تقرير الحوار المباشر مع سماحة الشيخ شفيق جرادي حول: “النازية والسامية”
أجرى مدير معهد المعارف الحكمية سماحة الشيخ شفيق جرادي يوم الإثنين الواقع فيه 9/5/2022 حوارًا مباشرًا عبر منصة “تويتر سبايس” حول موضوع “النّازية والسّامية”، وذلك في محاولة لتبيان البُعد الثقافي والفكري لمفهوم معاداة السامية. مفهومٌ أعيد طرحه مؤخرًا إلى ساحة النقاش في الفضائين الإعلامي والسياسي، إثر توصيف الكيان الإسرائيلي تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حول يهودية دم هتلر، ودعم إسرائيل للنظام النازي في أوكرانيا بـ “المعادية للسامية”.
شارك في الحوار الذي أداره الإعلامي حسن خليفة كلٌّ من المُستشار في العلاقات الدولية الأستاذ قاسم حدرج، والإعلامي المتخصص في الشأن الإسرائيلي الأستاذ حسن حجازي، ومسؤول قسم الدراسات في معهد المعارف الحكمية الدكتور أحمد ماجد. خُصّص القسم الثاني من الحوار لمناقشة خطاب الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله الذي ألقاه خلال المهرجان الانتخابي الذي نظّمه حزب الله في مدينتي صور والنبطية.
القسم الأول من الحوار: النّازية والسّامية
مداخلة مدير معهد المعارف الحكمية سماحة الشيخ شفيق جرادي
ابتدأ سماحة الشيخ شفيق جرادي الحوار بتحديد واضح لمفهوم اللاّسامية معرّفًا إياه بأنه يُشير إلى كل من لا ينتمي إلى العرق السامي، مستعرضًا موجزًا عن الخلفية التاريخية لولادة مفهوم معاداة السامية الذي عرّفه الصهاينة بأنّه “العداوة ضد اليهود”، ليركّز صلب بحثه في خلفيات حصر السامية باليهود، ليُعرّج بعدها إلى البحث عن سؤال أي يهودية يشتمل عليه تعريف معاداة السامية.
انطلق الشّيخ جرادي في بحثه من حقيقة أنّ مفهوم معاداة السامية وُظّف على نحو أرادته الآلة الإسرائيلية الكبرى المشتغلة في الإعلام والتثقيف والقوانين والذاكرة، في محاولة منها لفرض مجموعة خطوط حمراء على المستوى السياسي، كان أبرزها ربط انتقاد الكيان الإسرائيلي بالمعاداة للسّامية.
ثم أوضح الشّيخ جرادي أنّ المقصود باليهودية في مفهوم معاداة السامية هي تلك الفئة من اليهود الذين حوّلوا ديانتهم إلى قومية بحدّ ذاتها، وتمركزوا في الكيان الغاصب على أرض فلسطين، واتصفوا تاريخيًّا بجملة من المواصفات السلبية (ينقضون العهود، يمارسون القتل على من لا يتوافق معهم، خلق الفتن في المجتمعات، العمل في الربا). الأمر الذي جعل هذه الفئة منبوذة تاريخيًّا في كل بيئة يتواجدون فيها، ليس بوصفهم يهودًا إنما بفعل سلوكياتهم والأدوار الوظيفية التي أطّروا مجتمعهم بها. أكّد هذه الحقيقة عبر تبيان موقف كل من المسلمين والمسيحيين واليهودية المسيحية اتجاه اليهود. قال الشيخ جرادي: “إن المسلمين والمسيحيين لا مشكلة لديهم مع بني إسرائيل كون السيدة مريم (ع) يهودية. إلا أن المسيحيين يعتقدون أن الديانة اكتملت مع مجيء المسيح. أما اليهودية المسيحية اعتبرت أن جذور المسيحية تنتمي إلى اليهود، وجزء آخر منها اعتبر أن هناك ضرورة لدخول اليهود إلى فلسطين لأنه حينما يعود المسيح سيجعلهم مسيحيين. في حين، البروتستانت جزء منهم يعتبر أنه يجب تسهيل طريقهم إلى فلسطين، لكي يتم القضاء عليهم ضربة واحدة، وهذه الفئة يطلق عليها اسم “المسيحية المتصهينة”.
