي ليس فيلسوفًا وحسب؛ وإنّما هو رجل قدّيس أتى إلى الأرض، والرجل الذي يكون بمستوى الإمام علي ما كان إلا لأجل الناس وحكمهم والقرب منهم.

وتابع قائلًا: أنا أتحدث عن الفلسفة بحد ذاتها، لأنّ حكم الإمام علي تحدثوا عنه كثيرًا، وأريد أن أتحدث عنه كفيلسوف. عندما سئل الإمام علي عن الله، قال: (إنّ الله قائم في مكان وكل قائم في سواه معلول به). وهو تحدث في فلسفته عن الأرض فأعطاها مكانها وأخذ عنها العطاء المتكامل، وكل فلاسفة الأرض الذين حكموا كما حكم الإمام علي في دنياه أخذوا عنه الكثير.

وأضاف الدكتور كعدي: إنّ حركة الأرض هي حركة فلسفية وقد تحدث عنها الإمام علي. كما تحدث عن الشمس، وعن وزن النار، والظلمة والهواء. ودراستي الأخيرة التي كتبتها عن الإمام علي (ع) “آفاق لكل زمان”، لعلها الوحيدة حتى اليوم التي أردت أن يعرفها العالم عن الإمام علي، أنّه تحدث عن الرياح والأمطار، فكانت أيضًا في خدمة الحكم، لأنّه كان يرى للمقاتلين الذين قاتلوا من أجل الإسلام، الذين عرفوا ما عظمة الأمطار وما هي أهميتها؟

واعتبر أنّ في استشهاد الإمام علي فلسفة، وهذه حقيقة. وهو تحدث بكثير من الأمور التي تخدم الإسلام وهي تمثّل خدمة الحكم الذي لم يكن بعيدًا عن الإنسان على الإطلاق. عندما أوصى جماعته إذا قُتلت فلا تنتقموا من أحد، هذا دليل قاطع إلى أنّ معرفة الإمام علي (ع) بالدنيا هي معرفة حقوقية، وهي معرفة ليكون الإنسان واضحًا عند مجريات الطبيعة، ومجريات السياسة والحياة.

وقال: كان بودي أن أتحدث عن الإمام علي الفيلسوف وعن الطب والنحو والشعر كيف وظفه في مجال الحكمة والحكومة والقول الذي يريده؟ وأن أحاضر عن الإمام علي ثلاثة أشهر من دون توقف لأنني عشت معه. كانت أطروحتي عبارة عن سبعة كيلو من الورق عن الإمام علي، وأنا الوحيد الذي كتبها بهذه الطريقة. يكفي أن أقول إنني بكل صراحة قلت إنّ الإمام علي هو آفاق لكل زمان، وكنت أقول يوم ولد آدم وحواء على الآرض لو نقرأ نهج البلاغة بدقة لوجدنا إنّه تحدث عن الإنسان في ذلك الزمان حتى اليوم.

وختم الدكتور ميشال كعدي كلامه بالقول: أخذ الإمام علي معطيات كلامه في نهج البلاغة من القرآن الكريم ومن الرسول المصطفى ووظفه في خدمة الإنسان. عندما كتبت الأطروحة حاولت أن أعطيه صفة النبوة، فأتتني من مراجع دينية كبرى ومن أئمة كبار (نرجوك أن تقول إنّه نفس نبي). وأنا ضعيف عند الإمام علي وكتبته بجوارح قلبي. كل ما أردت أن أقوله، وكل ما قيل، وكل ما قلته، ولو كان مستطردًا أقول بكل جرأة إنّ الإمام علي هو قدّيس على الأرض، وأتى من فوق إلى الأرض لكي يخدم الإنسانية ويخدم فلسفة الإنسان وحكمه. وكما قلت في كتابي عن الإمام الحسين قدوة ورسالة، أقول أيضًا إن الإمام علي هو أكبر من قدوة وأكثر.