وبالعودة إلى مفهوم “معاداة السامية” وربط انتقاده حصرًا باليهود، قدّم الشيخ جرادي عدّة سياقات ساهمت في ذلك، أهمّها المبالغة في المجزرة والمعاناة التي تعرّض لها اليهود في الغرب، وموقف الأخير من اليهود في الفترة اللاحقة تماشيًا مع مصالحهم ضد الحضارة الإسلامية، التي يعتبرها الشيخ جرادي أنها الحضارة الوحيدة التي آلمت الغرب وأوجعته ويشعر اتجاهها برعب حقيقي، فأوجد فيها كل صنوف الفتن والتفرقة والتفتيت التي بلغت ذروتها في تأسيس “إسرائيل”. كما أشار إلى سياق آخر مرتبط بعقدة التفوق المترسخة في هذه الفئة من اليهود ونيتهم في السيطرة على الأمم، مضيفًا إلى كل ما سبق عاملًا آخر يتمثل بالضعف اتجاه الغرب الأمر الذي يسمح بتكريس الصورة التي تريدها الصهيونية وحلفاؤها والعمل على فرضها وإجبار الآخر على تبنّيها والعمل على أساسها.
في ختام كلمته، حدّد الشيخ جرادي ثوابت توضّح موقف الإسلام المحمدي الأصيل من مسألة معاداة اليهود وربطها بمشروع الحضارة الإسلامية. بيّن الشيخ جرادي “أننا لا نمارس المعاداة لأحد رغبة بالمعاداة، فإذا كان الآخر من أهل الكتاب هم بالنسبة إلينا أناس أطهار لطالما التزموا الكتاب وقيم الكتاب، ولكن حينما يمتهنون صفة البعد عن الله، والالتصاق بالدنيا وبكل نزواتها، ويمارسون النزعة النمرودية والنزعة الفرعونية، ويمسكون بكل ثروات الأرض، حينما يتحولون إلى ذلك، لن ننتقدهم فقط، بل واجبنا أن نتبرّأ منهم بالكامل، وذلك من أجل أن نبني لهذا الوجود الإنساني في الأرض حضارة تليق به، نطلق عليها الحضارة الإسلامية التي يحقّ للجميع أن يكونون فيها منسجمين متآخين، عنوانها المستقبلي” وجود الرّجاء العظيم، القائم من آل محمد، وتكاتفه في وحدة المسار الديني مع المسيح بن مريم، ومع ما يمثله”.
مداخلة المستشار في العلاقات الدولية الأستاذ قاسم حدرج
انطلق الأستاذ قاسم حدرج في مداخلته من موقف يتبنّاه مفاده أنّ النازية صُنعت كمقدّمة لظهور السامية. موقف حاول توضيح مباني تشكّله عبر تقديم موجزٍ تاريخيٍّ بدَأَهُ بانهيار الإمبراطورية العثمانية واندلاع الحرب العالمية الأولى بين الصهاينة والكنيسة الأوروبية حيث أدى فيها زعيم النازية أدولف هتلر رأس الحربة الصهيونية في مواجهة الكنيسة، مرورًا بتمكين اليهود للنظام الشيوعي الإلحادي لتدمير الديانة المسيحية الأوروبية وخلق نوع جديد من الصراعات، وصولًا إلى اختلاق المحرقة واستثمارها في تأسيس وطن قومي لليهود تحت ذريعة تعرّضهم لاعتداء ممنهج أطلق عليه مفهوم “معاداة السامية”.
وضّح الأستاذ حدرج أنّ مسألة العداء لليهود، غير متأسسة على قاعدة عرقية إنما مردّها إلى سوء أخلاق الجماعة اليهودية التي تؤمن بعقيدة الغاية تبرّر الوسيلة، فضلًا عن طبيعة المهن التي امتهنوها (الربا، الدعارة وكل أشكال المحرمات).
كما حدّد المحطات الأساسية في مسار تكريس بدعة معاداة السامية. فكانت البداية عبر تأسيس جمعيات في أوروبا والولايات المتحدة، مهمتها مناقشة “المشكلة اليهودية في أوروبا”، ثم صارت “معاداة للسامية” اكتسحت مقاعد برلمانية للتخلص من اليهود، لتشكّل الذّريعة لتأسيس عزلة لهم في الأحياء، باعتبار أنهم قوميون، وبالتالي، حقّهم أن يُقيموا في وطن قومي خاص بهم. بحسب الأستاذ حدرج، أخذ مفهوم معاداة السامية بعد ذلك الصفة القانونية، بحيث انتقل مبتدعوه من مرحلة تأسيس جمعيات معادية للسامية إلى تشكيل أحزاب ودعم حكومات معادية لمعاداة السامية، تشرّع قوانين وتحرّم وتجرّم وتحكم غرامات لمكافحة معاداة السامية. من بين هذه الدول، سلّط الأستاذ حدرج الضوء على الولايات المتحدة الأمريكية باعتبار أن لها الباع الأطول وكان لها السبق في ذلك، ففي العام 2004، سنّت القانون العالمي لمكافحة معاداة السامية، كلفت وزارة الخارجية الأميركية افتتاح مراكز مراقبة في كل دول العالم، ترصد الصحف، والإصدارات الثقافية، ومحتوى مواقع التواصل. وتمتلك كامل السلطة في منع وقمع كل أشكال التعبير التي تنتقد إسرائيل.
مُداخلة الإعلامي المتخصص في الشأن الإسرائيلي الأستاذ حسن حجازي
استعرَض الأستاذ حجازي أبرز المحطّات الأساسية التي وظّفت فيها الصّهيونيةُ المحرقةَ اليهودية خدمةً لمشروعها الاستعماري. في المرحلة الأولى، شكّلت المحرقة المُحفّز الأساسي لهجرة اليهود إلى فلسطين، وذلك من خلال تكوين وعي عام بأن فلسطين تشكل الملاذ لكل اليهود في العالم. أما في المرحلة الثانية، اتّجهت الصهيونية إلى تكوين وعي عام في البقاء، كضمانة لعدم تعرّضهم لأي اعتداء في حال مغادرتهم فلسطين. وهذا الوعي ما زال يُشتغل عليه حتى هذه اللّحظة، عبر تحديد نسبة الاعتداءات على اليهود في العالم من خلال ما يُعرف بـ “مقياس لاسامية في أوروبا”، وكذلك عبر تنظيم احتفاءات ومراسم خاصة يستعيدون فيها الرواية الرسمية والإعلامية والشعبية للمحرقة.
كما سلّط حجازي الضوء على العمليات الأخيرة التي استهدفت اليهود في فرنسا، كونها أدرجت في إطار “معاداة السامية”، كخطوة في مسار يسعى لإبقاء فكرة العداء لليهود حاضرة في الوعي الإسرائيلي داخل فلسطين.
في ختام كلمته بموضوع توظيف الصهيونية معاداة السامية، طرح حجازي تساؤلًا يدفع الباحثين إلى التفكير فيه هو عن حقيقة المحرقة، والجهات المستفيدة منها.
وتعقيبًا على التوتر الدبلوماسي الحاصل بين روسيا والكيان الإسرائيلي إثر تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وما أشيع عن اعتذار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لرئيس وزراء العدو نفتالي بينيت، علّق الأستاذ حجازي بالقول إنّ تعامل الإعلام الخليجي مع الأزمة من ناحية الإصرار على إظهار عودة العلاقات بين روسيا والكيان الصهيوني يصب في خطة تَحضّر لها الخليج سابقًا تربط المصلحة الخليجية بالصهيونية والروسية في سوريا، التي أثبتت فشلها في أكثر من مرحلة، حيث تطرح الإمارات والسعودية عودة سوريا إلى الحضن العربي شرط تخليها عن حزب الله، وإخراجه من سوريا، مضيفًا أنّ ذلك يأتي في إطار ضرب العلاقة بين روسيا وسوريا وإيران.
مداخلة رئيس قسم الدراسات في معهد المعارف الدكتور أحمد ماجد
استعرض الدكتور أحمد ماجد ثلاثة كتب تحدثّت عن الأساطير التي أُسّست داخل الحضارة الغربية حول مفهوم المحرقة اليهودية وخصوصية اليهود.
الكتاب الأول: “الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل”، لمؤلّفه روجيه غارودي
بحسب الدكتور ماجد، يستعرض الكتاب ثلاثة أساطير ساهمت في إنشاء دولة إسرائيل: الوعد، وأرض الميعاد، والشعب المختار/ أرض بلا شعب لشعب بلا أرض/ التطهير العرقي.