وكان الختام مع فضيلة الشيخ مصطفى الأنصاري[4][4]، الذي تحدث عن العلاقة التي تربط خطاب الإمام علي (ع) السياسي بالنص القرآني، وقال: هذه المعادلة متقوّمة بطرفين:

الأول: هو نفس السياسة وموقعها المعرفي. والثاني هو نفس شخصية أمير المؤمنين (ع).

ولفت الشيخ الأنصاري إلى أن الإمام علي  (ع) يُعتبر في السياسة والحكم شعبة من شعب الحكمة العملية التي تأخذ قواعدها الأساسية من الحكمة النظرية، فلا يمكن للحاكم أن يتحرك إلا بناءً عليها. لقد كان أمير المؤمنين يتحرك بناءً على رؤية كونية، يُعتبر الإنسان طرفًا رئيسيًّا من أطرافها، وهي متكوّنة من الله عز وجل والإنسان والعالم. والسياسة لا يمكن أن تكون واقعية إلا إذا بُنيت على معرفة واقعية للإنسان.

وقال: إنّ وجود الإنسان في هذه الحياة هي محطة من محطات حياته، التي يعبّر عنها القرآن الكريم بأنّها (يوم أو بعض يوم). فلا يمكن أن يستهلك وجوده في هذه الحياة الدنيا ويغفل عن الحركة الوجودية التي عبر عنها القرآن الكريم بقوله: ﴿يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحًا فملاقيه﴾. بناء عليه، تكون السياسة بعلم يقاد من خلاله الإنسان للكمال الذي خُلق من أجله. والسياسة يجب أن تأخذ الآخرة كمكوّن رئيسي من مكوناتها. وكان يتحرك بناءً على المبادئ العليا التي يعتقد بها، لذلك حتى في الحرب عندما قيل له: هذا معاوية، قال: وأنا علي. لأنّه يعرف أنّ الحرب خدعة.

وأضاف فضيلته لا بد أن تنطلق السياسة من رؤية كونية واقعية، والسياسي الواقعي هو السياسي الذي ينطلق بانطلاقة منسجمة مع الرؤية الكونية وحقيقة الإنسان، والمراحل الوجودية التي سينطلق إليها. فمن يعرف أنّ الدنيا مزرعة الآخرة لا بد أن ينطلق في قوله تعالى: ﴿ابتغِ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا﴾. لقد كانت الآخرة حاضرة في سياسته وسلوكه، لذلك لا تنسجم خطاباته السياسية مع السياسة اليوم. لأنّ هدف السياسي اليوم هو كيف يصل إلى الحكم. وكان بإمكان أمير المؤمنين أن يبقى في الحكم وأن يورّث الحكم كما فعل معاوية، ولكنه قال: أتريدوني أن أطلب النصر بالجور.

وتابع فضيلته قائلًا: عندما دخل إلى الحكم، أعاد السياسة إلى موقعها الطبيعي والعقلائي والواقعي في المنظومة المعرفية الإنسانية، وهي منظومة الحكمة النظرية والعملية. فكان يقيل الحكّام بسبب أخطاء بسيطة، فمثلًا عندما أقال حاكمًا فقال له يا أمير المؤمنين أنا لم أسرق. قال له الإمام علي (ع) بلى أنت لم تسرق. قال: إذن لمَ أقلتني؟ قال (ع): بلغني أنّ صوتك يعلو على صوت المترافعين فتأخذهم منك هيبة القضاء فتضيع منهم الحجة.