بالنسبة إلى الأسطورة الأولى، بيّن غارودي ضعف أسطورة ربط تأسيس إسرائيل والوعد الإلهي بالأرض من الناحية التاريخية، استنادًا إلى أصوات يهودية ندّدت بإنشاء هذه الدولة واعتبرتها غير شرعية، أمثال الحاخام اليهودي إلمر برغر. أما بالنسبة لأسطورة شعب الله المختار، نقل الدكتور ماجد عن مؤلف الكتاب أنها تعكس النظرة الاستعلائية من منطلق تؤمن به الصهيونية أنه يمكن تصنيف العالم إلى قسمين: إسرائيل من جهة والأمم المتحدة من جهة أخرى. وفيما يخص أسطورة معاداة السامية حاول اليهود تثبيتها في العقل الأوروبي التي على أساسها صنعت دولة إسرائيل، مفادها أنّ الشعب اليهودي لا يمكن أن يندمج في الشعوب الأخرى، لكونه يمثل قومية بحد ذاتها، ينقصه الأرض فحسب.
أما أسطورة المحرقة والتطهير العرقي: يشير الدكتور ماجد إلى أنّ غارودي يشكك في عدد اليهود المقتولين، باعتبار أن هذا العدد مبالغ فيه ولا يعكس حقيقة ما جرى.
إلى ذلك، تحدّث الدكتور ماجد عن حجم الاعتراضات التي توجّهت للكتاب واتهام مؤلفه بمعاداة السامية لتشكيكه بأمر المحرقة، وتأكيده على أن إسرائيل دولة قامت على مجموعة أساطير غير حقيقية.
الكتاب الثاني: “هتلر مؤسس دولة إسرائيل”، لمؤّلفه هينيكيه كاردل:
بحسب الدكتور ماجد، يلقي الكتاب الضوء على الأصول اليهودية لهتلر، ويُبيّن سبب موقفه المتشدّد من اليهودية.
في إشارة إلى مفردة “يهودية دم هتلر” الذي تحدّث عنها سيرغي لافروف، وضّح الدكتور ماجد أصول هتلر اليهودية، استنادًا إلى الكتاب بالقول: إنّ جدة هتلر النمساوية اعترفت لهتلر على فراش الموت أن ابنها ألويس، والد هتلر، وُلد نتيجة علاقتها مع يهودي يدعى فرانكنبرغر.
من خلال هذا الكتاب، يؤكد مؤلّفه يهودية أصول هتلر، كما عدد من القادة النازيين ذات أصول يهودية. وهنا، أشار الدكتور ماجد أنه يمكننا أن نلاحظ موضوع المزج بين الصهيونية والنازية خدمة للمشروع الصهيوني، لأنه ساهمت في نقل اليهود من أوروبا إلى فلسطين.
الكتاب الثالث: فلسطين في شراك الصهيونية لمؤلّفه ديميتري يافسييز:
استند الدكتور ماجد على هذا الكتاب لتفسير خلفيات الصراع بين أوكرانيا وروسيا وما صرّح به لافروف عن دعم إسرائيل للنظام النازي في أوكرانيا ضد روسيا.
في هذا الكتاب، يُوضّح المؤلف أنّ أوكرانيا تحوي قسمين: قسم شرقي ينطق باللّغة الروسية وهم ذات قومية روسية، وقسم غربي تابع لبولونيا التي سيطرت عليها حتى منتصف القرن التاسع عشر. يشير الكتاب، بحسب د.ماجد أن في أوكرانيا الغربية نسبة من اليهود استطاعت التغلغل في الإمبراطورية الروسية ثم تحولت إلى جماعة رأسمالية أساسية في المجتمع الروسي، كما أخضعت الأوكران تحت سيطرتها بغية تدمير الأمة الروسية والأرثوذكسية الروسية والشعب السلافي. وتكمن أهمية الكتاب أنه يجري مقارنة بين الصهيونية والنازية، كونهما يشتركان في الأسس ذاتها.
القسم الثاني: مُناقشة خطاب سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله
وجَدَ الشيخ جرادي أنّ أهم نقطة يمكن استخلاصها من خطاب سماحته هي “أن محور قضيتنا ووجودنا المعنوي هو عزة الإنسان وكرامته، وهذا هو المقدس الذي لا يمكن أن يُمَسّ بعد قداسة الله. هذه هي قضية المقاومة الفعلية”، مضيفًا أنّ “هذه العزة لن تتحقق إلاّ بالانتماء إلى القضية المركزية الموجودة في المنطقة: قضية فلسطين، وهي قضية إن لم يُحرّر فيها النزاع بشكل كامل، لا يمكن أن تسترد كرامة إنساننا، ولا عزتنا ولا حتى أرزاقنا”.