وأوضح أنّ فلسفة الحكم هي أن يتحقق العدل، وهي قائمة على مبدأ “أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين”. والحكم القرآني هو حكم المستضعفين، بأن يكون المستضعَف هو صاحب الدولة، وهو ما وجدناه يتجلى في حكومة أمير المؤمنين (ع). ونجد في عهده لمالك الأشتر أنّه أمره بتقوى الله، واتباع ما أمر به في كتابه من فرائضه وسننه، التي لا يسعد أحد إلا باتباعها ولا يشقى إلا مع جحودها وإضاعتها، وأن ينصر الله سبحانه بقلبه ويده ولسانه فإنّه جلّ اسمه قد تكفّل بنصر من نصره وإعزاز من أعزّه. لقد كان أول بند في الوثيقة السياسية يتكلم عن الله عز وجل وحضوره في هذه السياسة، وفي هذه المنظومة، وفي هذه الدولة.

وتحدث أيضًا عن الدولة الإلهية وقال إنّها الدولة التي تكون قوة وسندًا ودعمًا للمستضعفين وتكون نكالًا وتأديبًا للمستكبرين. وهذا ما يتناغم مع القرآن الكريم ومع خطاب الإمام علي السياسي عندما قال: “القوي عندي ضعيف حتى آخذ الحق منه والضعيف عندي قوي حتى أعيد الحق إليه”. يقول الأئمة (ع) إذا أتاكم حديثًا عنّا فاعرضوه على القرآن. فعندما تستقرئ الخطابات والخطوات العملية والسياسات في هذه التجربة الوحيدة والمتفردة في التاريخ البشري، وهي تجربة أمير المؤمنين (ع) بعد تجربة رسول الله (ص)، تجد أنّها منسجمة انسجامًا كاملًا مع فلسفة الحكم في القرآن الكريم على مستوى الحكم وعلى مستوى الأهداف.

وختم فضيلة الشيخ مصطفى الأنصاري كلامه قائلًا: من أهم المشاكل التي واجهها أمير المؤمنين هي مسألة إعادة المال، وإعادة التقسيم المالي الذي بدأ به النبي (ص) القائم على المساواة. وهذا لا يعجب المستكبرين، لأنّ سُلّم الرواتب مع الخليفة الثاني والثالث صار سلّمًا طبقيًّا. والدولة في نظامها الاقتصادي لا بد أن تعمل على قدم وساق على تحقيق نوع من أنواع المساواة الاقتصادية. والسياسة كما الأديان تعرضت للتحريف، لأنّ السياسة هي فن من فنون الحكمة. والسياسة انطلقت كعلم لتأسيس المدينة الفاضلة.

[1][5] يوم الأربعاء، 14/7/2021.

[2][6] دكتوراه دولة في القانون العام، مجاز في الفلسفة والعلوم الاجتماعية، وأستاذ القانون في عدد من الجامعات اللبنانية. له عدد من المؤلفات القانونية والحقوقية وعشرات الأبحاث والدراسات. ومن مؤلفاته: عن الإمام علي (ع)، وقواعد الحرب الأصلية والمستجدة في الإسلام.

[3][7] تخصص في الدراسات اللاهوتية خلال مرحلته الكهنوتية، قبل أن يتابع دراسته في اللغة العربية وآدابها ويتخصص بها، وخصوصًا في ميادين فقه اللغة. نال درجة الدكتوراه عن أطروحة بعنوان: “الإمام علي نهجًا وروحًا وفقهًا”، ليمارس بعدها التعليم الجامعي في عدد من الجامعات اللبنانية، وهو عضو في اتحاد الكتّاب اللبنانيين، وله العديد من المؤلفات التعليمية والأدبية ودواوين شعر، ومهتم بسيرة أهل البيت ونهجهم. وله فيهم عدة كتب منها: الإمام الرضا أبعاد روحية وعلمية، السيدة الزهراء أولى الأدبيات وأنوار الإمامة.

[4][8] أستاذ في الحوزة العلمية في مدينة البصرة.

Endnotes:
  1. [1]: #_edn1
  2. [2]: #_edn2
  3. [3]: #_edn3
  4. [4]: #_edn4
  5. [1]: #_ednref1
  6. [2]: #_ednref2
  7. [3]: #_ednref3
  8. [4]: #_ednref4

Source URL: https://maarefhekmiya.org/13657/imamali-2/