كما اعتبر أنّ السيد من خلال خطابه أبرز دور إرادة الشعوب في تثبيت أركان المقاومة، مشدّدًا على أهمية هذه الانتخابات النيابية كونها تشكل بحسب الشيخ جرادي فرصة للردّ على ما يخطط له الأعداء من استهداف هويتنا ووجودنا وأصل تكويننا. أوضح الشيخ جرادي القيمة الجوهرية لفعل الانتخاب، أنه لا يعني انتخاب أشخاص إنما انتخاب خيار وتبنيّ قرار، هو استفتاء على مبدأ المقاومة”، مؤكّدًا “أن المقاومة في لبنان ليست مجرد قدر ممكن أن يتزعزع، هي القضاء المحتم لبناء وطن ومنطقة”.
وعن موضوع مكافحة الفساد، شدّد الشيخ جرادي أنّها يجب أن تنطلق من الإرادة الشعبية وبالاقتصاد المقاوم والإعلام المقاوم والثقافة المقاومة.
وانطلاقًا من معرفته العميقة بالسيد حسن نصر الله وبدلالات لغة جسده وبنبرة صوته العالية في موضوع ذات صلة ببيئة المقاومة وأهلها وناسها وبعزتها وكرامتها، أكد الشيخ جرادي أن سماحته اتخذ القرار، لأنه لم يعد يحتمل قهر الناس وجوعهم، مما يستوجب على الأعداء الحذر، انطلاقًا مما قاله النبي محمد (ص) “اتقوا غضبة الحليم إذا غضب”. اعتبر الشيخ جرادي أنّ هذا القرار يُشكّل نقطة تحوّل شبيهة بمنعطف حرب تموز 2006.
وفي دلالات ترميز الانتخابات بحرب تموز سياسية، وضّح الشيخ جرادي معنى ذلك بأنّنا سنخوض حربًا سياسية على قواعد مقاومة، فيها إرادة وتدبير وحكمة، لا تردُّد في أخذ الموقف، بناء جدّي، داعيًا إلى ضرورة أن نبني لأنفسنا فلسفة مقاومة مجتمعية، شرط تحققها الفعلي هو محورية القضية الفلسطينية.
بدوره، توقّف المستشار قاسم حدرج عند رفع منسوب الواقعية في مخاطبة ما يسمى بالدولة، التي لم تكن يومًا دولة، على حدّ تعبيره. كما سلّط الضوء على مسألة إخراج السيد حسن عنوانين أساسيين من دائرة النقاش هما: سلاح المقاومة ومبدأ الحياد، ليحصر النقاش مع حزب الله في المرحلة اللاحقة ضمن موضوع واحد هو بناء الدولة، على أن تكون عادلة وقوية ومقتدرة، ركيزتها الأساس المقاومة.
وعن أصداء الخطاب في داخل الكيان الإسرائيلي، اتفق كل من الناشط الفلسطيني إبراهيم برناط والأستاذ حسن حجازي أن الإعلام الإسرائيلي ركّز بشكل كبير على جهوزية المقاومة في الردّ على أي اعتداء محتمل من العدو الإسرائيلي، رغم ما يعوّل عليه الأخير من انشغال حزب الله بالانتخابات النيابية.
المقالات المرتبطة
ومضات فكرية: التعددية الدينية أصالة أم اعتبار
حوار مع الدكتور كمال لزيق أجرته معه الدكتورة بتول الخنسا الدكتورة بتول الخنسا: ظهرت نظرية التعدّدية الدينية بداية على الساحة
عن الحداثة وما بعدها | حوار مع رئيس قسم الأبحاث والدراسات في معهد المعارف الحكمية الدكتور أحمد ماجد
“إنّ كل نقد يتقدم به الحداثيون لمجتمعنا يجب أن يعامل بحذر شديد ويوضع على محك النقد حتى لو التقط بحق
إشكالية الإخبار وأزمة الكتابة التاريخية في لقاء مع الدكتور محمود إسماعيل
س: في البدء، دعنا نتساءل: هل هي أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخ؟ ج: الفصل بَيْن الطرفين غَيْر مبرر؛ لأنّ المؤرخ